الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-06-05

خواطر نثرية عن الثورة السورية – بقلم: د. عبد الغني حمدو


1-   النهر الخالد

عندما تتابع مسيرة شعبنا السوري بشكل خاص , قبل الثورات العربية , أصبحت قلوبهم كالحجارة لاحياة فيها وهي أشد قساوة , لاتئن من ضرب ولا من دعس ولا من تفتيت , واستقر الحاكم ومن معه في برجهم العالي بعد هذا الاطمئنان , ولكنهم نسوا أن من الحجارة من يتفجر ويخرج منها الأنهار , وأن منها لما يشقق ويخرج منها الماء , ولكن هذه الجارة انفجرت فجأة وخرج منها نهرٌ غزير لم يقف في طريقه أي قوة أرضية , اكتسح المناطق كلها , وهو يسير بكل قوة وغزارة , لايلتفت لكل المتحلقين عليه والذين يريدون سد المجرى , ولكن هذه القوة الجبارة الكامنة فيه والمتدفقة , كاسحة لكل عائق أمامها , سيصل النهر الخالد إلى البحر , وفي التعبير العربي البحر سلطان , والثورة السورية هي السلطان القادم .

2-   كل الحلول السياسية أصبحت في خبر كان
كل يوم يخرج علينا الكثير من المحللين والسياسيين والحكام , تدعو كافة الأطراف للحوار , ولعلهم يصلون فيما بينهم لحل , وتقترح بعض الدول , طريقة الحل اليمني , واليوم بان كيمون , يترجى الحكومة السورية حتى توقف القتل , فسحقاً لهذا الرجاء , ألم يع بان كيمون أن مصاصي الدماء لايتوبون عن فعلهم إلا بالموت ؟

ألم يقل الذي تترجاه أن يوقف القتل , البارحة حتى ولو كانت يداه كلها مغموسة بدم الأبرياء فهو ماض في سفك المزيد والمزيد , وإن كتب الله النصر فلن يقف وسينتقم من الجميع .

فكل الحلول السياسية عف عليها الزمن , ولا حل إلا بضوء الشمس , عندما نستعير هنا الاسطورة والتي تتحدث عن مجموعة بشرية حيوانية , وهذه المجموعة لاتعيش إلا بالظلام , فإن تعرضت لضوء الشمس أصبحت رماد .

إن زعيم العصابات الحاكمة في سورية ومواليه هم من هذه المجموعة ولكنها ليست أسطورة , وإنما هي حقيقة تمارس حياتها وتغذيها من دم الناس , ولن تزول هذه الفئة ولن تتوب , فهي إن تابت ماتت , والدم ولحوم البشر غذاؤها الوحيد , فلا خلاص منها إلا بنور الشمس الساطع القادم مع حركة الثوار المجاهدين والمقاتلين , ولن يستطيع أحد حجب نور هذه الشمس الساطع بعد الآن .

3-  خازوق دقه بأسفله وأسفل محبيه
كلما خرج علينا حاكم عربي وألقى خطاباً قال الاعلام المؤيد له إنه خطاب تاريخي , ولكن نسي بثار الأثد ماكان يقوله سابقاً في خطابه الخازوقي له ولمحبيه والمدافعين عنه ولمؤيديه , عندما قال (هم أرادوا أن يسقطوا النظام بالحراك السلمي واستمروا بهذا الحراك سبعة أشهر ولكنهم فشلوا ولجأوا للسلاح )
سأل المذيع الشبيح فيصل عبد الساتر الصحفي اللبناني , عن مستوى الخطاب , فقال كان رائعاً وشاملاً , مع أن هذا الأهبل والذي دائماً يقول مدافعاً , إن النظام يحارب مجموعات ارهابية .

الكل كان يكذب... بشار يكذب ويقول : نقاتل مجموعات ارهابية منذ انطلاق الثورة , ومؤيديه يقولون نفس الكلام , وأبواق اعلامه , وبعد خمسة عشر شهراً من انطلاق الثورة السورية , يأتي هذا الأبله بثار ليقول مؤكداً على أن الحراك الثوري سلمي , يكذب نفسه ويكذب شبيحته , ويكذب روسيا والصين وحزب اللات وإيران , لاأجد لفظاً مناسباَ لهذه الحالة إلا المثل الشعبي القائل مع بعض التصرف :
(خازوق الحبيب زبيب ) فاهنأ فيه يابثار وصحبك ومؤيديك أجمعين .وهنيئاً لك يالافروف .
  
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق