هذا اليوم الثاني كان بحق
يوماً تعيساً .. وبائساً .. وكئيباً .. وحزيناً ..
لماذا ؟؟؟
لأنه:
السبب الأول : أنه تم وضع موضوعين هامين جداً .. جداً في وقت واحد بقاعتين منفصلتين ..
بحيث أن الإنسان كان ملزماً بأن يحضر إحدى الجلستين ويترك الأخرى ... وبالتالي
تفوته فوائد جمة...من الإستماع والمشاركة .. وبالتالي لا يحضر إلا عدد قليل في كل
منهما ...
وهما : مذبحة الضاد ...
وصناعة الإسلام فوبيا ..
وكتابة هذا العنوان الأخير
بالإفرنجي يُعتبر مأساة .. ومصيبة كبيرة .. وتردي إلى العالم الأدنى .. ويؤكد
ويوثق صحة ذبح الضاد .. وتحطيم وتدمير اللغة العربية عن سبق إصرار وعمد وتصميم ..
إنها جريمة
مكتملة الأركان في ذبح .. وقتل اللغة العربية .. في بلد اللغة العربية ..
إذ كيف يكون عنوان المنتدى
... المنتدى العربي .. ثم يُستخدم مصطلحات إفرنجية .. أعجمية .. إستعمارية ..
ويأبى أن يستخدم المصطلح العربي البديل ... وهو الرهاب أو الخوف !!!
بينما تم وضع موضوعين ..على
درجة من الهبوط .. والتردي الفكري .. والإعلامي .. وغير جديرين بعرضهما أصلاً ..
فكيف بعرضهما في وقتين
منفصلين .. لتكريمهما .. وتعظيمهما ..
وللأسف أن أحدهما كان في
أول النهار والآخر في آخره ..
فكان الختام .. ختام الكير .. والقطران .. وليس
ختام المسك ..
وأقل ما يقال عنهما :
أن أحدهما كان بعنوان
الإعلام الساخر ..
هذا الإعلام الخبيث .. الذي
يعمل على إثارة الحزازات والمناكفات بين الناس .. وتجريح المشاعر الإنسانية ..
والمسيئ للكرامة الآدمية .. والمخالف للأوامر الربانية .. الناهية الزاجرة .. عن
هذه التصرفات المهينة .. المشينة :
يَـٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟
لَا يَسْخَرْ قَوْمٌۭ
مِّن قَوْمٍ عَسَىٰٓ
أَن يَكُونُوا۟
خَيْرًۭا
مِّنْهُمْ وَلَا نِسَآءٌۭ
مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ
أَن يَكُنَّ خَيْرًۭا
مِّنْهُنَّ ۖ
وَلَا تَلْمِزُوٓا۟
أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا۟
بِٱلْأَلْقَـٰبِ ۖ
بِئْسَ ٱلِٱسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلْإِيمَـٰنِ ۚ
وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُو۟لَـٰٓئِكَ
هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ الحجرات آية 11
والموضوع الآخر كان بعنوان أهل الفن في حلبة
المنافسة مع أهل الإعلام ..
السبب الثاني
: أنه كان لأهل الهوى .. أهل الغواية وإثارة الشهوات .. أهل الخلاعة والمجون ..
أهل الضلالة والفسوق والفجور .. أهل السخرية والإستهزاء بالناس .. السبق المعلا في
حضور الإعلاميين لجلساتهم .. حيث كانت القاعة تغص بهم .. وتمتلئ على آخرها ..
إضافة إلى عدد غير قليل كانوا واقفين للإستماع إلى أحاديثهم التافهة .. السخيفة.. السوقية
.. الدنيوية .. الأرضية .. التي كانت تدغدغ الشهوات.. وتسعر اللذاذات الآثمة !!!
بينما المواضيع الجادة والمهمة .. والتي تتحدث عن
قضايا الساعة التي تمر فيها الأمة العربية والمسلمة .. ومن ضمنها كان في ذلك اليوم
جلسة للحديث عن سورية .. فلم يتجاوز عدد الحضور نصف القاعة .. أو يزيد قليلاً ..
السبب الثالثً
: أنه حتى المواضيع الجادة .. كان طرحها يتم بشكل ساذج وبسيط في معظمه .. إلا
القليل .. وكان معظم المشاركين .. لا يحملون إلا الثقافة والرؤية العبيدية ..
والفكر والتحليل الأرضي الترابي .. الغربي الشرقي .. أما الثقافة القرآنية ..
الربانية.. فكانت شبه معدومة .. أو غائبة عن المشهد..
والذي لا يحمل هذه الثقافة الربانية ..
لا يستحق أن يُسمى إنساناً ..
حتى أني حينما شاركت في مداخلة القضية السورية ..
وأبديت النقاط الثلاثة بشكل سريع :
1-
أنه
قد تحولت الثورة أو الإنتفاضة – بغض النظر عن المصطلحات – إلى حرب دينية ..
والدليل على ذلك :
إعلان إيران وكل
الحلف الشيعي الموالي لها .. تصميمه وعزمه على الحرب ضد المسلمين في سورية .. ومنع
سقوط النظام الأسدي بأي شكل من الأشكال .
2-
الإعتراف
بأن المعارضة السياسية مقصرة وضعيفة .. ولكن تأثيرها الآن أصبح قليلا وغير مهم ..
لأن الثوار والمجاهدين على الأرض هم الذين سيحسمون المعركة .. وهم الذين سيقررون
المصير النهائي لسورية .. وليس المعارضة الهشة .. المترددة ..
3-
أكذوبة
.. وخرافة الحل السياسي .. الذي لا يمكن أن تقبل به إيران وحلفاؤها .. لأنه سيؤدي
إلى ضياع المشروع الفارسي لإستعادة الإمبراطورية الفارسية في بلاد الشام والعراق
..
ثم بعد الخروج من
القاعة والإجتماع بأحد المتكلمين .. أثنى على مداخلتي وشكرني وقال : لقد أفدتني
كثيرا بمداخلتك وساندتني ودعمتني ..
لقد كان بحق هذا اليوم يوماً أسوداً ..
في جبين المنتدى الإعلامي العربي ..
مخلوقات بشرية على بعد خطوات من مكان المنتدى تُذبح
وتقتل .. ويُشرب دماؤها .. وتُؤكل أكبادها وقلوبها .. وتُقطع أوصالها إرباً ..
إرباً .. وتُغتصب نساؤها .. وتُهدم بيوتها ...
ومخلوقات بشرية من نفس الفصيلة العربية المسلمة .. ليس
لها إلا إهتمامات أرضية .. ترابية .. جسدية .. دنيوية .. متاعية ..
وأقصى غاياتها المتعة .. واللذة الآثمة .. واتباع
الشهوات !!!
وللأسف أن هذه المخلوقات تُصنف إجتماعياً على أنها
الصفوة .. وأنها المسؤولة عن الإهتمام بنقل أخبار البشر .. والتعايش معهم ..
والإهتمام بمصابهم وآلامهم وأحزانهم .. والتأثر بأحوالهم وشجونهم .. وتحريض الناس
على التكاتف والتعاون معهم ...
هذه الصفوة .. هذه هي إهتماماتها ..
وهذه هي تطلعاتها .. وهذه هي أحلامها .. أرضية .. ترابية .. جسدية !!!
فماذا إذن عن إهتمامات وتطلعات وأحلام عامة الناس
؟؟؟!!!
الأربعاء 5 رجب 1434
15 أيار 2013
د/ موفق مصطفى السباعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق