بعد دخول الثورة السورية في شهرها الخامس
عشر يتضح لي مايلي :
1- إصرار
الشعب السوري على إسقاط النظام الأسدي ، مهما بلغت التضحيات ، فهاهي نقاط التظاهر
تزداد ، وهاهي حلب تشارك في الثورة ....وبقيت الشريحة الأخيرة وهم العلويون الذين
سيشاركون في اللحظات الأخيرة ...
2- استمرار
الانشقاقات في جيش الأسد ، والتحاقهم بالجيش السوري الحر، وتمكن المعارضة من تأمين
قليل من السلاح له ، بتبرعات من الشعب ، ومازالت الحكومات تخضع لقرار أمريكا بمنع
تسليح الجيش الحـر .
3- وبنفس
الوقت يتضح إصرار العصابة الأسدية المحتلة على إسكات الثورة ، دون الالتفات إلى
ارتفاع عدد الضحايا من الشعب ، وتدمير ألوف البيوت والعمارات ....وعدم الانصياع
للعرب أو مجلس الأمن أو كوفي عنان ، والمتاجرة بالوعود من أجل كسب الوقت وقتل مزيد
من الشعب السوري....
4- ويتضح
أيضاً أن المعركة مع العصابة الأسدية معركة طائفية إقليمية من جانب واحد ، فالحرس
الثوري الإيراني ، وجنود حزب الله ، وجيش المهدي ، وربما غيرهم من أمثالهم ،
يقاتلون الثوار السوريين منذ اليوم الأول ، وتقدم إيران المال والسلاح والرجال ،
وتصرح علناً أنها لن تسمح بسقوط بشار الأسد ....بينما يصر الشعب السوري على أن
ثورته ليست طائفية ، وأن العلويين شريحة سورية لهم ما للسوريين كافة من حقوق ،
ويرفض الثوار السوريون كل مظاهر الطائفية ....كما أن إعلام الثورة في سوريا ،
وخارجها يتحاشى الطرح الطائفي ويبتعد عنه ... وكذلك المحيط السني للثورة السورية (
الخليج العربي وتركيا ...) يهمس خائفاً من أمريكا أنه مع الثورة السورية ، ويحاول
أن يقدم الإغاثة للشعب السوري المنكوب ....
5- اتضح
موقف أمريكا أنها مع النظام الأسدي ، وتضيف أمريكا اليوم جريمة جديدة إلى جرائمها
السابقة في أفغانستان والعراق ، جرائمها ضد المسلمين ... ومن البدهي أنها احتلت
العراق وسلمته لإيران ، واليوم تمنع حلفاءها من تسليح الجيش السوري الحـر ، وتلح
على ذلك ، واتضح هذا من موقف أردوغان والأمير سعود في بداية الثورة ، وسكوتهم الآن
...وهذا أمـر خطير، يمكن التغلب عليه باللجوء إلى الله ، وزيادة التضرع إليه ،
وزيادة التكاتف مع الشعب العربي في الخليج ومع الشعب العربي في بلاد الشام ،
وتعاونهما بالمال والرجال ، من أجل إحباط مخطط الهلال الشيعي ، كما سبق وتكاتف
الخليج مع الشعب العربي في العراق بقيادة صدام حسين يرحمه الله خلال حرب الخليج
الأولى (1980 – 1988 ) ، عندما شكل سداً منيعاً أمام بوابة العرب الشرقية ، وتكاتف
الشعب العربي في الخليج مع الشعب العربي في بلاد الشام ، سيحبط مشروع الهلال
الشيعي الذي لاتكرهه أمريكا وإسرائيل ، وربما يساعدانه سراً ، كعادة الصفوييين
التغميز على اليسار والذهاب من اليمين ، والهلال الشيعي سيكون احتلالا صفوياً للمنطقة العربية كلها (
الشام والخليج ) وتركيا أيضاً معها ... ولكنه لن يتم بإذن الله ، وبجهود الشباب
العربي ، والأموال الخليجيبة الطاهرة....
6- كما اتضح موقف الدول
العربية والمؤسسات الدولية ، فجامعة الدول العربية ، ومجلس الأمن ، لايمكن أن
يناصبا أمريكا العداء ، ولاخير فيهما ، إن لم يأت منهما شـر ... أما الدول
الخليجية فمعظمها تقف شعوبها مع الثورة السورية ، والحكومات راضية عما تفعله
شعوبها ، ولولا الحظر الأمريكي لساهمت الحكومات بنصرة الثورة السورية ... والدولة
الوحيدة التي تقف مع الثورة السورية شعباً وحكومة هي ليبيا ، أما تونس ومصر
والمغرب ( وهي حكومات إسلامية )، فتقف مع الثورة السورية بالكلام ، وبعضها ( تونس
) بقليل من الفعل ، ومازالت بعض الدول
تؤيد النظام الأسدي مثل لبنان ، والجزائر ....وبعض الدول العربية تقف على الحياد
كالسودان واليمن، وعمان ، أما العراق فتؤيد وتدعم النظام الأسدي لأن العراق تبع
لإيران....
7- أما مطلب الغرب من الثورة
السورية توحيد المعارضة السورية فهذا تبرير لتقاعس هذه الدول عن نصرة الشعب السوري
، والوقوف مع الحق ، ونصرة القضايا الإنسانية التي تتبجح هذه الدول بأنها تحمي
حقوق الإنسان ، وإن كانت الدوائر الإعلامية في الغرب مؤيدة للثورة السورية ، ومطلبهم
توحيد المعارضة مطلب تعجيزي ، لأنه لاتوجد معارضة في أي دولة من العالم موحدة ،
ومع هذا فالمعارضة السورية متوحدة إلى درجة أكبر من أي معارضة في العالم ، و(70 %
) منها مندرج في المجلس الوطني السوري ....لكن الغرب يطلب المستحيل لأنه لايرد أن
ينصر الثورة السورية ، ويخالف القرار الأمريكي...
8-
وأخيراً يتأكد أنها معركة
كبيرة ، ونتائجها حاسمة جداً ، وستغير العالم العربي والإسلامي .....وعلى الله
فليتوكل المؤمنون ....
الدكتور خالد أحمد
الشنتوت باحث في التربية السياسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق