الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-05-10

قراءة في انقطاع الانترنت - بقلم: شام صافي


 قد أخالف التقاليد بأن أضع النتيجة هذه المرة قبل المقال وقبل الخلاصة ..
النتيجة: لن يصل النظام لأي من المآرب مهما حاول .. ومهما اتبع من طرق وكيفما تحرك ومهما اتبع من أساليب .. فالثوار قد هيئوا أنفسهم لحرب حاسمة جازمة قاسمة معه يعلمون فيها مداخله وتحضيراته ويلتفون عليها بكل سهولة ويسر ولا يوقفهم عن ثورتهم شيء حتى تحقيق النصر بإذن الله..

توصيف: مجازر متعددة، وعطلة طويلة مرتبة من قبل النظام خلالها كانت الضربات الإسرائيلية ، وبعد الضربات في اليومين التاليين تحليق المروحي ترافق مع هدوء نسبي من حيث القصف عموماً .. الانترنت في الفترة الأخيرة عموماً شديد البطء إلى حد لا يمكن أصلاً التعامل معه بسهولة أبداً إذ يحتاج الكثير من الهدوء وجرعات متتالية كبيرة من الصبر، فهو موجود صورياً ورغم ذلك ضنوا على السوريين به فقطعوه كاملاً عنهم ..

فبالعودة للخلف قليلاً قبل حادثة قطع الانترنت ومع بعض الاستقراءات والاحتمالات .. قد أعقبت المجازر المروعة المتتالية في جديدة الفضل وبانياس وغيرهما موجة سخط شاملة من جميع الناس ومواقع التواصل الاجتماعي لم يعد فيها راض عما يحدث وكثر السخط خاصة وقد بات الانترنت المتنفس الوحيد لأهل الداخل سواء في ذلك الثوار أو غيرهم .. ثم تلا الهجمات الإسرائيلية سخط إضافي من قبل مؤيدي النظام وبدا هذا واضحاً على الانترنت حيث كثرت المشاحنات والغضب وانتقاد النظام حتى على صفحاته المؤيدة إن لم يرد على تلك الهجمات واكتفى بالاحتفاظ بحق الرد .. فقد وضعت الهجمات تلك النظام في موقع محرج جداً عالمياً وأمام مؤيديه وزاد عبئه على الانترنت بشكل أكبر بعد أن خسر الرهان مع مؤيديه باعتباره حامل لواء الممانعة والمقاومة قبل وبعد رده الهزيل بخصوص الهجمات خاصة وأن كثيرين منهم قضوا وألوية انمحت والانتهاك السوري كان واضحاً جلياً.. وبعبارة أخرى: لقد حطمت الضربات الإسرائيلية بضرباتها المركزة ألوية أساسية للنظام فكانت ضربة موجعة للصميم.. ما جعل إرضاء المؤيدين عبئاً جديداً على النظام لا يمكن تجاوزه أو ترقيعه .. الذين انتظروا رد النظام باعتباره حامل لواء المقاومة والممانعة .. ما جعله صغيراً جداً أمام مؤيديه خاصة بعدما خسر النظام كثيرين من قتلاه في تلك الألوية .

من جهة أخرى بات الانترنت عبء على النظام وأكبر من منافعه بكثير على ما يبدو بعد أن انتهت دوائر الدولة ووظائفها عن العمل حقيقة، وأكبر دليل على هذا سهولة إمكانية القطع في قلب  الدوام الرسمي نهاراً للوظائف والدولة والأعمال في غير يوم عطلة وبعدما تلا ست أيام من العطلة! فمن المفترض في أي دولة عادية -ولم أقل قوية- أن يكون هناك تراكم كبير جداً من الأعمال التي لا يستسهل معها نظامها قطع النت عنها كل تلك المدة بكل هذه السهولة .. وإن دل هذا الاستسهال على شيء فإنه يدل على التدهور الفظيع للحكومة ومنظومتها والدولة ككل وعدم سير الأعمال أو ضرورة سيرورتها في نظر النظام الذي استسهل واستهتر بتسيير أمورها بعد عطلة طويلة.

إضافة إلى الغاية الأهم من قطع الانترنت وهي: جس النبض .. للقطع الشامل ومدى فائدته للنظام والنظر إلى ردود الأفعال وتحري واستقراء الناشطين قوةً وأفراداً وكيفية تصرفهم وتحركاهمت في مجالات ما وما سيفعلونه .. إضافة إلى رصد الفعالية الداخلية للثوار مقارنة بالفعالية العامة للثوار داخلياً وخارجياً ..

وقد يكون في هذه الساعات دراسات لدول أخرى كإيران وإسرائيل لهذه الفعالية وما يمكن أن يحدث وما يمكن أن يفعله الثوار في حال انسداد هذا الباب الإعلامي المهم الذي يوصل للعالم فيطلع على ما يجري ..

لا شك وأن هذا القطع كان مرتباً ومحضراً مسبقاً .. ولا بد وأن هناك أعمالاً تم إنجازها خلال هذه المدة على قصرها نظراً لشمول الحالة واتساعها ...

وهناك لفتة أخرى هامة وهي "توقيت الانقطاع" فله دلالة خاصة ..

من المحتمل أيضاً والمتوقع بشكل كبير أن يكون الهدف غير ما سبق أو جزءاً من كل .. من الممكن أن يتتالى هذا الانقطاع كل فترة وأخرى ولو على تباعد ولو دون أن تحدث فيها مجازر مروعة أو كبيرة أو فظيعة حتى يعتاد العالم على هكذا انقطاعات ويتهاون الناس مرة تلو مرة ويعتادوا.. وفي الوقت المناسب تحدث طامة كبيرة مثلاً .. وفي هذه الحال فتكرار مثل هذا الانقطاع يكون إرهاصات لذاك الوقت الذي ينفذ فيها النظام ما هو من الآن يحضر للوصول إليه، مستفيداً من التخدير الناجم عن تكرر صدمة الانقطاع كما حصل مع تخدير الضمير العالمي بعد عدد من صدمات المجازر المتتالية دون تحرك العالم بشكل مجدي،

ومن الممكن أن النظام في هذه الفترة قد يكون زود الشبكة ببرامج معينة تساعده في حربه ضد شعبه.

الخلاصة: أصبح النت عبئاً على النظام دون أدنى فائدة .. لم يعد لتهكير الشبيحة فوائده ولم يعد لرصد الناشطين عبره فوائد كما سبق .. ولم يعد المؤيدون يساندون كما السابق بل تحول كثيرون إلى منتقدين، لم تعد الدولة تعمل دوائرها ولا وظائفها وهناك استهتار بكل المفاصل .. ولو لم يكن هناك إعلام راصد لهذا الانقطاع يفضح لتم قطع الاتصالات على البلاد كلها وبشكل  نهائي من قبل النظام .. بينما تمرير وفضح جرائمه مستمر ..

بقلم: شام صافي
8-5-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق