مؤتمر جنيف يضم الدول الأعضاء الدائمين في
مجلس الأمن وبعض الدول الإقليمية وآخرون يسمون أنفسهم أصدقاء سورية .
فبعد استبعاد إيران من اجتماع جنيف بدأت
تلوح في الأفق تسريبات حول ما سُيطرح على
طاولة الحوار ولكن من يحاور من في غياب الممثل الشرعي للشعب السوري حيث لا وجود لأحزاب تمثل الشعب ؟
فهل المجتمع الدولي سيرسم الخارطة السياسية لسورية ما بعد الأسد ؟ ومن سيقبل بهذا
من الشعب الثائر؟ والحديث عن استبعاد الأطراف المعطلة للحل- أي تغيب الشعب
وتنسيقيات الثوار والاستعاضة عنها بأبواق النظام الممثلة بأحزاب الجبهة هي عبارة
فضفاضة تحمل في طياتها حل دنيء واللعب في المنطقة الضبابية في المشهد السياسي
السوري وتحتمل أكثر من تأويل أو احتمال لا يحمد عقباه فمن سمات الشيطان الخوض في التفاصيل هي من أخبث
ما تمثله سياسة النظام وحلفاءه
فبعد فقدان النظام السيطرة
على ما يزيد عن 60% من الخارطة الجغرافية في سورية وعدم مقدرته إخراج
المسيرات المعهودة وفقدانه هيبته و خروج الشعب السوري من قوقعة الخوف إثر الضربات
المتتالية من أحرار سورية وتفاقم حجم المظاهرات بحيث لا يستطيع أحد إنكارها انبرت روسيا لحماية هذا النظام في طرح فكرة هذا
الاجتماع وعندما لم تستطيع فرض إيران كلاعب أساسي في الحل تحاول عدم طرح استبعاد الأسد من المشهد السياسي
القادم وهو المطلب الرئيس للثورة السورية بإسقاط النظام بكامل رموزه وعندما يُطرح هكذا طرح يعني أن روسيا تحاول
المستحيل و منح وقت جديد للنظام السوري وخاصة بعد اتخاذه حكومة حرب أي إعلان الحرب
على الشعب السوري بأسلحة روسية متطورة ومباركة غربية بصمت الأموات على ما يجري من جرائم في سورية وبضغط
إسرائيلي لحماية النظام السوري وتكرار الناطق الرسمي لحلف الناتو بعدم التدخل
العسكري هو إعطاء الضوء الأخضر للاستمرار بالمجازر . وأما عبارة استبعاد العنصر
المعطل وضبابية هذه العبارة والتي سيفسرها كل طرف حسب هواه هذا يعني إدخال الأحزاب
التي فبركها النظام حديثا وقديما ابتداء بأحزاب الجبهة التقدمية هذه الجبهة التي يترأسها
بشار الأسد فمن يعارض مَن! هذه الأحزاب المنبثقة معظمها من حزب البعث بتكليف
مخابراتي والتي يصفها النظام بالمعارضة الشريفة وتصر على إشراكها روسيا ومنها لا
يزيد عدد أعضائه عن العشرات فقط .
فيا للسخرية من هذا المجتمع الدولي من
سيناريو أسوأ من تمثيلية اليمن المخزية .
فمن يريد وقف العنف في سورية حقا يجب عليه
تحديد الجهات التي تمارس العنف أو من بدأ به ومن يمتلك العتاد العسكري الثقيل ويقصف به أرضا وبحرا وجوا ويأتي بالمرتزقة من
الجيش الروسي والباسيج الإيرانيين ومليشيات لبنانية شيعية متطرفة هي أسوأ من تنظيم
القاعدة ويجيش الشبيحة الطائفية القذرة التي تقتل وتمثل في الجثث وتستهدف أكبر
طائفة من النسيج السوري والتي تشكل 80 % من الشعب السوري وعلى ذلك لن يكون هناك حل
سياسي وما هذا الاجتماع إلا لذر الرماد في العيون من يعتقد ان الحل يكمن في في
مبادرة روسية كالمستجير من الرمضاء بالنار
وفهم الحل في منظور المجتمع الدولي وهو
كمن فـسـر الماء بالماء فيا خسارة الجهد والعناء الذي سيخرج بمقررات لا تساوي ثمن الحبر الذي يكتب به فالبعرة تدل على
البعير والقدم يدل على المسير ومسيرة هذا التوجه لا تختلف عن مبادرة أنان التي لم
ينجم عنها سوى الكشف عن الوجه الحقيقي للمجتمع الدولي عندما يتعلق الأمر بالمصالح
الإسرائيلية أو إيران العدو التقليدي للعرب والطيف الأوسع من المسلمين ومن هذا يجب
على المجتمع الدولي إن أراد الحل أن يأخذ بعين الاعتبار أنه لا وجود فاعل لروسيا
في سورية إلا كأي دولة ليست صديقة لسورية واستبعاد إيران نهائيا من المشهد السوري
وطبعا عدم فرض أي شيء على الثوار في سورية يمس السيادة السورية من قواعد عسكرية من
أي جهة كانت أو من عقود لا تخدم الشعب السوري ولا جهات سياسية شاركت النظام بالحكم
في المرحلة السابقة بما فيها الأحزاب ما قبل 2011 أو أي شخص شارك في وزارة أو
القيادتين القومية والقطرية في سورية خلال أربعين عاما وهذا ملخص للمطلوب في الحل أي انتقال السلطة من
العصابة الحاكمة إلى الشعب عندما يمتلك إرادته
والخروج من قبضة الجهات الأمنية ويصبح حراً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق