أعزائي القراء
الأنظمه الديكتاتوريه الحاكمه والمنفصله
تماما عن شعوبها..ليس في مقدورها الإستمرار في الحياة لولا تعيشها على نظام تقديم الخدمات للدول الكبرى,
وكلما كانت الخدمه كبيره كلما كان الثمن المقابل لها أجزى..هذا ما قرأته منذ عامين
في إحدى الصحف الأمريكيه وهو امر معروف..من هذا المنطلق يحاول الديكتاتوريون توظيف
كل طاقات نظامهم لإستكشاف خدمات جديده ليقدموها لأسيادهم.ولكن ماذا لو جف بئر الخدمات؟
هنا تقوم هذه الأنظمه بفبركة صناعه محليه من نوع ما تضر بمصالح الدول الكبرى ثم تلجأ الى عرضها عليهم وتعدهم بحل هذه المعضله لهم
,وبالتالي ليقبضوا ثمنها من هؤلاء الأسياد.
اعزائي القراء
بإعتقادي ان ظاهرة تنظيم القاعده والتي
ظهرت في أوائل هذا القرن لم يكن لها ان تأخذ هذه الضجه الكبرى..لولا ان الجميع حاول
الإستفاده من تنظيرها وتسخيرها لصالحه لتحقيق
اهدافه وأهداف دول وأنظمه مختلفه.
النظام السوري برع في إسلوب تصنيع
القاعده وتعيّش من وراء هذا التصنيع سنين إضافيه أمدَت في عمره ..فكانت معامله ومختبراته
تعمل ليل نهار لتنتج هذه البضاعه, وتُعلبها بصناديق وفي آخر خط الإنتاج تقوم بختمها بعباره :قاعده صنف ممتاز صناعه افغانيه,او صنف اول مكرر صناعه عراقيه
او صنف ثاني شعبي صناعه تشاديه...حسب العرض والطلب.ثم تلتقي مخابرات النظام مع المخابرات
الأمريكيه والغربيه وحتى العربيه وتعرض عليهم تفكيك هذه الخلايا والثمن دائما معروف
.. الإبتزاز إلى اقصى ما يمكن لإطالة عمر النظام.
اعزائي القراء
النظام السوري إستنفذ كل ما لديه من
خدمات.فقد بدأ بتسليم جزء إستراتيجي من ارض الوطن إلى إسرائيل.. وطرد الفلسطينيين من
الأردن ليتم تجميعهم في لبنان ثم القضاء عليهم هناك ..وخنق الشعب السوري في قمقم لا
يخرج منه الا لتسييره بمظاهرات تأييد ثم إعادته بعد الإنتهاء إلى قمقمه.. وحوّل مشروع
المقاومه من مشروع قومي وطني إلى مشروع طائفي
للتحكم بهذا الملف الهام ومن ثم تحريم المقاومه على اية طائفة أخرى حتى يبقى هذا النظام سيد لبنان ومقرر مصيره امام العالم, وحارب ضد العراق
في حرب الخليج الأولى بدعم نظام الملالي بإيران بصفقات سلاح سريه وفي حربين تاليتين
كان جيشه يصطف على ميمنة الجيش الأمريكي بكل صفاقه ..وقام بسلسلة تصفيات لشخصيات وطنيه صبت لصالحه
ولصالح الدول الكبرى وإسرائيل , نذكر منها إغتيال كمال جنبلاط, وبشير الجميل,والمفتي
حسن خالد, ورشيد كرامي ,والرئيس رفيق الحريري وصحفيين وسياسيين كثر,,وكلها تم طويها
ووضع اسرارها في صندوق لايصل إليه احد . وتم تسليم مفاتيحه للدول الكبرى ..هذا الصندوق أيضاً يحوي
من أسرار المؤامرات القذره ما يعتبر كنزاً يضاهي
أسرار كل ديكتاتوري العالم قاطبة ومجتمعة.
هذه الأسره ايها الأعزاء تعتبر حاله
خاصه ومتميزه ومدلله لكل الدول صاحبة النفوذ ,,ومن هنا يأتي السؤال المشروع التالي: لقد تخلت امريكا عن اكبر
ركيزة لها في الشرق الاوسط وهو شاه إيران وتخلت عن بن علي والسادات وعلي عبد الله صالح
وتخلت عن كل جنرالاتها في امريكا اللاتينه كما تخلى الروس ايضاً عن اقربائهم الصرب
وهم كما يقال من عضام الرقبه...وكلهم كانوا بجداره عملاء من اصحاب الخدمات المتميزه..فلماذا
إذن هذه المعاناه من التخلص من هذا العميل وخاصة ان الشعب السوري اعلنها صريحة لا لبس
فيها أن لا تعايش إطلاقاً مع هذه العائله المجرمه والفاسده واعوانها
,, بعض المتابعين يقولون ان السبب هو ان الإقتتال في سوريا هو اكبر هديه يقدمها الأسد لإسرائيل وهذا صحيح ,والبعض الآخر يضيف بان الأسد
هو جسر العبور للسيطره الإيرانيه والروسيه على المشرق العربي وتقاسم خيراته وفرض مذهبه لأسباب تاريخيه وهذا أيضاً صحيح ,وآخرين يقولون
جر تركيا على وجه الخصوص لحرب مدمره مع ايران تكون روسيا المخططه والمنفذه الفعليه
لها,,وما استفزاز تركيا بشكل متعمد ولمرات عديده الا دليل على ذلك وهذا صحيح ايضا .
بإعتقادي ان محاولة جر تركيا ودول
الخليج الى الإنغماس عسكرياً قد فشل.. وأن
إنتقال مسرح الجريمه إلى لبنان هو خطر يهدد إسرائيل اولاً ولاتسمح به دول غربيه ثانياً
وعلى رأسها فرنسا..والروس يدافعون عن مصالحهم والتي لم يعد احد يوليها اهتماماً..والأسد
حاله خاصه والكل يعترف ان هذه الحاله الخاصه
إنتهى دورها بسبب تصميم الشعب السوري على إزاحتها مهما كان ثمن التضحيات ,ومع ذلك وإحتراماً
لهذه الحاله الخاصه فقد إتفق الجميع على ان
يشيعوا القاتل رسميا بإطلاق ٢١ طلقة مدفعيه
لوداعه..وكأن كل هذه الدماء التي سالت ,وسوريا
التي احرقت والعوائل التي هُجرت والمدن التي دمّرت...كل ذلك أعزائي الكرام ليس له
قيمه عند المجتمع الدولي بأسره طالما ان هذه
العائله القذره بفسادها وإجرامها وخيانتها وخدماتها....هي حاله خاصه جداً.
مع تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق