ملحمة
الشام
محمد بن فهاد بن عجيبة القحطاني
دماء
الطهر من شامٍ تنادي فيا
لله من ينجي المنادي
تغشى أرضَهم ليلُ المآسي
فحالهمُ عبوس الوجه نحس
تغنى القاذفات به جحيما
ونائحة ينوح الصخر منها
عيون من لهيب الغمِّ فاضت
نسيجٌ من نشيجٍ يحتويها
تقبل راح زهرتها وتبكي
وأمٍ عانقت موتاً رؤاها
تناجيه أيا قلبي جميعا
دويٌ صيَّر النجوى رفاتا
تلوذ بنا الحرائر حائرات
حَماة يا حُمَاة الدين ويلي
وحمص يا لقومي ما لحمص
وفي درعا نعاج الغدر ترعى
فكم في الشام مكلومٍ وثكلى
فأين حمية الإسلام فينا
نصيريون والأشلاء تحكي
كما السم الزعاف بجوف شهد
فتلك منائر الإسلام تشكو
سلوا بغداد عن تترٍ كساها
ومن قاد الصليب إلى ثراها
إذا مدوا أياديهم لفرسٍ
فيا قهار يومك في عدوٍ
أشام المكرمات فداك نفسي
فحي على الجهاد سراة قومي
فحي على الجهاد أسود شامٍ
فحي على الجهاد بناة عزٍ
سقاها الفاتحون دماء صدقٍ
ركبنا بالجهاد سنامَ مجدٍ
أنخنا الصعب والعز امتطينا
رويدك أيها الباغي رويدا
فعرش صيغ من ظلم وبطشٍ
سنركبها رياحاً عاتياتٍ
يدك قلاعك الحمقاء جيش
حناياهم تطوف على المنايا
إذا اختلطت سيوفٌ في حتوفٍ
هنالك تنحني يا ابن الغواني
هنالك هالكٌ نذلٌ وضيعٌ
إذا قتل الطغاة فلا يهود
نعانق قدسنا زحفا وشوقا
وتشرق شمس نهضتنا فتبدو
وتمطرنا الهزيم بكل عدل
ونكتب باليقين كتاب رشدٍ
|
|
فألبسهم سرابيلَ الحدادِ
يشابه لونُه لونَ الرمادي
فيرقص تحتها صُمُّ الجمادِ
تفتق قلبها بمدىً حدادِ
وكحَّل جفنها شوك القتادِ
ويجفو جفنها طيبُ الرقادِ
فهذا ما تبقى من سعادِ
فتلحظ شبلها لحظ الودادِ
سنحيا أو سَنَقْدُم للمرادِ
فوا عجبي عناق في رمادِ
ويلطمهن بالقهر الأعادي
يدنسها كُليبٌ من نجادِ
رماها بالبِلى أهلُ التمادي
وتمطرهم من الحمم الغوادي
وكم ناعٍ ومكروبٍ ينادي
وأين مبادئ النهج السدادِ
وتاريخٌ يُعاد بلا رشادِ
كما جمرٍ كمينٍ في الرمادِ
مقيدةً تئن من اضطهادِ
ثياب الموت في يوم السوادِ
يقلده بأصناف العتادِ
رفعناها إلى رب العبادِ
غشومٍ مستبدٍ يومَ عادِ
وأبنائي ومنفوس التلادِ
فما تحمى الكرامة بالحيادِ
فما دون النحور سوى الأيادي
فأرض العز تسقى بالجهادِ
صداقا للكرامة والمعادِ
وحد سناننا قَهَرَ الأعادي
بنينا عرشنا فوق العمادِ
فسوق البغي حتما للكسادِ
فعقباه وربي لانهدادِ
ونشعلها جحيماً في الأعادي
به الأحرار في يوم الجلادِ
أمانيهم شموخٌ في الجهادِ
شهدت الموت في كفرٍ ينادي
تقبل أخمص الأسد الشدادِ
رضيعُ خيانةٍ صنو الفسادِ
وكانوا حينها مثل الجرادِ
ويحدونا على التكبير حادي
كما الحسناء بالحلل الورادِ
فتُنْبِت عزنا في كل وادِ
بأن الصبر عنوان الرشادِ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق