جرت مجزرة مزرعة
"القبير" مساء يوم الأربعاء السادس من حزيران، وذهب ضحيتها كل أفراد
المزرعة المائة، ما خلا أربعة منهم، وقام المجرم الأسد بمنع فريق المراقبين
الدوليين من الوصول إلى المزرعة المنكوبة، ومتابعة ما حدث فيها وتوثيقه، وذلك كما
صرح به رئيس بعثة المراقبين الجنرال "روبرت مود" يوم الخميس السابع من
حزيران، من أن: "سلطات البلاد منعتهم من الوصول إلى البلدة، وأنه تم إيقاف
سيارات البعثة في بعض نقاط التفتيش التابعة للجيش السوري على طريق مؤدية إليها،
مما اضطر أفراد البعثة للتراجع"، مضيفاً: "لم يقتصر الأمر على نقاط
التفتيش التابعة للجيش السوري، وإنما كان هناك بعض المدنيين يعملون على التصدي
لدوريات بعثة المراقبة في منطقة تقع قرب مدينة حماة من ناحية الغرب"، ثم
تمكنت البعثة من الدخول إلى المزرعة المنكوبة يوم الجمعة الثامن من حزيران، بعد
يوم واحد من تصريح مود واجتماع الهيئة العامة ومجلس الأمن لمناقشة الوضع بعد مجزرة
"القبير"، كما ذكر مراسل "بي بي سي" الذي تمكن من دخول البلدة
برفقة المراقبين الدوليين، واصفاً الوضع فيها بأنه مزري للغاية، ويبعث على الخوف.
وما آثار الحفيظة أن المنظومة الدولية سمحت لسفير الأسد "بشار
الجعفري" بأن يتبجح بكل وقاحة أمام الهيئة العامة، وقوات الأسد حاولت جهدها أن
تمنع مراقبي المنظومة من الوصول إلى المزرعة، لكي لا تنكشف حقيقة الوضع، بينما كان
المفروض فيها، أن تعمل على طرد الجعفري من مقر الجمعية العامة، وكان يكفيها أن
تستدل من منع الأسد للمراقبين الدوليين، بأنه هو الفاعل والمرتكب لهذه الجريمة
النكراء، وان تسقط شرعية هذا النظام المجرم من فورها.
ولكن المنظومة الدولية واصلت تشويه الحقائق، والتستر على الجرائم المرتكبة،
وعملت على إعطاء مهلة جديدة للمجرم بشار، من خلال الإعلان عن مجموعة اتصال، ستضم
دول الجوار لسوريا، والتي من شانها أن تضغط على الأسد لكي تذهب الأمور إلى عملية
سياسية تفضي إلى تسليم الأسد للسلطة، وسط ضغط روسيا والصين إلى إشراك إيران في مهلة
القتل الدموية الجديدة، وبكل وضوح.
ورغم مزاعم الجانب الأمريكي واعتراضه، وصراخه، إلا أن إيران ستكون طرفاً
أساسياً في مجموعة الاتصال، وستعطى فرصة علنية لتظهر متحدية للعالم بكل استخفاف،
ويديها ملطخة بالدماء التي أراقتها بالاشتراك مع الأمريكان، في كل مكان، وستكون
لاعباً مهماً في مهل القتل الدموية، وكلمات اللواء "إسماعيل قائاني" القائد
العام لفيلق القدس يوم الثامن والعشرين من أيار الماضي، بأنه: "لولا وجود
الجمهورية الإيرانية في سوريا لأصبحت دائرة المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري أوسع"
تلطخ العالم كله بالدماء.
احمد النعيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق