ماحذرنا منه قبيل انعقاد مؤتمر جنيف بما سُمّي
بمحموعة العمل حول سورية ، هو ماحصل بالفعل ، فلم يتمخض هذا المؤتمر سوى عن إضافة مهلة
جديدة لعصابات آل الأسد ، الذي أهدى بدوره في يوم انعقاد المؤتمر لأكثر من مائة قتيل
، وسبقها بعمليات التسخين قبلها بمئات القتلى الشهداء من أبناء شعبنا ، وهو لايزال
مُستمر بعدوانه ، بينما المُشاركون في مؤتمر جنيف يبحثون عن حل سياسي مع نظام إجرامي
دموي قاتل ، وشعبنا السوري لن يرضى بديلاً عن إسقاط هذا النظام على أقل تقدير ، بينما
هم يتحرجون حتى من ذكر رحيل المجرم بشار الذي صار لعكة في الأفواه ، تتقاذفه الألسن
بكل استحقار ، ولعنة في القلوب ، وهو يُشار إليه بالبنان على انه أخطر زعيم عصابة ،
ومع ذلك فقد ساوى البيان الختامي بين القاتل والمقتول ، عندما طالب النظام القاتل ،
ومجموعات الثوار لوقف إطلاق النار ،
بينما شعبنا لايملك بعضه إلا الأسلحة الخفيفة بقصد
الدفاع عن النفس ، ولم يُنفذ نظام العصابات أي بند من بنود خطة عنان التي تقتضي سحب
الدبابات والآليات والجيش ، ووقف العنف ، والإفراج عن المعتقلين ، والسماح بالتظاهر
السلمي للتعبير عن الرأي ، وآخر البنود للوصول إلى حوار سياسي ، وبالتالي كان عليهم
الانتقال إلى التالي لتنفيذ الخطة تحت إطار البند السابع ، أمّا أن يُسترضى القاتل
، وتحت إطار تبادل الأدوار تُعطى المهل لقتل الشعب ، ودون تحديد الجداول الزمنية ،
وأقصى ما استطاعوا قوله على لسان كلينتون ، بأن الأسد أيامه معدودة ، وشعبنا السوري
ينزف أنهاراً من الدماء ، فهذا مايوصف بوصمة العار في جبين المجتمع الدولي، لنؤكد على
ثوابت شعبنا ، بأنه لاحوار مع كل من تلطخت يداه بالدم السوري ، وأنه ليس لنا رأي كمعارضة
في الأساس في محاورة عصابات آل الأسد ، ونؤكد أيضاً بأن أيام النظام الإجرامي العصاباتي
أصبحت معدودة ، وأن شعبنا هو من سيحسم معركته مع قاتله ، وأن ماصدر عن المؤتمر يُعد
كرسالة قوية لتفجير الوضع في سورية ، لنتوقع أن يكون هناك رداً قوياً على كل هذا اللهو
الدولي ، والاستهتار بدماء وأعراض ومعاناة أهلنا في سورية ، مع أننا في مجلس أمناء
الثورة السورية نجد بعض البصيص من الأمل من وراء كلام كلينتون ، باحتمالية الضربة العسكرية
لقوات عصابات الإجرام الأسدية ، وهذا مانُرحب به ، من خلال كلامها أنه صار عدد الضحايا
اليومي مائة قتيل ، وخلال الأسبوع 700 ، في إشارة توحي بأنه بلغ السيل الزبى ، وهذا
كله من باب التخمينات ، ولكن على الأرض ، هناك تواطؤ دولي ملحوظ ، نأمل اتخاذ الإجراء
المناسب لوقف حمامات الدم ، ولو أدى الى استخدام القوة ، أو تعين إدارة دولية لشؤون
البلد تحت رعاية الأمم المتحدة ، يتم من خلالها إجراء انتخابات حرة وديمقراطية وكتابة
دستور جديد ، وبالتالي انتقال السلطة بشكل سلس ومنظم لمن يختارهم الشعب وبالإرادة السورية
لنؤكد في مجلس أمناء الثورة ، إدانتنا لكل
أنواع الدعوات الطائفية والعرقية أو المناطقية التي تصدر عن بعض ضعاف النفوس ، بسبب
ممارسات النظام الطائفية البغيضة ، أو من بعض الخوارين المغرضين الذين يقذفون مدن بعينها
خدمة للنظام سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد ، والغاية منها الإيقاع بين أبناء الثورة
والشعب الواحد ، هذه الثورة التي قام بها كل أبناء الشعب السوري صغيرهم وكبيرهم ، إلا
أن بعض المدن تأخرت لظروفها القاهرة ، وهي اليوم تنتفض عن بكرة أبيها ، كما هما مدينتا
دمشق وحلب ، اللتان كانا بداية الانطلاق منهما ، فكان يوم ال 25 فبراير الذي حُدد بيوم
الانطلاق الأول صادر عن بيان وتحرك عن الأستاذ المناضل الكبير غسان نجار ، واشتغلنا
عليه حينها مع وسطاء شاركنا فيه الأستاذ أيهم حداد بتواصلات معه وأكراد ، وجماعة الإخوان
المسلمين التي طالبناها بحينها بعدم الظهور ، بل العمل في الخفاء ، كي لا يُستغل اسمها
المحظور في وأد الثورة ، وأذكر أنه كان على رأسهم كل من السادة المراقب العام رياض
الشقفة والأساتذه البيانوني وزهير سالم وفاتح الراوي وأخرون من الجماعة ، ومجموعات
من الأكراد ، وآخرون من الثوار رسائلهم لازالت موجودة لدينا ، والتي أدّت حينها إلى
اعتقال المناضل الكبير غسان النجار وإضرابه عن الطعام حتى الموت ، حتى دخل في الغيبوبة
لولا عناية الله التي أجبرت النظام للإفراج عنه، وأدّت هذه الحركة الضاغطة إلى رفع
الحظر حينها عن الفيس بوك ، ولكنها لم تكن فاشلة كما تخيلها البعض ، بل الممهدة للإعلان
في 15 آذار ، الذي عملت عليه كل الفصائل السورية ، دون كلل أو ملل ، ليكون الانطلاق
من دمشق ، وينطلق بعدها الى درع سورية درعا ، ومن بعدها الى كل المدن السورية ، لتحوذ
حمص الشرف بتضحياتها ونضالاتها ، وتعتلي على كل المدن السورية ، وتكون عاصمة الثورة
، ويكون أهلها في قلوب وأفئدة السوريين ، مشعلاً للنور والعطاء والفخار ، وإن تأخرت
حلب ودمشق فيما بعد ، لكنهما اليوم حانت فرصتهما ، ليكونا الصخرة التي سيتحطم رأس النظام
المجرم عليهما إن شاء الله وقريباً ، في نفس الوقت الذي نؤكد فيه استغرابنا لدعوة بعض
أعضاء في المعارضة ممن ليس لهم أي تاريخ يُذكر الى مؤتمر المعارضة في القاهرة برعاية
الجامعة العربية ، بينما يغيب عنه شخصيات وطنية وثورية كأمثال الأستاذ غسان نجار زعيم
التيار الإسلامي الأوحد في الداخل السوري ، وذا التاريخ العريق ، والأستاذ مأمون الحمصي
والدكتور عبد الغني حمدو وثائر الناشف ومؤمن كويفاتية وآخرون لهم سجلهم التاريخي والنضالي
الثوري ، لنضع علامات الاستفهام الكبيرة على هذا الخليط الغير مكتمل ، والذي لازالت
تُجهل أبعاده ، لنتساءل عن الخلفيات التي شكلت هذا المطبخ ، والأبعاد من وراء ذلك
صادر عن الأمانة العامة في مجلس أمناء الثورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق