الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-05-12

انتخابات النظام السوري مهزلة رخيصة – بقلم: فاروق مشوح


النظام السوري لا يكف عن تمثيلياته الهزلية، ولا يرتدع عن حركاته السخيفة .. فهل هناك في عالم العقلاء، أو من يحترم نفسه من يفعل كما يفعل هذا النظام أمام الشعب والعالم أجمع .. فما يجريه النظام من انتخابات لم يتقدم لها سوى مجموعة منتفعة جاهزة لتنفيذ أوامره، معلبة مهيئة لتمثيل أدوار يرسمها لها، من رجال الأمن والذين يطوفون حوله أولئك الذين مردوا على مثل هذه الألاعيب المكشوفة لتمرير مسرحيات يعلم النظام قبل غيره أنها خارج الزمن، وأنها من الماضي الذي أدانه الشعب السوري، وثار عليه، وقدم الدماء بلا حساب في سبيل دفنه وإلى الأبد ..


       العمى الذي أصاب النظام منذ بداية ثورة الشعب السوري أصبح مركبًا، بعد تماديه في خطواته العابثة .. حتى وصلت على إجراء انتخابات معروفة النتائج سلفًا مما جعل بعض العارفين يؤكدون أن نتائجها مكتوبة ومعروفة قبل أسبوع من إجرائها .. وقد تأخر إعلان هذه النتائج الزائفة اليوم، حتى يتم تركيبها على الأشخاص المعنيين، وبرغم هذه الحال التي هي عليه لم تجري مثل هذه الانتخابات في كثير من المناطق الملتهبة بالثورة .. فكان على النظام أن يبقي على أثر من احترام الذوق العام، لكنه فقد كل شيء ..

       الانتخابات التي يعلن النظام عن إجرائها في مناطق معينة من سورية تأتي وخطة _عنان_ تعاني من تثاؤب ممل يهدف إلى تمضية الوقت والحفاظ على سمعة القوى الدولية التي تختبئ تحت هذه المظلة الممزقة .. فأين وقف إطلاق النار الذي كان على رأس أهداف الخطة، هل صمتت المدافع أم توقفت النيران، أم كف الأمن عن الاعتقال .. هذا الاعتقال الذي يعني الموت المحقق؛ حيث تسلم الجثث إلى أهلها بلا أسف، وكأن أصحابها خراف ضالة لا صاحب لها ..

       هؤلاء المعتقلون منسيون في معتقلات الأسد النازية، وكذلك قل مثل هذا في كل بنود الخطة العنانية .. ثم يأتي صاحب الخطة ليقول إنها الفرصة الأخيرة لسورية، ومن بعدها سوف تكون الحرب الأهلية في هذا البلد .. هذا الكلام لا يتحلى بالإنصاف، فالحرب الأهلية قائمة منذ بدأ النظام بقتل الشعب، وتجنيد أعوانه من الطائفة، وجلاديه من العائلة، وعناصره المخربة المحترفة من قوى الأمن المعدة للقتل والإبادة الشاملة، كل هذا يحدث ولم يقل المندوب الدولي كلمة في حق مسرحية الانتخابات السخيفة ..

       الموقف العدل المنصف الجريء، هو تحميل النظام كل تبعات ما يجري في سورية .. والوقوف إلى جانب الشعب الذي يقاوم منذ أربعة عشر شهرًا نظامًا مجرمًا قاتلاً، يجاهر بأفعاله بوقاحة لا نظير لها أمام المجتمع الدولي، والمنظمات المدنية والحقوقية، ويتحدى الجميع .. فأي كلام أقل من فعل الإدانة العملية، والتصرف الحقيقي المواجه لهذا النظام، لا نظنه إلا انحيازًا لا يليق بأي إنسان فضلاً عن كونه يحمل مسؤولية العمل في الحفاظ على السلم وحقوق الشعوب المتفق عليها .. ولكن ما حيلتنا، والموازين مختلة، والعدالة غائبة، والمسؤولية متخلفة، والضمائر في إجازة طويلة وسبات عميق .. فماذا نرجو من عالم لا يحسب حساب الآخرة ...
   16/جمادى الثانية/1433هـ
8/5/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق