الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-05-07

تعددت الفصول والمواقع والتجمعات....فهل من مزيد...؟؟؟؟؟ بقلم: د. عبد الغني حمدو


ما يحصل على الساحة السورية إنه لأمر عجيب وغريب ؟؟!!! تسمع ولا تصدق وترى وتشكك، والكل يقول أنا وليس نحن، وفي ذلك فرق كبير.


هذه الأنا كانت مدفونة منذ استلام حزب البعث السلطة عام 1963، وبقيت فقط في شخصية الرئيس، فجمع كل الأنا السورية وتقمصها لنفسه، فأصبح هو الشعب والشعب هو الرئيس، وبما أنه لايوجد شعب، فأصبح الرئيس هو الشعب ولا شعب إلا الرئيس.
فإن تخاذل الرئيس في موقف، فيقول مؤامرة كونية، وإن انهزم في معركة، وضاع قسم من الأرض، فيقول هي فداء لوجودي ولحزبي.


واستمر الحال سنين طويلة، وانتفض بعد ذلك طفل درعاوي ليقول، أنا الشعب وهذه هي الحقيقة، وأنت أيها الحاكم المتغطرس لغيت كيان آبائنا وأجدادنا، ولكن الجذور الأصيلة مهما طال عليها الزمن في التراب العميق، لابد إلا أن تنبت مرة أخرى، وتورق وتزهر وتطرح ثمارها.
كشفت الحقيقة بيد طفل من درعا (فالحقائق تكشف على يد نبي أو فيلسوف أو طفل )، وبعد أن قال ثلة من الأطفال في درعا نحن الشعب ويسقط الرئيس، تبعهم الكثيرون في القول والفعل، ونهض الموتى من قبورهم، وعلت الصرخات، وقال الناس هذا أمر عجيب.

وعاد الناس بعدها بقليل من الزمن، لكل مجموعة أو فئة أو فرد تقول أنا..!!!
وتلغي الآخر كما فعل البعير من قبل ذلك منذ زمن بعيد
تراب الوطن كله انعجن بدم الأبرياء، والمدن تهدمت فوق ساكنيها، ومن بقي حياً هائماً على وجهه في البلاد والمعمورة، وينتظر الحسنات تلو الحسنات، وهو من بلاد ملئت بكل صنف من خير ومن رزق الله.

فصار هناك مجلس وطني وقال أنا...وغيري إلى الجحيم
وبعدها خرجت حكومة، وقالت نحن أصحاب المشاريع
والدولة يجلس عليها فاسق فاجر وقاتل، والدماء تسيل من القريب والبعيد
وتشكل إعلان عن برلمان في الداخل
وانتخابات لمجلس العشب في الداخل
والجيش الحر والألوية والكتائب مختلفان، واللجان الشعبية وحماية الثورة، والتشكيلات الحزبية والسلفية وغيرها، وكأن القيامة قامت (يوم يفر المرء من أخيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تؤويه)
ينقصنا رئيس، والعجب العجاب حتى الآن لم يتقدم أحد لمنصب الزعيم..!!!!
وجاءت لجان الأمم المتحدة لوقف اطلاق النار بين الفريقين
وهنا اعتراف أممي بالطرف الثوري
ومن هنا يمكن أن نجد ممراً آمناً بين هذه المطبات والدهاليز والآفاق المسدودة
تجري غداً انتخابات مجلس العشب للرئيس
والثوار في مواقعهم والمسيطر عليها من قبلهم يجرون انتخابات للبرلمان في الداخل
وبعدها يعرض  الإعتراف على الأمم المتحدة ، فالمجلس الذي ينال الاعتراف من الأمم المتحدة، هو الذي يكون بيده السلطة التشريعية، وهو الذي سيعين السلطة التنفيذية.
فصاحبي القبعات الزرق هم من يشرفون على انتخابات البرلمان، فهم يلتقون مع من يمثل النظام المجرم، ويلتقون مع قيادات الجيش الحر وممثلي الثورة.
وبهذه الطريقة نكون قد حللنا الأزمة، وتجاوزنا مرحلة الأنا.
ألم يحن الوقت لتجاوز الأنا الفردية، والتي من أجلها قامت الثورة، ليحل مكانها الأنا الجماعية ؟

د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق