بسم الله الرحمن الرحيم
الثورة السورية ثورة عظيمة لها أبعاد عظيمة كثيرة ولها
معان سامية وممارسات قيمية تمارس على الأرض واقعا بشكل فريد وبحجم جمعي وقد كانت
لميئات السنين في بطون الكتب مُثلا وشواهد تاريخية بعيدة ...
و بعد الصمود الهائل المعجز أضحت الثورة السورية
المباركة كاشفة فاضحة ..كشفت الكثيرين
وفضحت الكثيرين
كشفت معادن وألقابا زائفة وكشفت هياكل ضخمة فارغة وأظهرت
أجسادا فارعة كخشب مسندة ..وفضحت أشخاصا ورموزا كانوا تحت عباءات مزخرفة وهيبات
مصطنعة يدعون أنهم رجال دين ورجال مبادئ ...
وفضحت الثورة العظيمة دولا كبرى كانت و مازالت إداراتها
تتوارى وتدعي وتُقنع كثيرين أنها حكومات متحضرة ديمقراطية تدافع عن الحريات وحقوق
الإنسان وأن وجود هذه الدول في الصفوف الاولى لسيادة العالم ضرورة عالمية أممية
لحفظ السلام والأمن الدوليين ..
ولكن الثورة السورية المباركة كشفت أكبر عورات هذه
الإدارات ...كشفت سوأتها الكبرى سوأة الكذب الكامل الشامل المنذر بالزوال..
كذب في شعارات تلك الدول التي لا تملك أصلا أي أيدلوجية
مؤسسة لها إلا التباهي والدعاية أنها تحمل شعارات الحرية والديمقراطية.
ونظرية أن تلك الدول
تستعمل هذه الشعارات لأغراض مصلحية نفعية خاصة بدون أي ضابط قيمي تبرهنها اليوم
الثورة السورية المباركة وتفضح الدول الكبرى...الفضيحة الكبرى ..الفضيجة الكبرى
الكاشفة للسوأة الكبرى التي تنذرالانذار الأكبر بزوال سيادة وسيطرة هذه الدول على
العالم:
إنها السكوت عن
إبادة جماعية مصورة موثقة مفصلة..إبادة جماعية بدافع طائفي تستمر وتتزايد منذ سنة
وثلاثة اشهر في سورية.
وقلنا في مقال سابق أن العالم المتحضر ملزم بوقف المذابح
والانتهاكات المريعة وأننا سنلزم الدول الكبرى بواجبها الانساني والأخلاقي وسنقاضي
تغاضيها وتآمرها ..
وسأل سائل :ولم هذه الدول ملزمة أخلاقيا وانسانيا ؟ وهل
سيلتزم المسلمون بنفس ما يطالبون به اليوم لو كانوا هم الأوائل في العالم ودولهم
هي الكبرى بين الدول ؟
سؤال عدنا فيه الى القرآن الكريم دستور المسلمين ومصدر
تدبيرهم فوجدنا العجب ...آية محكمة هائلة تخاطب جمع المسلمين ( ومالكم لا تقاتلون
في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من
هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا)
وتستنكر الآية أن لا يقاتل المسلمون في سبيل الله وفي سبيل
المستضعفين الذين لا حماية لهم ولا نصير ...ولا تشترط الآية أن يكون المستضعفون من
المسلمين بل جعل الصفة على إطلاقها والأمر العجب أن يعطف الله الجليل مع اسمه اسما
آخر يحق للمسلمين ان يقاتلوا في سبيله ولأجله وهم المستضعفون...
هذا نهج المسلمين لو كبر شأنهم وعظمت دولهم وأخذوا بأمر
ربهم...
لله در الثورة السورية العظمى إنها تكشف عن ضرورات دولية
انسانية ملزمة وتنذر بزوال سيادة الأمم العظمى على العالم إن زالت القيم
والالتزامات الإنسانية فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
عاشت هذه الثورة السورية العظمى وسلام على شهدائها والله
أكبر.
د.أسامة الملوحي
14-6-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق