قبل كل كلام لابد لنا من أن نقف جميعا تحية وتقديراً لأهلنا الصامدين في القصير , والترحم على شهدائنا والدعاء بالشفاء العاجل لجرحانا , وليس بالدعاء فقط نقف مع هؤلاء الأبطال وإنما دعوة لكل حر شريف في سوريا أن يقدم دعماً لهم ومن أبسط ذلك هو الدعاء بالثبات والنصر على الأعداء إن شاء الله تعالى وتقديم المال والسلاح والرجال وبعد:
علينا أن نكون واقعيين وأن
ننظر لأي معركة تجري على الأرض السورية بين مجاهدينا الأبطال وبين أتباع القردة
والشياطين والخنازير من زاويتين :
الأولى: أن مجاهدينا
الأبطال يصولون بإمكانات حرب العصابات , وإخفاقهم في مكان لايعني انهزام جيش الثورة كله , وهي تعتمد على
التوازنات والامكانيات المتوفرة , تحت عنوان (كر وفر ) وخسارة في موقع وربح في
موقع آخر , وبالتالي على الثوار أين يهيؤا
أنفسهم للأسوأ كما يهيؤون أنفسهم للأفضل , فربح معركة القصير أو خسارتها لايعني
بالضرورة ولا بالواقع نهاية الثورة , كما حصل في السابق عندما خسر الثوار باب عمرو
, فقوات الثوار ممتدة على كامل التراب السوري , وهنا لن تكون القصير هي النهاية مع أهميتها الاستراتيجية
لمستقبل الثورة السورية , وهنا على القيادات العسكرية والثوار التوجه بقوات لاتؤثر
على معاركها والموجودة في المناطق الأخرى لايصال الدعم المادي والعسكري والبشري
وفي نفس الوقت العمل على فك الحصار
الثانية : عندما نتعمق في
مدلولات الأخبار والتركيز الكبير على معركة القصير نستطيع من خلال النظرة الفاحصة
والمتعقلة بها, عندما نأخذ بنظر الإعتبار المواقف الدولية والمناهضة لنجاح الثورة
المعلنة والمخفية نستطيع عندها الوصول للهدف المقصود من هذا التركيز والناتج بشكل
عام عن محورين رئيسيين هما :
1-
محور سياسي واستغلال خسارة القصير بالنسبة للثوار لاسمح
الله , أن الزخم العسكري لعصابات الأسد قد
ظهر جلياً وأن تقسيم سوريا أصبح سهلاً
وبالتالي جعل المعارضة التفاوضية بموقف أضعف لاستغلاله في المفاوضات المزمع عقدها في الشهر القادم
2-
عندما تُظهر المكان الذي ينتصر فيه طرف على طرف آخر بأنه
له أهمية كبيرة وحاسمة في المعركة , فهذا يعطي دفع معنوي عال للرابح وهبوط في
معنويات الخاسر
إن معركة القصير يجب عدم الاستهانة بها وفي نفس الوقت السعي لافشال أي مخطط
قادم في حال تمت السيطرة على القصير من قبل العصابات المجرمة من حزب الشيطان
,للنيل من عزائم الثوار, ففي المفهوم العسكري أن القصير يمكن أن تصمد لمدة معينة
ولكن لايمكنها الانتصار بدون دعم يصلها من الثوار في كافة المناطق الممكنة وتوحيد
العمل لفك الحصار عن مدينة القصير
توجدحقيقة واقعية على الأرض لو ركز عليها الثوار ومجالسهم المتعددة في
تحريك معركة جبال اللاذقية ومحاولة السيطرة عليها في هذا الوقت بالذات , لأن
عصابات الأسد وصلت لأضعف حالاتها في اعتمادها على عصابات حزب اللات فالقوي هنا
اعتمد على الضعيف وليس العكس , والتحرك القائم الآن في منطقة القصير إن قابله تحرك
قوي في جبال وقرى اللاذقية المعاكس له في الشمال لاختلفت الموازين كلها ولانقلب
السحر على الساحر
والسؤال هنا لمن يقف حجر عثرة في ايقاف التحرك العسكري في ريف اللاذقية :
ألم يحن الوقت بعد حتى تعي هذه الحقيقة فإما أن تشارك وتدعم أوتقول سلاماً
فليس لي في هذه الساحة وجود؟؟!!
د.عبدالغني
حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق