كان من ثوابت
ثورة الربيع العربي في سورية تلك السمفونية الرائعة بثلاثيتها البديعة ، أولاها:
( لا .... للطائفية ) أي وحدة الشعب السوري ، بالإضافة إلى سلمية الثورة ( لا
....... للسلاح ) ، وثالثها : وطنية الثورة ( لا .... للتدخل الأجنبي ) .
فدأب الأسد
وكتائبه من بداية الثورة لاغتيال هذه الثوابت الثلاث لتشويه الثورة وإجهاضها ، وذلك
باستخدم العنف المفرط ضد الناشطين والشباب الحر ، إذ حاولت كتائب الأسد رمي السلاح
وتوصيله إليهم بطرق باطنية ووسائل خبيثة ملتوية ، لتوريط الناس باستخدام
السلاح للقضاء على الثورة ، ولما خابت
محاولتهم تلك زادت وتيرة البطش والعنف والعسف ، فبدأت انشقاقات الجيش من عساكر
الجيش الشرفاء ضباطا وجنودا، للتصدي لكتائب الأسد وكبح جماح عصاباته الهمجية وجرائمهم
الوحشية ضد المتظاهرين السلميين ، والذين رفعوا رايتهم شهورا طوال يعلنون فيها عن
سلمية الثورة لتحقيق مطالبهم في الحرية والكرامة الانسانية والانتقال السلمي
للسلطة .
أما التدخل الأجنبي في الشأن السوري فقد تدخلت
ميليشيات وعصابات حليفة لنظام الأسد ، وانبرت تدافع عنه وتبرر له جرائمه الوحشية
وتمده بعناصرها الإرهابية المجرمة ، سواء كانت من جنوب لبنان واتباع حسن نصر الله
، أو ما تدفقت من إيران والحرس الثوري الإيراني من الباسيج ، أو من مجاميع وعصابات
مقتدى الصدر والمالكي ، استجابة لتعليمات آياتها الشيطانية وعلى رأسهم خامنئي
ومقتدى وأضرابهم ، أو من دول إقليمية
شاركت بشكل مباشر في دعم نظام القهر والإستبداد الأسدي بدعم إعلامي وسياسي أو
لوجسستي وعسكري ، بالتكنولوجيا والسلاح أو المستشارين والإختصاصيين من عسكريين
وإستخباراتيين ومقاتلين ، حفاظا على مصالح تلك الدول ومخططاتها المشبوهة في سورية على
حساب كرامة وانسانية الشعب السوري ودمائه التي تنزف ليل نهار ، وعلى رأس هذه الدول
الإقليمية إيران ومن ثم روسيا والصين وعصابات
المالكي الحاكمة في العراق الجريح .
وأما الطائفية
والعزف على وترها فقد دأب النظام من رأسه بشار إلى مستشارته شعبان بالتلويح
والتهديد والوعيد بتلك الحرب من الأيام الأولى للثورة ، في محاولة خسيسة لثني
أحرار الشعب السوري وشرفائه عن المطالبة بحقوقهم الإنسانية المشروعة في الحرية
والكرامة الانسانية ، ولم يستغرب أحد هذا التهديد من عصابة مجرمة قد بنت أجهزتها
الأمنية والعسكرية من عشرات السنين على أساس طائفي مقيت يتيح للأقلية القليلة
التحكم بسياسة البلد ، والاستفراد بخيراتها على حساب الأكثرية الساحقة والأقليات
الأخرى التي تعيش وتتعايش مع الأكثرية الساحقة من مئات السنين .
وضعت كتائب الأسد
وأجهزة استخباراته وعصاباته وشبيحته مخططاتها بالتجييش الطائفي ، لجرّ طائفتها
وتوريطها معها وربط مصيرها بمصير هذه العائلة الحاكمة وعصابات القتل والإجرام التي
تبطش وتنفذ الجرائم والمجازر باسمها ، ثم كللت هذه الجرائم والمجازر بمذابح طائفية
قبيحة بشعة في الحولة والقبير والحفة ، ومن قبلها في بابا عمرو وكرم الزيتون ....
وغيرها ، مجازر لم يحدث في التاريخ مثيلا لها ، وتقازم بجانبها جرائم نيرون
وهولاكو وهتلر .... والصرب والصهاينة وقبائل الزولو ، هذه المذابح المروّعة التي
ذبح فيها الأطفال والرضع والنساء بالآلات الحادة والسكاكين ، تنم عن حقد متوارث أرضع
من مئات السنين ، وأفرغت كل شحناته السامة في أجساد أولئك الأطفال والنساء .......
بهدف إرهاب الناس للتراجع عن الثورة والتخلي عن مبادئها السامية وأهدافها المشروعة
في الحرية والعدالة والكرامة والإنسانية ، إلا أن ذلك لم يفت في عضد الشرفاء
والأحرار الذين وهبوا دماءهم رخيصة لهذه الثورة المباركة ، إنقاذا لمسقبل هذه
الأمة واسترداد حقوقها المغتصبة ، حتى تتخلص من رجس الطغاة ونظام الاستبداد
وعصابات الإجرام وشلل الفساد .
نقل بشار وكتائبه
معظم مخازن السلاح إلى منطقة طائفته وذلك لتوريطهم بل إجبار من يأبى أو يتردد منهم
على استخدامه ضد أبناء الشعب السوري ، والعمل على اللجوء إليه آخر المطاف عندما
يهرب من دمشق على طائرة روسية أو فارسية ، وقد سهل له وسوغ له ذلك التفكير الطائفي
المبني على تقسيم سورية وتفتيتها ، شياطين الإنس من الباسيج وملاليهم وأتباع بوتين
وال ( ك. ج . ب ) حتى يحافظوا على مصالحهم وقواعدهم في سورية .
إن الفرس والروس
الذين يشجعون بشار ويندفعون معه لتنفيذ هذا المخطط التقسيمي الطائفي ويزجون
بقواتهم ورجالهم وسفنهم ويستعدون لتنفيذ مناورات في سورية تضمن لهم بقاء هذه
القوات على الأرض السورية للدفاع عن بشار ونظامه المتهاوي ، إن هؤلاء لم يفهموا
بعد حقيقة الشعب السوري وسقف معنوياتهم قوة إرادتهم ومضاء عزيمتهم في المضي بثورتهم المظفرة مهما احتاجت إلى ثمن
وتضحيات ، فلقداستوى عند هذا الشعب الموت والحياة ، ولن يمنعهم عن المضي في ثورتهم
ضد الطاغية وجميع أحلافه إلا الشهادة .
إن هذه القوى
الظلامية الحليفة للطغاة والظالمين سواء كانت من الفرس أو الروس ضد أحرار الشعب السوري
وشرفائه ، عدا أنهم لم يفهموا بعد طبيعة الشعب السوري ، هم أيضا أغبياء في عالم
السياسة وحساب مصالحهم ومستقبلهم في المنطقة ، لأن الشعب السوري بما فيه الشرفاء
من العلويين التي سيلجأ إليها بشار وحلفائه لن يقبلوا بتمزيق سورية والإنفصال عن
الجسد الأم لأجل عائلة مجرمة يلتف حولها ثلة فاسدة من جميع الألوان والأطياف ،
كما أن هؤلاء
الحلفاء الذين سيقتطعون القواعد من الأرض السورية للحفاظ على مصالحهم وحماية القتلة
المجرمين ، سيعتبرون في نظر جميع أبناء الشعب السوري الأحرار محتلين وهم العدو الأول للشعب السوري الذي احتل أرضها
ويحمي عدوها ، وسيصبحون كفرس وروس مع بشار
وعصابته المجرمة الفاسدة التي فرت معه أهدافا مشروعة بامتياز، وسيزحف إليهم
المجاهدون بالملايين – لا بل بعشرات الملايين - من كافة أنحاء العالم العربي
والإسلامي لتطهير هذا البلد المبارك المحتل من دنس الفرس ورجس الروس وجرائم بشار
وعصاباته الفاسدة المستبدة .
لقد كانت
أفغانستان سببا لتفتيت الإتحاد السوفيتي عندما تدخل في شأن أفغانستان وحارب إلى
جانب حلفائه الظلاميين الشموليين من أعداء الشعب الأفغاني ، وإني لا أستبعد إذا
استمر الفرس والروس في رهانهم الخاسر ومقامرتهم الغبية بالوقوف مع بشار ودعمهم له
، إني لا أستبعد أن يكون الشعب السوري سببا لمظاهرات تعم روسيا تطيح ببوتين وتمزق
حكمه ، وأخرى تثور ضد الآيات الشيطانية وسياستهم العنصرية الخرقاء تنهي حكمهم
وتقطع دابر كيدهم ومؤامراتهم الخائبة ، وعندها سترتاح المنطقة بأسرها من مخططاتهم
العنصرية وأهدافهم التوسعية العدوانية .... وسيعود شعب إيران شعبا حضاريا ، وتتحسن
أحواله الإقتصادية بعد تغيير تلك العمائم السوداء الغبية الحاقدة وتوفير تلك
المليارات التي كانت تصرفها على خلق البؤر المضطربة وإثارة الفتن وتزكية الحروب
هنا وهناك ، لتعود مردودات هذه الخطط
الشيطانية وأعمال المكر والفتن لمصلحة الشعب الإيراني وتحسين أوضاعه الإقتصادية
والمعيشية .... والنفسية ، ليعود الشعب الإيراني إلى المجتمع الدولي وركب الحضارة
كباقي االشعوب الأخرى .
قد يفلح بشار
بدعم الروس والفرس في الإنزواء بدويلة طائفية يقضمها من الجسد الأم لسورية الحبيبة
، ويأوي إليها جميع الفاسدين والمجرمين وشذاذ الآفاق ، من أولئك القتلة الذين لا ينتمون لدين أو طائفة أو
عرق ، الجامع لهم هو تلوث أيديهم الرجسة جميعا بدماء الشرفاء من أبناء سورية
الأحرار وحرائرها الطاهرات وأطفالها الصغارعناوين البراءة والطهارة ، إلا أنني على
ثقة بأن جنين السفاح هذا إذا ولد بعملية قيصرية فإنه سيولد خديجا ، ولن تكتب له
الحياة لأنه لا يملك أيا من مقوماتها .
م. محمد حسن فقيه
23/ 06/ 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق