يروي
الرفيق أحمد أبو صالح في هذه الحلقة الأسباب التي دفعته للاستقالة من مناصبه في
الوزارة ومجلس قيادة الثورة، كما يروي فصول تآمر القيادة البعثية في دمشق على
القيادة البعثية في العراق، ويؤكد على أن حزب البعث لم يكن سوى حصان طروادة لوصول
الأقليات إلى الحكم.
أحمد منصور: أنت استقلت.. استقلت في
مايو/أيار 64، صحيح؟
أحمد أبو صالح: نعم.
أحمد منصور: استقلت قدمت استقالتك في
مايو/أيار 64.
أحمد أبو صالح: في مايو/أيار 64 من..
من مجلس قيادة الثورة..
أحمد منصور: من مجلس قيادة الثورة.
أحمد أبو صالح: نعم؟
أحمد منصور: من مجلس قيادة الثورة من
كل شيء يعني..
أحمد أبو صالح: طبعا، لأنه كنا نحنا
سحبت منا الثقة في المؤتمر القطري الاستثنائي..
أحمد منصور (مقاطعا): فأيه اللي حصل؟
أيه اللي حصل في؟ قبلت استقالتك؟
أحمد أبو صالح: من مجلس قيادة الوزراء
ورفض.
أحمد منصور: من مجلس قيادة الوزراء،
ورفضت من مجلس قيادة الثورة..
أحمد أبو صالح: ورفضت من مجلس قيادة
الثورة، وأكثر من ذلك عرض علي أن أترأس دورات مجلس قيادة الثورة، باعتباري أصبحت
متفرغا يعني، لم أعد عضوا في السلطة التنفيذية، ومجلس قيادة الثورة هو أعلى سلطة
نظريا، أعلى سلطة في البلد طبعا، السلطة التشريعية وفي أيدها معظم يعني اختصاصات
السلطة التنفيذية وإلى آخره، فطلب إلي يعني أن أكون رئيسا لجلسات مجلس قيادة
الثورة، دورات مجلس قيادة الثورة، أنا الحقيقة وافقت، وعندما وافقت، صلاح جديد رشح
طالب شو أسمه هذا كان وزير شؤون بلدية وقروية، الوليد طالب من كفر تخاريم جنب حلب،
هذا يعني ما باقول عنه إمعة، لكن يعني هذا مثل العجينة بأيدهم، وهو سني.(الوليد
طالب درسنا في الصف الثامن في معهد جمال عبد الناصر في حلب عام 1957 - حي الجميلية
- وقد شاهدته مع عدد من الطلاب يرتشف الخمر من زجاجة كان يضعها في جيب سترته
الداخلية بواسطة شلمونة عندما كان يكتب على الثبورة، وكان كثيراً ما يأتي إلى
المدرسة وهو مخمور).
أحمد منصور: وهو في حد ما كانش عجينة؟
أحمد أبو صالح: أنا ما كنت عجينة يا
رجل.
أحمد منصور: أنا ما كنتش عجينة، بس
يعني الآخر كانت حاجات كتير بتتم بدون..
أحمد أبو صالح: مسؤول.. مسؤول بس ما
كنت عجينة، ما كنت أسكت، وكانوا فعلا يخشون إنه يصطدموا معي، لاعتقادهم بأنه مازال
العسكريين…
أحمد منصور (مقاطعا): أيه دوافعك
للاستقالة؟
أحمد أبو صالح: لأنه أنا شخصيا أولا
منذ..
أحمد منصور (مقاطعا): يعني هل معنى ذلك
هو رفضك للسياسة لقائمة؟ وعدم قبولك بالممارسة التي كانت موجودة؟ أم أنك استقلت
لأنه سحبت منك الثقة من القيادة القطرية؟
أحمد أبو صالح: يعني.. يا سيدي، هذا
عامل طبعا، سحب الثقة من القيادة بالنسبة إلي كإنسان اعتبر نفسي يعني قانوني،
مبدئي صادق، أو هكذا يبدو لي، فمن الطبيعي أن أكون منسجما مع نفسي، سحبت الثقة
مني، يعني من القيادة اللي أنا عضو فيها، بغض النظر عن إنه ميشيل عفلق طلب مني البقاء
أو كذا، هذا ما.. ما بيعنيني لأني أنا عضو في القيادة التي سحبت منها في المؤتمر
القطري الاستثنائي فاستقالتي كانت معللة، حوالي 10،11 صفحة، وكتبتها في الحمة.. في
الحمة بعيد عن.. عن.. عن مؤثرات أو كذا أو كذا، وقلت فيها رأيي، إنه ليش أنا
مستقيل، وحتى أشرت لموضوع العراق، إنه أنتم راحوا قال ليعالجوا المشكلة بالعراق،
وإذا تبين على إنه عم بيتآمروا، يعني علي صالح السعدي وجماعته، علي صالح السعدي
وهاني الفكيكي ومحسن الشيخ راضي وحميد خلخال وحمدي عبد المجيد، شالوهم حطوهم
بالطائرة من المؤتمر القطري في بغداد ونزلوهم في مدريد، اتصل فيني على صالح السعدي
قال لك يا أبو طموح نحن صرنا في مدريد إذا ما رجعنا قبل فوات الأوان بده.. بده يطير
الحكم في العراق بدنا نسقط في العراق، ففعلا أنا حاولت مع أمين الحافظ، اتصلت فيه
كذا مرة، يقول لي دبر حالك مع الأسف هذا أبو عبده وهو ببغداد، يقول لي دبر حالك،
نائب رئيس مجلس الوزراء كان محمد عمران، ندور على محمد عمران ما عدنا نشوفه، لحتى
يعطوا أمر لنزار القباني، الي كان قائم بالأعمال بسفارتنا في مدريد، هذا الشاعر
المعروف، حتى اتصلت أنا بنزار قلت له يا أستاذ يطول عمرك، لتسفروهم أعطيهم جوازات
سفر خليهم يجوا للبلد.
أحمد منصور: يجوا عندكم سورية..
أحمد أبو صالح: لعندنا لسورية، قال لي
والله أستاذ بصراحة يعني رجل حقه، قال لي يا أستاذ أنا ما بدي أتلقى أوامر منك،
أنا بتلقى أوامر من وزير الخارجية، رحنا على وزير الخارجية حسان المريود، قلت له
يا أخي، قال لي بدي أمر من محمد عمران (نائب رئيس الوزراء) لكن نائب رئيس الوزراء
مختفي محمد عمران، ما عدنا نقدر نحصله بسورية، المهم.
أحمد منصور: نائب رئيس الوزراء مختفي،
ومجلس الوزراء..
أحمد أبو صالح: من شان ما.. ما يتعرض
للمساءلة، إنه أنا أروح لعنده، أقول له بدنا نجيبهم من مدريد، لأنه نحن القيادة
كلنا كنا تقريبا مجمعين على أنه هاي مؤامرة، ولازم نجيب الناس الذين نفوا إلى..
إلى مدريد، أما عمران والآخرين..
أحمد منصور: ولما تجيبوهم لدمشق.
أحمد أبو صالح: متآمرين هم يتبين إنه
هم..
أحمد منصور: مع العراقيين..
أحمد أبو صالح: طبعا مع العسكريين اللي
دخلوا المؤتمر، وأخذوا ها الناس، وحطوهم بمدريد، المهم نجحت أنا بالقوة بأخذ خمس
جوازات سفر دبلوماسية من حسان المريود وزير الخارجية، وبالقوة يا سيدي، وسحبت عليه
المسدس، وسلمته الجوازات الدبلوماسية للدكتور محمود نوفل، أستاذ جامعة الآن، وكان
عضو قيادة قطرية معانا، أستاذ جامعة في دمشق، وسافر بالجوازات لبيروت، لأنه ما كان
فيه طائرة من دمشق مقلعة بسرعة إلى مدريد، راح إلى بيروت ولكن في بيروت أذيع نبأ
استيلاء عبد السلام عارف والآخرين على الحكم في العراق، ولعلمك كان نصف الحكومة
التي شكلت على أنقاض حزب البعث العربي الاشتراكي من البعثيين، في طليعتهم طاهر
يحيى بعثي، وأحمد حسن البكر بعثي، وحردان التكريتي بعثي، وستار عبد الطيف بعثي،
يعني استلموا نيابة رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الووزراء، وزير.. عفوا مو وزير
الدفاع، يعني عدة وزارات فاعلة، كلهم من البعثيين، يعني الجهة المتآمرة في سورية
مع الذين كنا نقول أنهم يمينيون.
أحمد منصور: الآن بدأت الثورة.
أحمد أبو صالح: وفقرة صغيرة، بعدما تم
ذلك، وفي مجلس قيادة الثورة رفعنا الجلسة للاستراحة، استمعت لميشيل عفلق يقول
لأمين الحافظ: يا أبو عبده قلت لك كذا مرة، نتخلص من الجماعة هون مثل ما تخلصنا من
الجماعة في بغداد.
أحمد منصور: عليكم أنتم؟
أحمد أبو صالح: أيوه، ودير باله ما
شايفني، حطيت إيدي على كتفه وجريته بنزق، أستاذ أنت بتتآمر، لتترك غيرك يتآمر، إنت
ما بيجوز لك تتآمر، أنت أمين قومي للحزب، كيف ممكن، بس.. بس سمعته وسامعتو داني،
إنه قلت لك يا أبو عبده كذا مرة نتخلص من هؤلاء في سورية قبل التخلص منهم في
بغداد.
أحمد منصور: تقييمك ايه للي كنتم
تعملوه في بعض؟
أحمد أبو صالح: كنا نظن إنه جئنا إلى
حزب البعث العربي الاشتراكي وكلنا مؤمنين بمنطلقاته ونظامه وشعاراته، تبين أن هذا
غير صحيح.
أحمد منصور: وأيه اللي كان صحيح؟
أحمد أبو صالح: الصحيح كان ويمكن ذكرت
في مرة سابقة إنه نحن أتينا أو الحزب نشأ نشأة حولها إشارات استفهام، ذلك لأن حزب
لبعث العربي الاشتراكي كان يعتمد بالدرجة الأولى على غير أبناء المدن الكبرى مثل
دمشق وحلب وحمص مثلا، وإنما كان يعتمد على الأقليات بالدرجة الأولى، لذلك انتسب
إلى حزب البعث العربي الاشتراكي نسبة كبيرة من أبناء الأقليات، الذين وجدوا فيه
حصان طروادة للوصول إلى السلطة، بالدرجة الأولى النصيرية، لأنه نسبتهم أكثر من
نسبة الأقليات الأخرى.
النصيريين نسبتهم تقريبا 10% من سكان
سورية، (الحقيقة أن نسبة العلويين في سورية هي 8% بحسب التعداد السكاني الذي قامت
به فرنسا عام 1923) وتاريخيا يعني معروف عنهم أنهم قاموا بأعمال تتنافى مع الإسلام
والعروبة، مثلا محاولة اغتيال صلاح الدين الأيوبي، كذا مرة جنب حلب في عزاز حاولوا
مرتين مثلا وفي.. وفي مصر أيضا حاولوا هذا شيخ الجبل، كمان كان يحاول اغتيال هؤلاء
الناس الذين كانوا مستعدين للدفاع عن العروبة والإسلام.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق