امريكا احتضرت فلا ترهبنكم بمنسأتها الإعلامية - د. محمد علوان

نعم امريكا افل نجمها في حين ما زال الاعلام يسوق لها ويظهرها للعيان بانها الاقوى وانها ما زالت تسيطر على العالم وتتصدر كل الامم . و حقيقة الامر انها محتضرة القوة وقريبا سيعلم الجميع كم كان منخدعا بمنسأتها الاعلاميه التي هي بمثابة منسأة سليمان عليه السلام التي كانت سببا في ان يهابه قومه حتى من بعد مماته . 

و ان اشد ما يحز بالنفس ويدمي له القلب ويجعل الانسان في حيرة من أمره ان يرى  تهافت زعماء دول العالم الاسلامي على اتباع ما تملي عليهم الحكومة الامريكية . فتراهم يلهثون خلفها وينحنون برؤوسهم حتى الأقدام أمامها .

فرضاها هي غايتهم المنشوده , بل وصل بهم الأمر ان  سلموا لها تسليما  مطلقا وباتوا يخشونها أكثر من خشيتهم لله ,فهم بذلك قد اشركوا بالواحد القهار وان نطق لسانهم بالشهادتين صبح مساء , فاعمالهم تشهد بسوء عقيدتهم ,وعلى الرغم من هزيمتها في كل من العراق و افغانستان ومن تدهور اقتصادها  الذي شارف على الانهيار . ما زالوا يحسبون لها الف حساب مع اني على يقين بان حالها اليوم لا يسمح لها بخوض أي معركه على الأرض انما حسبها التهديد و الوعيد , حتى وان كانت تملك السلاح النووي . فليس بمقدورها اليوم استخدامه لان هذا يعني الدمار للعالم بأسره . فاليوم المعادله اصبحت اكثر تعقيدا لان الكثير من دول العالم تملك اصناف عديده من الاسلحة الفتاكه وربما حاز عليها بعض التنظيمات وبخاصة الكيماويه منها . وان كانت اقل خطورة من النوويه الا انها بالمحصله  اسلحه دمار مثلها مثل غيرها , حاصده لارواح الآلاف  فان استخدمت  هذه الاسلحة بمكان فلن تهدأ الامور حتى يعم الخراب جميع انحاء المعموره . لذلك اجزم  باستحاله استخدامها من بعد اليوم .  فبعد هذا التبيان هل عقل صناع القرار في العالم الاسلامي بان امريكا انتهت . فاستقلوا بقراراتهم بمعزل عن ما يقرره لهم البيت الابيض وانحازوا لشعوبهم  فمضوا قدما باصلاحاتهم فاطلقوا لهم حريتهم الدينيه وبيضوا سجونهم من معارضين الرأي ووزعوا خيرات الوطن بالعدل بين الناس وطبقوا شرع الله . فالمستقبل  لهذا الدين ابى من ابى وشاء من شاء . فمن اقامه وعمل به زاد حبه في قلوب الجماهير والتفوا حوله  وحاموا عنه ونصروه . فهل من صحوة قبل ان تهتز عروشكم بسيل من الغضب الشعبي العارم   , فامريكا لن تنفعكم بعد اليوم فهي لم تستطع ان تحمي بشار من ثورة شعبه وهو طفلها المدلل فهل ستحمي من اقل دلالا  منه . والثورة السورية يا حكام العالم الاسلامي فرصتكم الذهبية لتثبتوا لشعوبكم حسن نيتكم ان انتم اغثتم اخوانكم وقدمتم لهم العون الحقيقي من مال وسلاح, تكونوا قد ضمنتم  ولاء شعوبكم لكم بل حب وولاء مليار مسلم والاهم من ذلك انكم كسبتم رضى الله . فنساله تعالى ان يصلح احوالكم وان تحدث تلك الكلمات وقعا في نفوسكم قبل ان يفوت الأوان ويسبق السيف العزل فلا ينفع حينها الندم  . وآخر دعوانا  ان الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله الرحمة المهداة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين  .

كتبه : د. محمد علوان