الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-05-04

بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية.. حول المجازر التي يرتكبها النظام في سورية


بسم الله الرحمن الرحيم
يعمل نظام الاستبداد الأسدي، على تسريع وتيرة انتقامه من الشعب السوريّ الثائر على الظلم والاضطهاد، بارتكابه المزيد من الجرائم والمجازر الجماعية، التي لم يسبقه إلى مثلها أيّ نظامٍ مستبدّ في الأرض، بذبح المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، وحرق جثثهم، لكسر إرادة الشعب الذي تعاهد أبناؤه وبناته، على التضحية بالدم والروح، في سبيل نيل الحرية والكرامة اللتين سلبهما هذا النظامُ الساقطُ منهم.


إنّ مجازر عصابات الأسد صارت أكثر من أن تُحصى، بعد أن أفلس إفلاساً تاماً، وبات ينتظرُ سقوطَه المدوّي الذي يستحقه، بإذن الله الحيّ القيوم.. مجازر ينفِّذها على مدار الساعة، يركّز فيها على القرى المنعزلة والبعيدة عن الثوار، مما يدلّ على عزمه على الانتقام من الشعب الثائر، بشراكةٍ كاملةٍ مع حلفائه الطائفيّين في قمّ وطهران، وبغداد، والضاحية الجنوبية اللبنانية.. ضمن سلسلةٍ من الجرائم التي يسعى مخطّطوها ومنفّذوها، لإدخال سورية في مرحلة الحرب الطائفية الصريحة، لاحتلالها، وترهيب سكانها وتهجيرهم، وتجزئتها، وسَلب إرادة شعبها.

ما يقترفه نظام الإجرام الأسديّ - على مَرأى العالَم ومَسمَعه - هو أبشعُ ما اقترفه بَشَرٌ من الجرائم ضد الإنسانية، ويحتاج إلى وقفةٍ إنسانيةٍ أخلاقيةٍ جادة، بوجه هذا النظام وحلفائه، من القريب قبل البعيد، ومن العرب والمسلمين وكلّ مؤسسات حقوق الإنسان العالمية، ومن مجلس الأمن الدوليّ والمجتمع الدوليّ، المتقاعسين عن الضرب على يدَي الظالم المجرم، وما كان لهذه الزمرة المجرمة أن تجرؤ على ارتكاب مثل هذه الجرائم، لولا الصمت العربيّ والدوليّ الذي تفهمه ضوءاً أخضر لممارسة ما تشاء دون الخوف من العقاب. إن سكوتَ العالم على هذه الجرائم هي مشاركة لهذه العصابة في الجريمة

أيها العرب والمسلمون.. أيها الأحرار في كلّ مكان..
إن ما ترتكبه هذه الزمرة المتسلّطة وحلفاؤها، إنما هو إجرام طائفيّ، يستند إلى حقدٍ دفينٍ أعمى، لإبادة شعبٍ لا ذنب له سوى رفضه للطغيان، وإصراره على نيل حريته التي سيبني عليها دولته ومجتمعه المعاصر، فيعيش كما تعيش شعوب الأرض الحرة.

إنّ المجازر المروّعة الأخيرة، التي ارتكبتها العصابة المجرمة في أنحاء سورية كلها، لاسيما في (القصير) و(جديدة الفضل) و(البيضا) في بانياس.. إنما هي نذيرٌ لكل المسوّفين والمتخاذلين والمتواطئين، تُنبئ بشرّ مُستطير، ستولّد عنفاً مضاداً تمتدّ نيرانه في كلّ الاتجاهات، ويهدّد بتقويض السلم الأهليّ الذي لم نسمع ممن يدعون إلى حمايته، وممن يتخوّفون على مصير الأقليات في سورية، موقفاً حازماً وواضحاً منه.

إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، نؤكد وقوفنا الكامل مع شعبنا، وتلاحمنا مع ثورته، وبذل كلّ ما نستطيع في مواجهة نظام الطغيان والإجرام، ونرفض المشروع الطائفيّ الذي يقوم عليه هو وحلفاؤه، وندعو كلّ ذي ضميرٍ حيّ، إلى الوقوف إلى جانب شعبنا، وإمداده بكل مستلزمات الصمود والدفاع، في هذه الحرب الشرسة التي تُشَنّ عليه.

وندعو الشعوب والمنظمات العربية والإسلامية، إلى التضامن مع الشعب السوري ، والوقوف مع ثورته، من خلال التحرّك الشعبيّ والمظاهرات، والضغط على الدول والحكومات، والدعم الماديّ والمعنويّ لنصرته ووقف نزيف الدم السوري.

كما ندعو الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدوليّ.. إلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية والإنسانية، تجاه شعبٍ يتعرّض للإبادة المنظَّمة الممنهَجَة، ويستخدم في الانتقام منه كلّ أنواع التدمير والقتل، من الذبح بالسكاكين إلى استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً.

ونُحَذّر القوى الحليفة لنظام الإجرام الأسديّ.. من عواقب ما تقترف، فشعبنا السوريّ الأبيّ مصمِّم على نيل حريته، والدفاع عن عِرضه ووطنه، مهما بلغت التضحيات، ومهما اقترفوا وشَبّحوا وأجرموا، فهذه ثورة شعبٍ أصيلٍ ستبلغ مَداها، ولن تنتهيَ إلا بانتصاره المؤزّر بإذن الله عزّ وجلّ.
(سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ، وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الفتح:23).
الجمعة في 3 من أيار 2013
جماعة الإخوان المسلمين في سورية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق