كوميديا رئاسية..ج1 - بقلم: د. عبد الغني حمدو

هل تعرف أيها الصديق ....؟  والذي عينتك مديراً لحملتي الانتخابية، بعد أن اتخذت قراراً جريئاً بالترشح لهذا المنصب، فقد بدأت تراودني شكوك كثيرة، حول هذا المنصب، والذي إن و صله شخص عربي من الصعب أن يترك المكان إلا بالموت ولكن بعد أن يذبح  معظم من اوصله  للرئاسة، ليفسح الطريق لأفراد عائلته أو عشيرته، ويقسم الوطن لملاكات اقطاعية، مدفوعة الرسوم سلفاً كون المالك من أقرباء الرئيس .

المدير: ولكن هذا الأمر هو قبل الربيع العربي، بينما بعد الربيع العربي سيتغير الأمر، وسيكون من يقرر الرئيس هو صناديق الانتخاب من قبل الشعب .( توضيح: سنستغني هنا عن كلمة الصديق، ونتحدث بصفة رئيس ومدير الحملة الانتخابية )

الرئيس: ولكن هذه هي بداية سبب قلقي، ثقافة الناس والتي تعودت وتربت عليها أجيال كثيرة ومتعاقبة، أن الرئيس هو من يملك البلاد والعباد، وبالتالي سينظر إلي المقربون من العائلة أو العشيرة، والمنطقة والمحافظة، على أنني مطمعاً للجميع، وإن لم أُرضهم وهذا من المستحيل، فمن طبائع الناس كلما حصلوا على مراد كانوا يحلمون مجرد حلم بالحصول عليه، وبعد ان يصبح في أيديهم يطلبون المزيد والمزيد، وإن لم تفعل ذلك، يصفونك بأبشع الصفات ويفترون عليك، ويصدقهم الناس كونهم من عظم الرقبة كما يقولون في المثل، وبالتالي سيكون الموقف عندي على مفترق طريقين:

الأول:  أن أكون رئيس حرامي كالرؤساء السابقين، وبالتالي أنهي فترة الرئاسة من الهدايا والسرقات وتمرير العقود، والمقربين وعلى اسمي يحصلون على مايريدون، فقد تعود الناس على هذا الحال .

الثاني: كل ماأعرفه عن نفسي أنني لايمكن أن يدخل جيبي قرش حرام ليس من حقي ولا يمكن أن أطعم عيالي من ذلك، وفي هذه الحالة سأكتفي بالراتب المخصص لي، معنى ذلك أن الرئاسة لن تغير من حال الفقر الذي أعيشه، وإن أي هدية تصلني فهي ليست من حقي، فهي من حق الشعب، ويجب أن توضع في خزينة الدولة، فلولا الشعب ماكنت رئيساً، فكل شيء يقدم لي فهو ليس من حقي .

المدير: ينقصك أن تقول لي أنك ستذهب إلى قصر الرئاسة بباصات النقل الداخلي أو على الموتور ...!!!

لقد ذكرتني بسؤال: هل سيخصص لي عندما أصبح رئيساً سيارة تنقلني من البيت إلى قصر الرئاسة وبالعكس، ومع سائق لأنني لم أقد سيارة في حياتي ؟

المدير: يضحك ويقلب على قفاه من الضحك، ثم يقول: وهل من المعقول أنك تفكر بذلك!!!؟؟

فالرئيس عنده عربات كثيرة وحرس جمهوري، وسواق بالجملة .

لا ياصديقي المدير هذا لن يكون في عهدي، لأنني سوف أتخذ أول قرار في حياتي الرئاسية، إلغاء الحرس الجمهوري، وبيع كل ممتلكات القصر بالمزاد العلني، والعوائد منه تذهب مباشرة  للأيتام والأرامل، وسأبيع كل املاك الدولة التابعة للأمور الترفيهية والكمالية، وتوزيعها على الفقراء والمساكين، لعله يصيبني منها حصة تفيدني في وجبة غذاء شهية لي ولأولادي، ولكي أرتاح من السائق الخصوصي، لعلي أجد شقة قريبة من القصر أستأجرها وأسكن فيها وكذلك أوفر أجرة المواصلات والزحمة والانتظار على مواقف الباصات .

سؤال أيها المدير:

هل تعرف لعبة الطاولة (الزهر) ؟ نعم أيها الرئيس، ولكن لماذا ؟

لأن الوقت بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب، هذا الوقت يشعرني بالضيق دائماً, وفي هذا الوقت أحب الذهاب إلى قهوة شعبية، ولعب الطاولة، ولكن أخسر في الأغلب، فهل أنت محترف في هذه اللعبة، أو تحبها ؟..وكم أتمنى الذي يلعب معي أن يدخن الأركيلة، وخصوصاً إذا كانت من التفاح، فأنا لاأشربها ولكن أحب رائحتها وليس شربها .

المدير تماماً يارئيس أن أحب لعب الطاولة وكذلك شرب الأركيلة ... وبالتالي انا موجود معك دائماً

يُتبع في الحلقة القادمة ....كوميديا رئاسية ج2

د.عبدالغني حمدو