بالأمس لاحظ
الجميع العبارات الغريبة التي تلفظ بها طاغية الشام ، والتي تنم عن ادراك لواقع
جديد من قبل أركان عصابتة ، والتي حاول جاهدا الخروج من رهبتها ، لكنه لم يستطع ،
حيث بدت عليه الريبة والهلع من المستقبل القريب ، عبر عنها بعبارات اعلان حرب
اللحظة الأخيرة على العدو الداخلي (العصابات المسلحة الارهابية) ، لكنه شدد بنفس
الوقت على العبارات العدائية تجاه العالم الخارجي ، مستحضرا نظريته المعهودة
بالمؤامرة الخارجية .
في خطابه هذا
فقد البسمة والثقة ، وبدى عليه شيء من الارتباك، يعترف مرغما بالأزمه في سوريا بفم
ترامت اطرافه هلعا.
لأول مره يصدق ويعلن ان السوريين قسمين. قسم نضج
وملك حريته بانتمائه لسوريته لكنه بنظر الطاغية خائن يتآمر مع الغرب ، وقسم غبي لا
يجيد سوى التصديق والتصفيق لا يعلم هويته شيعي ام شيوعي اكتسب وطنيته من خلال
موالاته لروسية وايران.
لأول مره نجد
الجزار لا يستطيع تبرير مجازره ، تبدو حجته باهتة لا يدري من يعزي فقد قضى على كل
شيء في سورية ، مبررا تصرفاته الاجرامية بمنطق الطبيب الذي يستأصل الاورام التي
تسببت له بالألم ليل نهار.
لأول مره يفصح
عن نيته المبيته وحقده الدفين : باعلان الحرب على شعبه.
يريد خلع هذا
الشعب من جذوره العميقه التي تمتد لألاف السنين بكل الوسائل المتاحة لديه .
لأول مره يقرأ
الجميع من قسمات وجهه أنه يستشعر بأن المسرحيه شارفت على الأنتهاء. وان الستاره آن
لها ان تنسدل .
ولأخر مره يوحي
بأنه يقف امام الشاشات متماسكا ويحاول الثبات ليودع شبيحته .
الجميع ادرك بأن
بشار يحاول الأنتقام من شعبه الشريف عندما تفوه بعبارة لا ارادية بأن العالم سوف
يقول بأن السوريين خربوا بلدهم بايديهم ، وبنفس الوقت يحاول ايصال صوته لأعوانه؟؟؟؟
انهُ أنتهى و أن عليه وعليهم ان يرحلوا ان استطاعو..
لكنه ليس
وحده الذي أدرك هذه الحقيقة ، فحليفه الروسي أدرك أن حجة الأسد باتت باهتة ، لذلك
فقد أوعز إلى بشار بأن عليه التضحية ببعض الموالين ، من خلال إرتكاب مجزرة مشابهة بمجزرة
أطفال الحوله ولكن هذه المرة ضد قرى من الطائفة العلوية، بغية إرسال رسائل إلى العالم
أن في سوريا حرب طائفية، وأن هناك جماعات إرهابية تستهدف المدنيين.
فصديقه بوتن أصبح
موقناً أن هناك تحركات دولية نحو تدخل عسكري في سوريا.
وجميع
التقارير في الآونة الأخيرة تشير نحو ذلك ولكن من أهمها :
-
وصول شحنة من الجيل الثالث من مضادات الدروع (9K115-2
Metis-M) و(Kornet E) وتسليمها للجيش الحر، وقد تم تأمين
شحنات من تلك الأسلحة من خلال جهات متعاونة مع أجهزة استخبارات عربية، وذلك بإقرار
سري من قبل الإدارة الأمريكية التي ترغب في إضعاف بشار وإعادة التوازن في الصراع بين
جيش النظام والجيش الحر.
-
أعلان الإتحاد الأوروبي أمس بأنهم بصدد قطع البث الإعلامي
عن عصابة الأسد، بعد قرار الجامعة العربية قطع البث الفضائي على قمري عربسات ونايل
سات عن القنوات السورية..
-
انتشار وحدات من
القوات الخاصة البريطانية وعملاء جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) في سورية
وهي على استعداد لمساعدة الثوار في حال إندلاع حرب أهلية فيها خلال الأيام القليلة
المقبلة، وهي مزودة بأجهزة كمبيوتر واتصالات تعمل بالأقمار الصناعية قادرة على إرسال
صور وتفاصيل عن اللاجئين و كتائب الأسد حسب تطور الموقف”.
-
تلقي قوات بريطانية وفرنسية خاصة، تدريبات لاقتحام الاراضي
السورية، والسيطرة على مخازن الأسلحة الكيميائية خشية وقوعها في أيدي منظمات إرهابية
حسب زعمهم.
-
تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيو، يوم الاثنين،
إن "السلطات السورية ستنهار تحت ثقل الأزمة التي يجب تفادي امتدادها إلى الدول
المجاورة مثل لبنان".
كل هذه
التقارير تدل على اقتراب اللحظة الأخيرة في عهد الطاغية ووصول الأزمة السورية إلى
نهاية الطريق، وعلى السوريين إدراك هذه الحقيقة والاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد؛
بعد أن أدركها الأسد نفسه.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق