الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-06-03

الثورة السورية .. هل اقتربت مرحلة الحسم؟ - بقلم: د. حسان الحموي


لكل متابع للثورة السورية، يدرك أنها قد اقتربت من مرحلة الحسم، ففي الأمس اعلنها عنان وأطلق لتصريحاته العنان بأن " صبره قد نفذ، وأنه أول من يدين هذه العمليات، وأنه يريد تسريع خطته»! قبل أن تنزلق سوريا إلى الحرب الشاملة، ربما يعود الفضل في وصول الثورة مرحلة الفصل إلى المجازر الأخيرة ؛ والتي شكلت صدمة للجميع، وخاصة الدول التي لا تريد التدخل العسكري، فهي اليوم بين وازعين أمام شعوبها، وازع الأخلاق، ووازع القانون الدولي.


 فمنذ الإعلان عن المبادرة، لم يقف القتل، بل زادت بشاعته، لتشمل شريحة كبيرة من المدنيين من الأطفال والرجال والنساء، هذا الأمر أجبر عنان للمناشدة بالحل الأخر.

 وبالطبع هو يريد من مجلس العهر الدولي أن يقوم به، لأنه يخشى من تلاطم أصوات الفيتو مابين مؤيد ومعارض، لكن الجميع يقر أن الأمر في سورية وصل إلى نهاية المسار وأصبح لزاما أن «يكون هناك حل آخر، وهذا عمل مجلس العهر الدولي»! حسب عنان، لذلك هو يركن مطمئنا هناك لتجنب إعلان فشل خطته.

منتبها إلى التهديد الفعلي للسلم الاجتماعي ؛ وأمن دول الجوار وخاصة لبنان.
ومدركا في الوقت نفسه أن عليه اليوم إيقاف مسيرة الفرص، الممنوحة للطاغية لأن هناك أرواحا تزهق يوميا في سوريا.

وبالتالي جاءت مطالبته لمجلس العهر بتحمّل مسؤولياته بشأن سوريا "تحت الفصل السابع ؛ وذلك بإعطاء الحق للشعب السوري بالتظاهر السلمي، مع "تطبيق سريع وملزم لخطّته بنقاطها الستة".

إذا لم يبق أمام المجتمع الدولي من خطوات كثيرة يمكن أن يلجأ إليها للمماطلة والتسويف .

فالثورة السورية وصلت إلى نهاية مسارها، وبقي عليها أن تجني الثمار مما حققته طوال الأشهر الخمسة عشر المليئة بالمنجزات الغالية الثمن، فمطالب الثوار شارفت على التحقق؛ ولم يبق سوى الخطوة العسكرية؛ و تأخرها قد يحسب لصالح الثورة؛ لأن في ذلك تنقية للعناصر الموجودة داخل المنظومة العسكرية وبالتالي ازدياد أعداد المنشقين سوف يؤسس لبناء جيش وطني يمكن الاعتماد عليه في المرحلة المقبلة .

وبجردة سريعة للمنجزات التي تصب لصالح الثورة السورية يمكن ذكر مايلي:

1-           طلب الوزراء العرب من شركتي "عرب سات" و"نايل سات" إلى "إتّخاذ الخطوات اللازمة لوقف بثّ القنوات الفضائيّة السوريّة الحكومية". وهذا يعتبر انتصار ساحق لاعلام الثورة، فالعالم لم يعد يستوعب دجل العصابة الأسدية.

2-           الضغط على المجلس الوطني لاعادة الهيكلة، وجلوس رئيس المجلس الوطني مع الوزراء العرب و المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان، وتحييد دور المعارضة المصنعة في غرف المخابرات السورية.

3-            "تسهيل دخول المساعدات الانسانيّة ووصولها لجميع مستحقيها دون تهاون" في الأيام القادمة، إضافة إلى بدء " دعم الدول التي تستضيف اللاجئين السوريّين" بشكل جدي وفعال.

4-           ادراك دول الخليج العربي بضرورة التحرّك مع الأشقاء لوضع نهاية لتطوّر الأوضاع في سوريا ولتحقيق أماني الشعب السوري".

5-           التقدم على مسار تغيير موقف كل من الصين وروسيا للحل العربي وهذا حسب العربي بأن: "هناك اتصالات مع القيادة الصينيّة وهناك تفهّم أكثر منهم، وهناك تقدّم بموقفهم".

6-           انهيار معنويات مؤيدي الطاغية وهذا يظهر في تعليقاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي، بحيث انك اذا دخلت صفحه بشار تراها وكأنها مهجوره, خمس او ست تعليقات على كل بوست.

7-           استمرار المظاهرات في كل انحاء سوريا وبوتيرة متصاعدة حيث سجلت الجمعة الماضية ما يزيد عن 900 مظاهرة حسب مركز الاحصاء .

8-           استمرار الاضرابات في دمشق وحلب وباقي المدن ودخول العلماء على خط الثوره.

9-            اصطياد ازلام النظام الواحد تلو الآخر من قبل أفراد الجيش السوري الحر.

10-      تزايد وتيرة طرد سفراء النظام حتى وصلت إلى خمسة عشر دولة، إضافة إلى انشقاق سفيرين , مع تزايد الانشقاقات في كتائب الأسد.

11-     قرار الجمعة العامة للأمم المتحدة لحقوق الانسان بإجراء تحقيق دولي في المجازر التي ترتكب في سورية وخاصة مجزرة الحولة، تمهيدا لاحالتها لمحكمة الجنايات الدولية .
كل ذلك مؤداه أن الثورة ماضية وبثبات منقطع النظير نحو تحقيق الهدف المنشود، رغم كل العثرات والصعوبات التي تواجهها في مسيرتها، ورغم كل التضحيات التي يتكبدها الشعب السوري الثائر.

فـ ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )) [الحج:40] صدق الله العظيم.

الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق