منذ الأيام
الأولى من تاريخ الثورة السورية ضد استبداد الأسد وحكمه العائلي أطلت على الإعلام بثينة
شعبان مستشارة بشار، تلك العجوز الشمطاء لتهدد
بشبح حرب طائفية في سورية تطال الأخضر واليابس إن لم يرضخ ويعود الى بيت
الطاعة وحكم الاستبداد والاستعباد وحياة القهر والذل، ذلك الشعب الذي ثار وخرج عن
صمته الطويل المهين مطالبا بحريته التي منحه الله إياها من فوق سبع سماوات فسرقوها
منه وانتهكوا كرامته، ثم خرج من بعدها بشار أمام مجلس التصفيق في خطاب هزلي هزيل
ليكرر نفس الأسطوانة المشروخة ويهدد شعب سورية بتلك الحرب الطائفية، بنفس طريقة
القذافي الذي احتقر شعبه وهدده بالتقسيم وشبح حرب قبلية .
يستند بشار في تهديده لشعبه ووعيده إلى دول
طائفية حليفة له تدعمه، وميليشيات وعصابات إرهابية من صنعه وإنتاجه، أو انتاج تلك
الدول الطائفية الحليفة له، ومعتمدا على مخازن السلاح والعتاد التي سرقها من عرق
الشعب السوري، ثم جمعها وكدسها في جبال طائفته ليزج بهم في محرقة تدمر البلاد
والعباد، ثم خرجت عصاباته وشبيحته من كتائبه الإجرامية البائسة ليرقموا على الجدران
بخطوطهم المشرشرة وكلماتهم البذيئة، عبارات يتهجمون فيها على رموز السنة من
الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام، ويطلقون خلال اقتحاماتهم وتمشيطاتهم وخطفهم
للناس العزل ألفاظا نابئة تخدش الحياء، وسباب وشتائم سافلة تعبر عن مستويات
أخلاقهم ومكنونات أحقادهم، وشتائم كفر صريح يتهجمون فيها على الذات الإلهية، في
استفزاز صارخ لأبناء الشعب السوري من الأحرار والشرفاء المتدينيين بالفطرة .
قد أفلح بشار إلى
حد ما في توريط بعض عناصر الميليشيات الطائفية المشحونة بالحقد، لجرّهم الى
مستنقعه الطائفي النتن، سواء كانوا من داخل سورية أو من عناصر حليفه وشرطي إيران
في جنوب لبنان المدعو حسن نصر الله، أو من عصابات المهدى التابعة لمقتدى، ليزج بهم
في معركة خاسرة ضد أبناء الشعب السوري الذين عقدوا العزيمة على المضي قدما في
ثورتهم المباركة، حتى ينالوا حريتهم المفقودة وكرامتهم المسلوبة ويدفنوا هذا
النظام بطاغيته وكتائبه في مزابل التاريخ، وأعلنوها مدوية في مظاهراتهم منذ انظلاق
الشرارة الأولى للثورة : (الموت ... ولا المذلة )، ومن خلف هذه العناصر الأجنبية
الإرهابية المخربة وقفت إيران لتدعم طاغية الشام بكل ما تملك من عدة وعتاد
وتكنولوجيا ورجال، معتبرة طاغية الشام ولدها المدلل وعرّابها في المنطقة ومفتاح
بوابتها لنشر فكرها الطائفي الأسود في العالمين العربي والإسلامي، ثم حركت إيران ذيلها
– المالكي - في العراق ليحذو حذوها ويدعم الأسد وكتائبه وقد كان المالكي بالأمس
القريب يهدد برفع شكوى ضد سورية إلى مجلس الأمن بسبب التفجيرات الإرهابية على أرض
العراق والتي كان يقف وراءها بشار .
راهن النظام
الأسدي على الحل الأمني وسياسة القمع لإخماد الثورة معللا ذلك بأكذوبة المندسين
والطرف الثالث، علّه يخمد جذوة الثوة ويئدها في مهدها أو يقضي عليها بعد أن انطلقت
من عقالها وابتلعت صمتها، فحطمت أسوار الرعب وتحررت من خوفها، ولم يجد مع النظام
الفاشي نفعا ذلك الحل البوليسي البائس المصبوغ بالدماء، وتفوح منه رائحة القنابل
والدخان، بل زاد ذلك الأسلوب الهمجي من جذوة الثورة واتسعت رقعتها، فالعنف يولد
العنف والدماء لا تلد غير الدماء .
مضت كتائب الأسد
وعصاباته الحاقدة في مسيرتها القمعية فركبت موجة القاعدة وقامت بالتفجيرات
الإرهابية ضد الأحياء والمواطنين من أنصار الثورة على أبواب المساجد والمدارس
والأسواق، ولم تنس تحضير بعض التفجيرات على نهح القاعدة - التي دربتها على أرضها -
أمام مقار أجهزتها القمعية بعد أن زجت في داخل سيارات التفجير المعتقلين
والمخطوفين من أنصار الثورة وهم مربوطون أو مكبلون ... إلا أن هذه الفبركات
الرخيصة لم تخف على الإعلام الحر الذي فضح أساليبهم الخسيسة وفند دجلهم وفبركاتهم
المكشوفة .
لم يبق من طريق
لكتائب الأسد وعصاباته سوى نهاية ذلك النفق المظلم من اللعب بالورقة الطائفية، فوجهوا
عصاباتهم الطائفية الحاقدة الى تل دو في الحولة من قرى الجوار مدججين بالسلاح
ومدعومين بقصف تمهيدي من كتائب الأسد لتخلو لهم الساحة فينفردوا بالنساء والأطفال
اغتصابا وتدميرا وقتلا وطعنا وذبحا بالسكاكين، في مذبحة أليمة بشعة ترفع عن خستها
وأحقادها هاغانا وموساد بني صهيون ضد الفلسطينيين .
مجزرة الحولة تعبر عن حقد دفين أسود ومجتمعات
متوحشة أتت من قبل التاريخ، تجاوزت هولاكو وهتلر ونيرون، وتجردت من كل مقومات
الانسانية وتركت انطباعات وبصمات عميقة وأليمة في ذاكرة الانسانية وضمير المجتمع
الدولي الذي شاهد هذه الصور التي تتفطر لها القلوب البشرية، في نفس الوقت يعبر عن
سعادته وسروره بعض الطائفيين الشامتين وأضرابهم من حزب الهمج الحمقى الحاقدين بصور
تلك المجازر الوحشية الطائفية ويشيد بفاعليها المجرمين .
لم يكن ما حصل في
الحولة وتل دو المجزرة الطائفية الأولى على أرض سورية، وإنما سبقها مجازر كثيرة
طالت المناطق المجاورة لطائفة المجرم بشار، كما
أن ما حصل في بابا عمرو وكرم الزيتون والرستن وتلبيسة وما رافقه من قصف
همجي وما تبعه من خطف واغتصاب ممنهج كان بخلفيات طائفية حاقدة، ويهدف لدق الأسافين
بين سكان حمص من السنة والعلويين الذين
عاشوا عقودا من الزمن مواطنين سوريين جنبا إلى جنب، وما تبع ذلك من مجازر مدروسة
وممنهجة في مناطق التماس والجوار بعد الحولة في القبير بحماه، والحفة في ريف
اللاذقية وجبل الأكراد، ثم تتالت المجازر الدموية بقصف الصواريخ والدبابات
والطائرات في درعا ومعرة النعمان بإدلب وريفها بجبل الزاوية وغيره، وتلبيسة
والرستن وحمص والدير وريف حلب .... وما سيتبعها من مجازر قبل أن يتحرك الضمير العالمي
ويصحو من سكرته ليضع حدا لهذا الطاغية الأرعن وعصاباته المجرمة .
إن الخطة المبيتة
من طاغية الشام وحاشيته هي جرّ الطائفة إلى ذلك المستنقع النتن ليربط مصيره
بمصيرها، باستثارة مشاعرأبناء الطائفة السنية بطريقة استفزازية، والتي تمثل
الغالبية الساحقة من أبناء الشعب السوري فيردوا على تلك المجازر بنفس الطريقة، مما
يدفع بالوضع على أرض سورية إلى حرب أهلية طائقية قد تمتد إلى الجوار لتغرق المنطقة
في حرب إقليمية طائفية، مما يضمن لطاغية الشام وعصاباته إمارة طائفية في دويلة على
رؤوس الجبال كما يظن ويحلم في نهاية المطاف .
إن الهدف من تلك
المذابح الطائفية التي يقودها بشار وكتائبه وشبيحته الطائفيين، هو توريط طائفته والتي
مازال يحتمي بها ويدفع بها إلى منزلق طائفي خطير قد يهدد زوالها ويسأصل شأفتها من
الوجود، إن لم ينبر ثلة من الحكماء
والعاقلين من أبناء الطائفة، يعودون بأولئك الحمقى إلى رشدهم ويحجروا على السفهاء
منهم، ويتبرؤوا من الطاغية وشبيحته وعصاباته، ويثورا ضدهم إلى جانب أحرار الشعب
السوري وشرفائه، لإيقاف هؤلاء المقامرين الحمقى عند حدهم، وينال جميع أبناء الشعب
السوري حريتهم من الطغاة والمستبدين، أعداء الحرية والانسانية ... وأعداء الشعب
.... لتولد دولة سورية الحرة من الشعب السوري الأصيل، كل الشعب السوري بكل أطيافه
وإثنياته وأعراقه ... من الشرفاء والأبطال والأحرار .
م، محمد حسن فقيه
11/ 6/ 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق