جاءتني رسالة جوال من الشام
من رقمٍ لا أعرفه تقول:
إني امرؤٌ والله ما ذُكِرَ
الحمى إلا وأسكرني بغير شرابِ
فكان جوابي له هذه القصيدة سلافة الروح
ذِكْـرُ الـحِـمَى إمَّا ذكـرتَ
عـذابـي و ربـيـعُ ذاكـرتـي
و فـقـدُ صـوابـي
و شرودُ روحي ، و انتهابُ
مشاعري و لَـهَـاثُ قلـبـي، واحـتـراقُ
خُـضـابـي
بـيـنـا أكـونُ مـع الأحـبـةِ
سـاهـبـاً يَـأتـي الـتَّـذكُّـرُ كــي يُـثـيـرَ لُـبـابـي
و مـمـزِّقـاً حُجُـبـي ،
مُـهيـجـاً أضلُـعـي ومـعـاوراً روحــي بـنـارِ عِـتـابِ
يـالـلـمـحـيـا إن تـبـدَّى
سـافِـراً طََـلـلاً يُـؤانـسُ غُـربـتـي و غـيـابـي
يـا مـا أُحـيـلـى رسمَهُ
بـمـشـاعـري يـالـهـفَ
نفـسـي موطـنـي و رِحـابـي
لـيـجـسِّـدَ الأطـلالَ أرواحـاً
لـهـا وجـهٌ يُـسـائـلـنـي يُـحِـيـرُ جـوابـي
و تُـضـمِّـدَ الخـلـجـاتِ
راحـاتٌ لـه كـيـمـا تُـواسـي شيـبـتـي و شـبـابـي
تـلـكَ الـشـآمُ سـنـامُ كـلِّ
حـضـارةٍ فـيـهـا الأًصـالـةُ هـامُـهـا لِـسَـحـابِ
و مـرابِـعُ الأبـدالِِ ، أرضٌ بُـوركـت مـهـدُ
الـرِّسـالـةِِِ ، سِـفْـرُهـا بِـكـتـابِ
إمّـا سـألـتَ فـلا تُـعـنِّـي
مُـهـجـتـي فالـجـمـرُ مـلءُ الـصَّـدرِ وَقْـدُ شِـهَـابِ
بـردى هـنـالـكَ قـلـبُـهـا
و نـضـارُهـا هـاجـت هـواهُ بسلسـبـيـلِ رُضـابِ
و الـغـوطـتـان عـلـى جـنـاحـيْ
جِـلـقٌ بُـسُـطُ الـجِـنـان بـأنـفـس الأطـيـاب
و الـبـاذخُ الـعِـرنـيـنُ
شـامـةُ خـدِّهـا رمـزُ الـشُّـمـوخِ ومـاردٌ بِـصـعـابِ
إِمـا نـظـرتَ تـرى ُأمَـيـةََ
عِـزَّةًً والـعـزَّةََ الـقـعـسـاءَ بـالـمـحـرابِ
و الـمـجـدُ فيـهـا فـوق آفـاق
الـعـلا فـهـنـا دمـشـقُ بـعـزمـهـا الـوثـابِ
و الـقـاسـيُـونُ مـشـمـراً
عـن زِنْـدِهِ يـحـمـي الـحـمـى بـبـوارقٍ و حِــرابِ
و الـعـاديـاتُ الضَّـابـحـاتُ
بـأرضـهـا أرضُ الـرّ ِبـاط إلـى قـيـامِ حـسـابِ
فـمـعـالـمُ الـتَّـاريـخ
فـيـهـا سُـطِّـرت هـي شـامـةُ الـبـلـدان عِـزُّ جـنَـابِ
تـلـكَ الـديـارُ و مـا أُحَيْـلـى
وصـلَـهـا وطـنُ الـجـمـال بـسـحرهـا الـخـلاّبِ
يـا بـهـجـةَ العـيـنيـن،
يـا مَـهْـوى الـورى يـا جـنّـةَ الـدُّنـيـا
مـع الأحـبـابِ
يـا حسنَهـا الجنَّـات، مـخـمـلُ
أرضـهـا يـسـري الـهـوى مـن مُـهـجـتـي لإهـابـي
و الـيـاسـمـيـنُ كـأنـمـا
نـعـتٌ لـهـا والـفـلُّ أطـواقٌ بـنـحـرِ كَـعـابِ
يـالـلـحـيـاةِ بــوردِ جــورٍ
بــاسـمٍ حـيـثُ
الـرَّبـيـعُ بـخـدِّهِ الـعِـنَّّـابـي
حـيـثُ الـشـآمُ بـزيِّـهـا
و بـرودِهـا حُـلـلُ الـبَـهـاءِ بـأجـمـلِ الأثــوابِ
فأطـيـرُ إن ذُكِـرَ الحِـمَـى
بمـشـاعـري وتـحـطُّ روحـي فـي رحـابِ قـبـابِ
و بـحـارُ شـوقـي أغرقتـنـي
بالـجـوى و صـدى الـحـنـايـا خـفـقـهُ
لإيــابِ
و سحائـبُ العَـبَـرَات تُـفـرِغُ
مـاحـوتْ يُـتـمُ الـديـار كـمـا أشـدُّ عـذابِ
يـسَّـاقـطُ الإحـسـاسُ غـيـثـاً
صـيِّـبـاً كـيـمـا يُـبـرِّد لـوَْعـتـي ومُـصـابـي
فـأنـا الـمُـتـيَّـمُ و الـحـنيـنُ
مَـجَـامـري و الـحـالُ صـبٌّ و الوجـيـبُ خِطـابـي
سـأظـلُّ أرسـمُـهُ بـريـشـةِ
أَضْـلُـعـي أسـقـيـهِ مـاءَ الـرُّوحِ دونَ حـسـابِ
د.محمد إياد العكاري
سلمت وطابت كلماتك أخي الحبيب د.إياد ، أبا انس ، فأنت دوماً تتحفنا بروائع المعاني التي أحس وأنا أقرؤها أنها نابعة من قلب مؤمن تقي ورع يذوب حباً بالشام وأهل الشام .. جزاك الله خيراً على هذه النفحات الشامية العطرة .
ردحذفأبو مالك