تعتبر الحرب النفسية في المعارك الحربية من أقوى الأسلحة المستخدمة في الحرب , والحرب النفسية تأخذ مسارات متعددة , والاعلام هو المحرك الأساسي لهذه الحرب , وهنا لابد لنا من تحديد المسارات والواجب علينا سلوكها حتى يكون لها الأثر الفاعل في حسم المعركة لصالح الثورة .
عندنا الآن ثلاث مسارات رئيسية :
1- الاعلام الموجه لتحطيم نفسية العدو
2- الاعلام الموجه للثوار وبث الثقة والروح المعنوية
العالية في نفوسهم
3- الاعلام الموجه للأصدقاء , وحثهم على التقدم بخطوات أوسع
لتقديم الدعم والعون للثورة السورية
فالاعلام
الموجه الآن لتحطيم نفسية العدو في عرض قتلاهم , كما حصل في ريف حلب البارحة , وفي
دير الزور و تحطيم قواته العسكرية , والتركيز على الانشقاقات والترويج لها ,
والمساعدة على الانشقاق وذلك في ضرب القوات أثناء التنقل على الطرقات , والمقرات
والسكنات العسكرية والمقرات الأمنية .
والاعلام
الموجه للثوار هو بث روح الثقة بالنصر , وأن النصر قادم لامحالة , وأن السلطة
الحاكمة تفتت وتحولت لسلطة عصابات غير مترابطة ولا متوافقة وأنها في مراحل موتها
الأخير , بأيدي ثوارنا الأبطال .
أما
الاعلام الموجه للأصدقاء , وهنا نخص بالذكر دول الخليج كالسعودية وقطر وتركيا
والدول التي تدعم ثورتنا معنوياً أو مادياً .
فعندما
نتابع التعليقات والبوستات على صفحات الثورة السورية , وفي الكثير منها , تجد هذه
التعليقات تتخذ مساراً خاطئاً داعماً لعصابات القتل السورية , فمنها الشتائم
والمسبات , ومنها السخرية من المواقف , والقاء أبشع انواع التهم على هؤلاء الأصدقاء.
والمستغرب
في الأمر وعلامات تعجب كثيرة , فكيف بك أن تطلب العون من الصديق وهو يقدم لك
ماتيسر له وفي نفس الوقت تسبه وتشتمه وتحتقره !!!؟؟؟؟
فبعد
اسقاط الطائرة التركية انهالت الاتهامات والتحقير للرمز التركي اردوغان , ولا أعلم
كيف للسان صدق داعم للثورة السورية ومؤيداً لها أن يطعن في الحكومة التركية
ومواقفها , وهي التي فتحت لنا أراضيها ومجالها الحركي , وايواء عشرات الآلاف من
العوائل السورية , والسماح لكل فصائل المعارضة بالنشاط على أراضيها , ودخول
المقاتلين لاراضيها , ومن ثم العودة للقتال مع الثوار في الداخل , ولا نستطيع
احصاء مايقدم وما قدموا لنا الأتراك من فضل كبير , وبالتالي علينا ان نشكرهم فمن
لايشكر الناس لايشكر الله , ولا تحتقرن معروفاً قط .
وقد
قالها العرب يوماً
إنك
إن أكرمت الكريم ملكته وإنك إن اكرمت
اللئيم تمرداً
فبشكر
وتثمين عمل هؤلاء الأصدقاء , نحثهم على بذل المزيد من الدعم وسيكون عندهم الدافع الأكبر
لتقديم المزيد والمزيد , ولكن باتباع هذه الأساليب المنفرة كالسب والشتم والتحقير
, فكأنك تقول لصديقك وهو يمد يده إليك ليساعدك , اذهب من أمامي كسر الله يدك .
يوجد
عندنا خطأ كبير في اسلوب التربية لأطفالنا , والتي تؤثر عليه في حياته كلها وعلى
المجتمع أيضاً , فاختلاف طبائع الأطفال وحركاتهم وسلوكهم , ترى الأسرة يصفون الطفل
بالشقاوة مثلاً فتزيد الشقاوة عنده , ويصفون آخر بالكسل فيزيد الكسل عنده , ويصفون
آخر بالبخل فيكون مصدراً لنمو البخل عنده .
فثني
على صديقك بالخير فسيزيد الخير عنده
لتقديمه إليك حتماً , ولا تصفه بالسوء حتى لاينقلب إلى عدوك ويمتنع عن تقديم الخير
إليك.
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق