الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-05-20

الــثــقــة الــمــفــقــودة - د. عبد الغني حمدو


قد نستطيع غرس قواعد الثقة فيما بيننا ومد جسور التواصل وتبادل العلاقات المادية والاجتماعية وكل شيء يقدم الخير للطرفين, إن انطلقنا من نقطة مركزية جعلناها مرتكزاً ننطلق فيها بكل الاتجاهات, ودون الخوف من الوقوع في حفر قد تضيع فيها كل الأطراف لسنين طويلة وقد تمتد لتشمل انفناء وانحدار أمة بكاملها


فلو عدنا أدراجنا قليلاً إلى الوراء , ومن ثم دققننا في العوامل التي نزعت الثقة وجعلتها مفقودة بين الأطراف كافة , ومن ثم كان سعينا حثيثاً لايجاد طرق ردم تلك الهوة بين الأطراف لاستطعنا عندها تجاوز مانحن فيه من محن , وقد تعود إلينا قوتنا الحقيقية وليست تلك القوى المبعثرة والمشتتة في جميع الاتجاهات لتعود آثار الكثير منها علينا في تأثيراتها السلبية وليست الايجابية منها


1- السلطة الحاكمة: مجتعاتنا قد اعتادت على التسلط والحكم الفردي المطلق أو الشمولي أو الديكتاتوري , وهذه الأنواع من الحكم تعتمد في استمرارية بقائها على خلخلة الثقة بين الناس بحيث تجعل كل شخص همه الوحيد هو المكر بمن حوله ولو كان من ذوي القربى وأشدها قرابة إليه , وبالتالي لن نستطيع بناء الثقة بيننا إلا بالكفر المطلق بهذه الأنظمة , وخلعها من داخلنا أولا ونعني بهذا :
2-  خلع العبودية المتوارثة من داخلنا ليحل محلها اعتقاد جديد أننا قد ولدنا أحراراً ولسنا بعبيد لبني البشر
3-  المهنة: هي التي تحدد مستوى الشخص , وهنا يتم تقسيم مستوى الناس على أساس المهنة أو الوظيفة أو الصنعة وقسمت المهن لمهن  حقيرة ومهن متوسطة وأخرى مهن شريفة عالية ويقاس مستوى الانسان بمفهوم مستوى المهنة التي يمارسها, ولو سألت عن شخص ما أو ضرب لك مثلاً حقيراً عن نفسه لشبه نفسه بالزبال , وكأن المهنة طغت على سلوك الزبال , ولو تمتع بخصال جيدة فلن تفيده تلك , فصنعة النظافة التي يعمل فيها قد طغت على سمعته ولم يعد من محاسنه مايغطي على مهنته
4-  المظاهر: نعتمد في سلوكنا على تقييم الشخص من مظهره , فإن وافق مظهره اعتقادي كانت الثقة  وإن كان العكس فلا توجد ثقة مهما لبت مواصفات الرجل من مباديء أخلاقية تتقاطع مع مبادئي
5- حتى نتجاوز العوامل المدمرة للثقة ويمكننا ذلك بكل تأكيد عندما ننزع  العبودية من داخلنا التي اعتدنا عليها , مع الاعتقاد بأن الله خلقنا بشراً والمعاملة بيننا تكون على المهنة الشريفة مهما صغرت أو كبرت لاتنقص من قيمة الانسان أو نزيد, وأن المظاهر هي نمط ظاهري لاتعبر عن المضمون , وبالتالي في المواقف العامة, كل إنسان له نفس القيمة بالنسبة لأخاه الانسان والذي يميز الشخص شذوذه عن القواعد الأخلاقية المعترف بها في المجتمع الذي يشاركنا ونشاركه الحياة .
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق