الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-06-03

٥ حزيران ١٩٦٧ وصاحب هذا اليوم الأسود – المهندس/ هشام نجار


أعزائي القراء
منذ الكارثه الخيانيه الكبرى التي عُهد بتنفيذها إلى حافظ  أسد عام ١٩٦٧ وسوريا  تدور في فلك غير فلكها , فمنذ ذلك اليوم توقفت حركة التاريخ في سوريا تماماً , فتم تصنيع تاريخ  قطاع خاص كل ما فيه مزور يدور حول حافظ أسد..وإنتصارات حافظ أسد..وصمود حافظ  أسد.. وأبوة حافظ اسد..وحق حافظ أسد وأسرته في إمتلاك البلد.

 فمن هذه المقدمه فإني أرى ان كشف هذا التاريخ المزور بعد نجاح الثوره بإذن الله هي إحدى أولويات الإصلاح وأن تشكيل لجنة من مختلف الإختصاصات مهمتها الأولى كشف تاريخ القطاع الخاص المزور وإحالة كل الذين ساهموا بهذا التزوير إلى القضاء , ومهمتها الثانيه إعادة ربط سوريا بتاريخها الأصيل وبالتالي تصحيح  مدار الكوكب  السوري وإعادته إلى فلكه بعد طول ضياع .


 لقد كانت  إحدى الجرائم الرهيبه في حق الأمه العربيه مؤامرة ٥ حزيران عام ١٩٦٧ والتي كانت بمثابة مقايضه الأرض السوريه مقابل تسهيل مهمة الفاعل وعائلته من التحكم في مقادير سوريا..هذه المقايضه الخيانيه تم توثيقها عن طريق شهود ذوي مصداقيه عاليه منهم رؤساء دول ومنهم شخصيات بعثيه تم إعتقالها حتى يضمن الأسد بقاء أسراره السيئة السمعه في أضيق  الحدود.ومنهم شخصيات سياسيه وعسكريه من مختلف الأطياف حيث أجمعوا على إرتكاب الأسد لهذا العمل الخياني الشنيع..سأعرض عليكم شهاداتهم المختصره لاحقاً, ولكن قبل ذلك إسمحوا لي بتقديم أربع تصريحات طنّانه رنّانه قبل الكارثه, الأول  للمقدم مصطفى طلاس, والثاني للواء حافظ أسد وزير الدفاع, والثالث للعقيد احمد المير قائد الجبهة ,والرابع للسيد يوسف الزعين رئيس الوزراء.

أعزائي القراء
   في أحد أيام شهر أيار عام ١٩٦٧ وفي إحتفال نظمه إتحاد الطلبه في سينما أوبرا في مدينة حمص من أجل حشد الجماهير(للمعركه ضد إسرائيل) وللوقوف خلف القياده العسكريه والمتمثله يومها بوزير دفاعها اللواء حافظ الأسد مع مجموعته المرتزقه ..في ذلك اليوم قفز على المسرح وبكل (خفة دمه وجاذبية إبتسامته) المقدم مصطفى طلاس وبدأ يلهب الحضور بحماسة   المنتصرين) فارتفع التصفيق للبطل المغوار، وبدأت محاضرة ( أبو فراس) بعد أن علق خريطة على الجدار وأمسك بيده عصا خاصة بكبار الضباط وبدأ يحرك عصاه على الخارطه بخفه ورشاقه كخفة دمه ورشاقة قوامه وهي تنتقل بين عمان وتل أبيب قائلاً :سـوف تتحرك قواتنا باتجاه الجنوب لتدك قصر الرجعية    أولاً ثم نتجه غرباً في اليوم الثاني وخلال هذين اليومين تكون القوات المصرية اجتازت سيناء ووصلت إلى ساحل فلسطين، وفي اليوم الثالث سوف نطبق فم  الكماشة على اليهود.. فصاح الطلاب معاً (ونرميهم في البحر) فهاج وماج القوم وصرخ الجميع لنرمهم بالبحر..لنرمهم بالبحر , بينما كان سيادة المقدم( ابو فراس ) يبتسم إبتسامة الثقه بتحقيق النصرين..النصر الأول على الرجعية العربيه والنصر الثاني على الكيان الصهيوني .

 وفي يوم ٢٠ أيار ١٩٦٧ أدلى حافظ أسد بتصريح لجريدة الثوره جاء فيه : إنه لا بد على الأقل من اتخاذ حد أدنى من الاجراءات الكفيلة بتفيذ ضربة تأديبية لإسرائيل تردها إلى صوابها ...إن مثل هذه الإجراءات ستجعل إسرائيل تركع ذليلة مدحورة وتعيش جواً من الرعب والخوف يمنعها من أن تفكر ثانية في العدوان . إن الوقت قد حان لخوض معركة تحرير فلسطين وإن القوات المسلحة السورية أصبحت جاهزة ومستعدة ليس فقط لرد العدوان وإنما للمبادرة في عملية التحرير ونسف الوجود الصهيوني من الوطن العربي إننا أخذنا بالاعتبار تدخل الأسطول السادس الأمريكي وإن معرفتي لإمكانياتنا تجعلني أؤكد أن أية عملية يقوم بها العدو هي مغامرة فاشلة .

 وفي يوم ٢٣  أيار ١٩٦٧ أدلى العقيد أحمد المير قائد الجبهة السورية الذي غيّر ثيابه العسكريه وركب حماراً بإتجاه الشمال عقب بيان الأسد رقم ٦٦ الذي أمر بالإنسحاب الكيفي وتسليم القنيطره للعدو الصهيوني بالتصريح التالي :إن الجبهة أصبحت معبأة بشكل لم يسبق له مثيل من قبل ، وإن العرب لم يهزموا في معركة ١٩٤٨م من قبل الاسرائيليين ، بل من قبل حكامنا الرجعيين الخونة ، وهذه المرة لن نسمح لهم أن يفعلوا ذلك .

  وفي يوم ٢٩ أيار ١٩٦٧ وفي اجتماع طارئ لاتحاد المحامين العرب بدمشق قال الدكتور يوسف زعين رئيس وزراء سوريا (إن انحناء إسرائيل أمام الرد العربي الحاسم الآن  يجب أن لا يفسر بأنه انتصار نهائي عليها ، فهو ليس إلا بداية الطريق لتحرير فلسطين وتدمير إسرائيل...إن الظروف اليوم هي أفضل من أي وقت مضى لخوض معركة المصير العـربي ، وقال إن الشـعوب العـربية ستحاسب كل من يتخاذل عن الواجب ، وقال إن المسيرة إلى فلسطين هي المسيرة إلى إسقاط الرجعية العربية والاستعمار والصهيونية إلى الأبد .

إفادات الشهود على خيانة حافظ أسد

شهادة الملك حسين:
بعث الملك حسين للرئيس جمال عبدالناصر برساله أورد فيها القرائن الداله على وجود مؤامره ابطالها ضباط في جيش النظام  السوري وعلى رأسهم وزير الدفاع اللواء حافظ أسد بتواطئ مكشوف على مصر باﻹشتراك مع إسرائيل من أجل أن يبقى النظام السوري هو النظام (الثوري) الوحيد في المنطقة العربية ويكون المقابل هو تسليم الجولان ﻹسرائيل

شهادة الدكتور سامي الجندي
  يقول الدكتورسامي الجندي في كتابه كسرة خبز (وهومن قادة البعثيين المنشقين عن الحزب) "إن إعلان سقوط القنيطرة قبل أن يحصل أمر يحار فيه كل تعليل مبني على حسن النية ويتابع الدكتور الجندي فوجئت لما رأيت على شاشة التلفزيون مندوب سوريا في الأمم المتحدة يعلن سقوط القنيطرة ووصول قوات إسرائيل إلى مشارف دمشق  والمندوب الإسرائيلي يؤكد أن شيئاً من ذلك لم يحصل .

 شهادة  الدكتور عبد الرحمن الأكتع
 كنت في جولة تفقدية في الجبهة عند إعلان سقوط القنيطـرة ، وظننت أن خطأً قد حدث فاتصلت بوزيرالدفاع حافظ الأسد وأخبرته أن القنيطـرة لم تسـقط ، بل ولم يقترب العدو منها، ودهشت حقاً عندما راح وزير الدفاع يشتمني شتائم مقذعة ويهددني إن عدت لمثلها، وتدخلت في أمور لا تعنيني فاعتذرت منه وعلمت أنها مؤامرة مدبـرة .

شهادة الأستاذ أحمد أبو صالح عضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القُطرية
الأسبق في حزب البعث السوري:
وهي شهادة مثبته بالصوت والصوره ومعروضه ببرنامج شاهد على العصر مع الصحفي أحمد منصور حيث يؤكد صحة ما ورد على لسان وزير الصحة السوري عبد الرحمن اﻷكتع في حق حافظ اﻷسد حيث كان وزيراً للدفاع. بل و يؤكد كيف بيعت الجولان بصفقة بين حافظ اﻷسد وإسرائيل و دخل وسيطاً فيها وزير خارجية أسبانيا وخيانة مصر.

شهادة الرائد خليل مصطفى ضابط المخابرات السوري في الجولان:
كشف الرائد خليل مصطفى الذي ألف كتابه (سقوط الجولان) وسجن بسبب ذلك    في ١٩٧٥ لمدة ثلاثين عاماً ولم يفرج عنه إلا عام ٢٠٠٥حقيقة تسليم حافظ أسد الجولان لإسرائيل ساحباً كوزير للدفاع قطاعاته العسكرية من أرض المعركة،معلناً سقوط القنيطرة قبل سقوطها  فعلاً لإبعاد الجيش من أرض المعركة خوفاً من سقوط النظام .

شهادة ضابط احتياط في الجيش السوري:
كنت أتناول الفطور مع بعض الجنود صباح السبت الساعة التاسعه والنصف صباحاً عندما سمعت من إذاعة دمشق بلاغ سقوط القنيطرة فتركنا طعامنا وخرجنا إلى الشوارع نستطلع الخبر، فلم نجد أثراً للعدو، والقنيطرة مدينة صغيرة، ولما ذهبت إلى وحدتي العسكرية وجدت كبار ضباطها قد فروا فورسماع البيان.

شهادة سعد جمعة رئيس وزراء الأردن أثناء حرب 1967 في كتابه المؤامرة ومعركة المصير
اتصل سفير دولة كبرى في دمشق في الخامس من حزيران بمسؤول حزبي كبير ودعاه إلى منزله لأمر هام في الحال ونقل له في اللقاء أنه تلقى برقية عاجلة من حكومته تؤكد قضاء الطيران  الإسرائيلي على سلاح الجو المصري . وأن المعركة بين العرب وإسرائيل قد اتضحت نتائجها وأن كل مقاومة ستورث خسائر فادحة وأن إسرائيل ((لا تنوي مهاجمة النظام السوري)) بعد أن يستتب لها ((تأديب)) جمال عبد الناصر ، وأن إسرائيل بلد اشتراكي يعطف على التجربة الاشتراكية السوريه وخاصة العلوية إذ يمكنها أن تتعايش وتتفاعل معها لمصلحة الكادحين في البلدين، واتصل الوسيط بقيادات البعث والنصيريين وأعلم السفير الوسيط بتجاوب كافة القيادات مع هذا التطلع

  شهادة دريد مفتي الوزير السوري المفوض في مدريد
استدعاني وزير خارجية أسبانيا لمقابلته صباح 28/7/1967م وأعلمني ووجهه يطفح سروراً أن مساعيه الطيبة أثمرت لدى أصدقائه الأمريكان بناء
 على تكليف السيد ماخوس ثم سلمني مذكرة تتضمن مايلي : تهدي وزارة الخارجية الأسبانية تحياتها إلى السفارة السورية عبر وسيطها ، وتعلمها أنها نقلت رغبة الخارجية السورية إلى الجهات الأمريكية المختصة بأنها ترغب بالمحافظة على الحالة الناجمة عن حرب حزيران 1967وأنه ينقل رأي الأمريكان بأن ذلك ممكن إذا حافظت سورية على ((هدوء المنطقة)) وسمحت لسكان الجولان بالهجرة من موطنهم والاستيطان في بقية أجزاء الوطن السوري وتعهدت بعدم القيام بنشاطات تخريبية من جهتها تعكر الوضع الراهن .

ملاحظة: قامت المخابرات السورية باغتيال "دريد المفتي" في لبنان بسبب كشفه كل الوثائق التي تتعلق بقضية الجولان والقنيطرة

 الشهادة (الصادمة) للملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود
في القمة الرباعية في الجزائر في 13 فبراير 1974 التي حضرها الرئيس السادات، الملك فيصل، الرئيس حافظ اﻷسد، الرئيس هواري بومدين ووزراء خارجية الدول اﻷربعة. استفز الملك فيصل اﻷسد صراحة حيث سأله بصوت عال تماماً عما إذا كان السوريون قد قبلوا وقف إطلاق النار على مرتفعات الجولان في عام 1967 في وقت سابق ﻷوانه حيث تركوا القنيطرة تسقط  في أيدي اﻹسرائيليين دون إطلاق طلقة واحدة. وقال أيضاً: إن القائد السوري في القنيطرة تلقى ما يوازي 300 مليون دولار أمريكي من إسرائيل مقابل مساعدته هذه . ويضيف السيد إسماعيل فهمي وزير خارجية مصر: كان القائد المقصود هو اﻷسد نفسه و لم يستطع اﻷسد لحسن الحظ أن يسمع الملك فيصل  بوضوح، ﻷن الرئيس السادات قام بدوره بالتحدث بصوت أعلى من صوت فيصل محاولا أن يقنعه بأن الوقت غير مناسب لمناقشة هذه الأخبار المحرجة جداً، وكف الملك فيصل عن حديثه.

شهادة الكاتب محمد حسنين هيكل في كتابه (اﻹنفجار عام 1967 
واﻵن فإن الملك لديه ما يدعوه إلى "اليقين" بأن هناك "فخاً" يدبر للجمهورية  العربية المتحدة و للرئيس جمال عبد الناصر. فهناك محاولة لتوريطهم في حرب مسلحة لا تلائمهم ظروفها. وأن الجماعة في سوريا "مخترقين" و بعضهم "متواطئ"مع جهات لديها "خططها". والفكرة اﻷساسية في هذه الخطط اﻵن هي إشعال الموقف على الجبهة السورية بما يفرض على مصر أن تقوم بأي عمل لنجدة سوريا، و هنا تصبح مصر هي الهدف اﻷول للمؤامرة ويجري ضربها . وعرض محمد حسنين هيكل في برنامجه (مع هيكل) بشكل مختصر ما حدث في جبهة الجولان عام 1967، حيث عرض الكاتب وثائق إسرائيلية ((تؤكد)) أن إسرائيل علمت يوم 10 يونيو 1967 أن "أغلبية" القوات السورية قد (أخلت) مواقعها في الجولان وأن هذه الوثائق اﻹسرائيلية أكدت أن قوة سورية قليلة هي التي قاومت والتي لم تخلي مواقعها.
 أعزائي القراء
أكتفي بهذا العدد من الشهود ولننقل صوره لجنرالات الصمود والتصدي وهي تتزاحم على طرقات الهزيمه بعد إذاعة بلاغ الأسد رقم ٦٦
فقد بدأ قادة الجبهة يهربون منذ يوم الخميس ٨/٦/١٩٦٧ وكان قائد الجيش (فيما بعد) اللواء أحمد سويداني في طليعة الفارين،حيث خلع رتبته، ولبس ثياب راعي غنم ولجأ إلى قريته (نوى) التي تبعد بضعة أميال عن القنيطرة . وتبعه قائد الجبهة العقيد أحمد المير الذي فر على ظهر حمار، ولحق بهما العقيد عزت جديد والنقيب رفعت الأسد وسائر الرفاق من مختلف قطاعات الجبهة كما غادرت الحكومة وكبارالضباط  دمشق إلى حمص ، وأخذوا معهم أموال البنك المركزي، لأنه كما يبدو من تصريح ماخـوس أنهم توقعوا سقوط دمشق، فتخلوا عنها ببساطه.

 أعزائي القراء
في ذلك العام كنت في فصل التخرج من كلية الهندسه وكنت أتابع بقلق عبر مذياعي ترانزستور احدهما ملتصق على إذني اليمنى أسمع ماتقوله إذاعة دمشق والثاني ملتصق على أذني اليسرى أستمع لماتقوله إذاعة لندن فيصيبني حالة إنفصام.. من الصادق؟ ومن الكاذب؟ حتى بانت الحقيقه فانهمرت دموعي على مصير وطني الذي إستلم زمام أمره خائن أضاع الوطن وأهله بل أضاع الأمه ليستولي على الوطن مكافأة لخيانته.

ثم إزدات دموعي غزارة عندما إستهزأ بنا النظام وعاملنا كالأنعام ليعلن من إذاعته أن الإنتصار قد تحقق على الصهيونية والرجعية والاستعمار لأن العدو يريد إسقاط النظام في دمشق، وقد فشل في تحقيق أغراضه.

  رميت المذياعين على الأرض ثم سرح خيالي في المجهول وأنا أقول لنفسي إلى متى...إلى متى؟؟

لقد تأخر جواب سؤالي خمساً وأربعين عاماً حتى أجابني عليه ابناؤنا وأطفالنا ...
أجراس النصر اليوم  تُقرَع.
مع تحياتي
     
المهندس هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
عضو في المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان

هناك تعليق واحد: