بعد نجاح
عملية تفجير الحافلة العسكرية التي سبقت قدوم بعثة المراقبين الدوليين الى درعا
البلد و اعتقاد النظام أنه انتصر في كسب الراي العام لصالحة ، بعد أن زورت قناة
الاخبارية السورية تصريحا على لسان مود بأن " "العنف ما زال مستمرا على المراقبين
والصحفيين والعناصر الامنية في سورية".
وطبعا كلام الجنرال روبرت مود رئيس
فريق المراقبين الدوليين في سورية كان مسؤولا عندما ندد بانفجار درعا الذي استهدف موكبه
وجرح فيه 6 جنود سوريين، ووصفه بانه "مثال على اعمال العنف التي لا يحتاجها السوريون"،
بحسب متحدث باسمه. طبعا هذه التصريحات استغلها النظام ليسير في طريق اثبات نظرية
العنف الممارس من قبل العناصر المسلحة ، وليخرج علينا اليوم ومنذ الصباح الباكر
بتفجيرين كبيرين قريبين من الفروع الأمنية المنتشرة في جميع الأرجاء ، الأول كان مقابل
فرع الدوريات والثاني مقابل فرع فلسطين القريبين من بعضهما البعض في منطقة القزاز
، ولم يكتفي بذلك بل أتبع تلك التفجيرات برشقات من الأسلحة الفردية من قبل عناصره
الأمنية على المدنيين المتواجدين في نفس اللحظة ، وعلى الساكنين في تلك المنطقة.
الأمر الذي أدى إلى استشهاد شاب يسكن
في المنطقة عند صعوده سطح منزله للنظر إلى مكان الانفجار .. فانهال عليه الرصاص الأسدي العشوائي ليدخل في خاصرته ويقع
شهيداً.
وطبعا هذه السياسة التي سار عليها
الأسد منذ البداية ولكنه كان متريثا في تطبيقها في المدن الكبرى كحلب ودمشق ، قبل أن
يستيقن أنهما قد دخلا في الحراك الشعبي ، ليبدأ بتطبيق خطته التي تسمى في العرف
الأمني (( ارهاب المدن )) ليخير الناس بين النظام والخراب ، وطبعا هذه النظرية وان
كانت عصابات الأسد و كتائبه ومؤيدوه يجاهرون بها علنا عندما رفعوا شعاراتهم القائلة
الاسد او نحرق البلد أو الأسد أو لا أحد ، وهم فعليا يمارسونها منذ أربعة عشر شهرا
، ولكنهم يرمون التهم على الارهابيين والمندسين والسلفيين والعصابات المسلحة
والقاعدة ، والآن هم يسفرون عن وجههم وينزعون قناعهم ويبدؤون بالتنفيذ العلني لهذه
الخطة بوقاحة وصلافة وقذارة .
بالأمس رفعوا فزاعة الحرب الأهلية علهم في ذلك
يستطيعون اخافة الأكثرية الصامتة من المواطنين ، ويشتروا ولائهم مقابل الحفاظ على
حياتهم وممتلكاتهم فقط، وعندما فشلوا انتقلوا الى الخطة البديلة .
اليوم الكل يتساءل لماذا سلم يوم الانتخابات
من التفجيرات؟، ولماذا التفجيرات تقع في اليوم الذي يسبق يوم الجمعه، أو في يوم
الجمعة ؟، ولما لم تستهدف مناطق سكن الموالين للطاغية كعش الورور ، و مزة الـ 86 ،
و السورمرية ، و منطقة المشروع بالمعضمية ، ومساكن الحرس بالجديدة ، و منطقة جنود
الأسد في طريق معربة في جبال الهامة ، وعرين الأسد في قدسيا؟.
ولماذا التفجير لم يستهدف المقار
الأمنية بشكل مباشر ؟.
طبعا اسئلة كثيرة والاجابة أصبحت
عند الجميع البعيد قبل القريب!.
لكن ما نريده اليوم ليس الاجابة
على هذه الأسئلة وإنما الخطوات التي من المتوجب على المجتمع المدني السوري وخاصة
المعارضة الداخلية - التي تحاول مداهنة هذا النظام الأرعن- اتخاذها ، وفي حدها
الأدنى المطالبة بلجنة تحقيق دولية أممية وعربية وبشكل عاجل وتحت الفصل السابع لبيان
حقيقة العصابات الإرهابية التي تقف وراء تفجيرات دمشق وحلب وبقية المحافظات .
أيضا يجب على المجلس الوطني السوري
بكافة اطيافه المطالبة بهذا الأمر لفضح العصابة الأسدية المسلحة التي تقف وراء كل
تلك الانفجارات ، وأن تضع الطاغية في مواجهة مع المجتمع الدولي عند رفضه لتلك
اللجنة ، ولتكون دليلا فاضحا على تورطه في تلك التفجيرات.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق