أعزائي القراء
فتح دمشق الثاني لم يعد حلماً بعد أن إجتاز
الشعب السوري البطل معركة الصمود لينتقل إلى مرحلة النفير العام وليدخل بعدها من بوابات
دمشق "باب توما - باب الجابية - باب كيسان - باب السلام - باب الفرج - باب العمارة
- باب الصغير - باب النصر" وتلتقي جموع الثوار في ساحة الأمويين بينما مآذن جوامع
دمشق ترفع أذان الفجر ونواقيس كنائسنا تغني إهزوجة النصر.
العدو
المحتل يعرف ان معركة الحسم ستكون في دمشق ..كل الطغاة يعرفون ذلك فيضحّون بكل الوطن
الا العاصمه..هتلر ترك ارضه وقراه ومدنه وحشد كل قوات النخبه وسلاح البانزر أو فرق
النمور الألمانية المدرعة حول برلين.ولكن ماهي الا ساعات حتى كانت النخبه تهرب من امام
الحلفاء كما يهرب السليم من الأجرب يرمون سلاحهم ويبدّلون البستهم وهم يتمتمون : اللهم
إني أسألك نفسي وليذهب الديكتاتور إلى الجحيم ,فإنتحر على مذهب.. بيدي لا بيد عمرو.
فهل
يتهيأ النظام للمعركه القادمه في دمشق وكيف ؟
كيف سيدافع النظام عن نفسه في دمشق وقواته
البريه الموثوقه موزعه على مساحة مائه وثمانين الف كم مربع؟
ماهي القوات المسؤوله عن حماية العاصمه وهل
صواريخ ارض -ارض . وجو ارض هي من ضمن هذه الأسلحه؟
ماهي خطة هروب اللحظه الأخيره لبشار الأسد
مع رموز مقربه منه؟
وهل سيضع الروس خطة الهرب له ؟
الأسئله عديده بدأت تفرض نفسها على إجتماعات الدائره الضيقه للقيادات العسكريه
والمخابراتيه والمقربه جداً من عشيرة الأسد.
أعزائي القراء
معركة فتح دمشق قادمه ولاشك وأحد سيناريوهات
الإنهيار قد يتشابه مع سيناريو سقوط طرابس الغرب حين كان معمر القذافي متحصناً فيها،
وبدت انها هادئة، وكان يزعم انها تضم نصف سكان ليبيا (٣ مليون) وانها تحت سيطرته، وهي
تمثل جميع الليبيين من جميع المناطق والقبائل والتوجهات.. وفجأة انهارت كتائب القذافي
داخلها وهرب من العزيزية ليلقى مصرعه بعد اخراجه من انبوب ماء كبير في سرت.إلاّ أن
هذا السيناريو الذي تُعّد له قيادة الجيش الحر والمقاومه الشعبيه ليس الوحيد كما صرّح
ضابط كبير في التخطيط العسكري التابع للجيش الحر.
تقول
مصادر وطنية سورية أن نظام الأسد وزع ومنذ فتره قواته للدفاع عن وجوده الأخير في دمشق.
وأن دمشق تحولت الى معسكر اعتقال كبير محاط
بقوات تسمى قوات النخبة في جيش الاسد حيث تنتشر في كل الجبال المحيطة بها بدءاً من
الحدود اللبنانية الى ما حول العاصمة من كل النواحي.
وقطاعات النخبة العسكرية التي تضم اسلحة من
كل الانواع وقوى مسلحة تحت امره الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري بقيادة ماهر الاسد
تعمل وفق مفهوم استراتيجي لعائلة الاسد بدءاً من العام ١٩٧٠ وهو ان النظام أبقى من
الوطن، وأهم منه واكثر استعداداً للقتال لأجله بدل الوطن , فالقدسية هي للنظام والعائله
وهي اولى من قدسية الوطن والشعب..
نظام
الاسد يعرف ان قوته هي في دمشق وبقاؤه في السلطة مرتبط بإمساكه بها، فلا يهمه بعد ذلك
سقوط حتى
حلب العاصمة الثانية. الامر الآخر المهم
ان كل سوريا اصبحت خارج سيطرة بشار الاسد وعصاباته،
صحيح انه يستطيع ان يدمر بما يملكه من امكانات كل مدينة وبلدة وقرية فوق رؤوس اهاليها،
وصحيح انه يستطيع ان يحتل اية مدينة وبلدة وقرية في سوريا، لكنه لم يعد.
يستطيع
الاستمرار في احتلاله لها الاّ ساعات او ايام قليلة.
يدخل ادلب بعد تدمير قسم كبير من مبانيها ومدارسها
ومؤسساتها، لكنه لا يستطيع البقاء فيها الاّ لفترة بسيطة فتهرب قواته منها، لتعود تحت
سيطرة المقاومة الشعبية وأهمها الجيش السوري الحر.
تنسحب القوات الشعبية من المدن التي يحتلها
جيش الاسد لأنها تستطيع ان تعود اليها ساعة تشاء، ولا تريد ان تستنزف قواها مجاناً فيها، فمعظم سوريا باتت محررة
ولا وجود امنياً او عسكرياً فيها...
الاهم من ذلك ان سوريا كلها باتت بيئة رافضة
لكتائب الاسد القاتلة وتعتبر اليوم بيئة حاضنة
للمقاومة الشعبية فهم من ابنائها ومن رجالها وشبابها. تختبىء قوات الاسد في دباباتها
وعرباتها المدرعة ولا تستطيع السير في شوارع المدن الثائرة، بل تحتمي بمصفحاتها، والجيش
السوري الحر والمقاومة معه، تحتاج الى قذائف صاروخية كافية لتلزم كتائب الاسد الهرب
من تدميرها بهذه القذائف.
واخيراً...معركة دمشق الاخيرة بدأت من ريفها
الثائر الى قلبها النابض، فجوبر على مسافة قريبة جداً من قلب ساحة العباسيين التي يدججها
الاسد بالعساكر والامن والشبيحة ومن المعضمية التي تعيش ثورة دائمة يمكن الزحف عبر
المزة الى ساحة الامويين التي هي قلب النظام حيث الاذاعة والتلفزيون ومكتبة الاسد وقيادة
الاركان ومنها يتم الزحف نحو القصور الجمهورية..
وفي طريق المزة المعروف لكل لبناني يزور دمشق
ويمر عبر طرقاتها يقع مبنى وزارة الاعلام وجريدة ((البعث)) وسفارات الدول وابرزها سفارة
ايران والفنادق ومنازل الضباط الكبار والمطاعم.
وحرستا ملاصقة لمدخل دمشق الشرقي وأقرب نقطة
اليها هي منطقة البانوراما، وهي اقرب الى العاصمة من دوما.
والغوطة الشرقية (كفر بطنا) ملاصقة لباب توما
شرقاً حيث أقام رامي مخلوف مجموعة فنادقه ومطاعمه..
كل هذه المناطق في ريف دمشق التي تضم اكثر
من اربعة ملايين انسان تعيش حالة الثورة منذ
سنة كاملة وقد دخلتها قوات الاسد عدة مرات، ثم خرجت منها، لتخرج معها وبعدها التظاهرات
المطالبة بسقوط الديكتاتور.
من كفر سوسة الى البرزة الى قلب الميدان ومنطقة
الحجر.. كلها مناطق ثورة ضد الديكتاتور تؤرقه داخل دمشق وحولها وتنتظر الساعة الصفر..
الجيش السوري الحر يتدرب على تحرير دمشق وفق
خطط تعتمد على حرب الإنهاك ..الجيش الحر يكسب مواقع في دمشق ومحيطها وتأمين السلاح
المضاد للدروع صار في متناول اليد . وتأمين صواريخ ضد الحوامات هي الحلقه الأخيره للإستعداد
لمعركة دمشق ..وكلمة السر مع القوات الحره في كتائب الأسد للتحرك عند الساعه صفر في
طور التنسيق..والمقاومه الشعبيه ستكون جاهزة الإستعداد ...إن معركة دمشق ستكون تكتيكاً
حديثاً كما تقول المصادر الغربيه...معركه الحسم في دمشق تقترب وستكون مفخره للمواطن
السوري وهو يرسم مستقبل أمته وليس وطنه فحسب...
وموعدنا فجراً بإذن الله في ساحة أجدادنا...ساحة الأمويين.
مع تحياتي
المهندس هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
عضو في المجلس الإقليمي لمناهضة العنف والإرهاب
وتعزيز الحرية وحقوق الإنسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق