بعد المذابح
الوحشية التي شهدناها في الحولة والقبير، وقفت مع بقية العالم أحاول فهم طبيعة
النظام السوري الذي يبدو بممارساته وكأنه
هرب من تطور الحضارات، فغفل عنه الزمان وتركه ورائه.
نظامٌ مِنْ ظُلُماتِ
التاريخِ
كيف نسيهم الزمان؟
هذا نظامٌ مِنْ
ظُلُماتِ التاريخِ قد هرَبَ
لاعاقلٌ اليومَ يفهمُ لوجودهِ سَـببا
ياليتهُ للأموالِ
أو الأطيانِ فقطْ قد
نهبَ
ولكنهُ أيضاً
للأرواحِ والأعراضِ قد سَـلَبَ
مِنْ دماءِ
الشَـعبِ طالما شَـرِبَ
وعلى غيرِ
عويلِ الأطفالِ ماانطرَبَ
بالسَـكاكينِ على رقابِ
الناسِ طالما لعِبَ
أخذَ منهمُ الحياةَ والموتَ لهمْ وهَبَ
مَنْ يبحثْ في أصلهِ
يجد عَجبا
لنْ يجدَ في
أصلهِ عجماً ولاعرَبا
لنْ يجدَ
لهُ لأيٍ مِنَ الأعراقِ مُنتَسَـبا
وأشُـكُ أنْ يجدَ
لهُ معَ البشَـرِ نَسَـبا
ماأتى بجندِهُ إلى
حيٍ إلا
وبالفناءِ للأحياءِ
قد جلبَ
ملأَ البلادَ غماً وكربا
وما مرَّ مِنْ مكانٍ إلا ولهُ
خرَبَ
طالما جرَّبَ الشَـعبُ التعايُشَ معهُ
ولكنْ
هلْ يُعاشُ
معَ مَنْ للأعناقِ
قد ضرَبَ؟
وطالما حاولَ الشَـعبُ التخلصَ منه
فهوَ في سَـبيلِ
ذهابهِ يدفعُ الذهَبَ
حتى يعودَ السلامُ فلا بُدَّ
لواحدٍ
الشَـعبُ أو النظامُ،
أنْ يكونَ قد ذهَبَ
هلْ تذكرونَ أغنيةَ الحزبِ الذي وعدَ
بأنَّهُ سَـيرفعُ دمشـقَ لِتُعانِقَ السُـحبَ؟
وأنَّهُ سَـيأتي إليها بالخيرِ والبركة
ومن قاسـيونَ
سَـينثرُ فوقها الشُـهُبَ؟
ذاكَ النظامُ ركِبَ ذاكَ الحزبَ
كلٌ منهما لحزبِ الشَـيطانِ قد انتسَـبَ
يجني الأشـرارُ على أنفسِـهمْ كما جنتْ
براقشُ
فالنِظامُ بقدميهِ مِنَ الهاويةِ قدِ اقترَبَ
يقفُ كلَ
يومٍ لسُـقوطِ الثورةِ
مُرتقِبا
ولايعلمُ أنَّ
سُـقوطَهُ هوَ الذي
باتَ مُرتقَبا
هو يُقدِّمُ الناسَ قرابيناً مِنْ ربِّهِ
ليقتَربَ
وأنا أرى الشَـعبَ
سَـيبني مِنْ رؤوسِـهِ قِبَبا
أرى دمشـقَ تسـتعدُ لتقديمِهِ قُرباناً
على مذبحِ الحريةِ، ومعها
أرى حلبَ
***
طريف يوسـف آغا
كاتب وشـاعر
عربي سوري مغترب
عضو رابطة كتاب
الثورة السورية
هيوسـتن /
تكسـاس
جمعة (الاستعداد
العام للنفير العام) 25 رجب 1433 / 15 حزيران،جون 2012
http://sites.google.com/site/tarifspoetry
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق