نعم ’’ بأبِه اقتدى عديٌ بالكرم ومن يشابه أبَه فما ظلم ’’ ومعنى ماظلم هنا: أي
ما وضع الشبه في غير موضعه، أو في غير محله، فإن كان الأب صالحاً مؤمناً طاهراً
تقياً نقياً، يقوم على أمر العباد والبلاد بما يرضي الله، سيكون ربَان سفينة حياة،
وطوق نجاة، ويكون إماماً عادلاً، يظله الله في ظله يوم لاظل إلا ظله … وإذا شبَ
الابن على طاعة الله، واقتفى أثر أبيه تقىً وورعاً وعطاءً وسخاءً فنعمَا هو ونعمَا أبوه، ومن يشابه أباه فما ظلم.
أما في حالة المقبور حافظ الأسد الذي حاصر في
الثمانينات مدينة حلب لمدة عامين واجتاح المدن والبلدات في إدلب وجسر الشغور
وسرمدا والباب وأعزاز وتل رفعت ومارع، ودمر مدينة حماة، وقتل فيها أكثر من ثلاثين
ألفا في غضون أيام، ولم يكتف بذلك بل لاحق
الأحرار والحرائر خارج البلاد، وحاول اغتيال الناشطين إما غيلة وقتلا بالرصاص أو
تسميما ‼!
وهل ينسى العالم جرائم حافظ الأسد عندما قام عناصر الأمن باغتيال الشهيدة : بنان
الطنطاوي ابنة العالم العلامة الشيخ :علي الطنطاوي – رحمه الله – وزوجة المراقب
العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور: عصام العطار في مدينة آخن في
ألمانيا (آذار 1980) .. كما أراد الجناة استكمال مسلسل الغدر، فقاموا بتفجير سيارة
مفخخة في موقف السيارات القريب من المسجد هناك، لاغتيال الدكتور عصام العطار
والأستاذ علي صدر الدين البيانوني والشيخ سعيد حوى والمستشار علي جريشة ( رحمهما
الله تعالى ) الذين كانوا مجتمعين فيه هناك، لكن الله سلَم وباءت المحاولة بالفشل
…. كما اغتالت يد الغدر الأسدية الدكتور نزار الصباغ في إسبانية (تشرين
الثاني عام 1981)، ونجح فريق من الجناة في
تسميم العديد من الإخوة في الإمارات العربية المتحدة وهناك الكثير الكثير من
الجرائم التي نورد بعضها لأهميتها وما خفي
أعظم، كاغتيال سليم اللوزي وصلاح الدين
البيطار ورياض طه وموسى شعيب وعبد الوهاب
البكري في عمان ، والزعيم البعثي علي الزين (جميعهم في تموز 1980)، والعميد سعد صايل في
البقاع (أيلول 1982)، كما اختطفت العصابات الأسدية المحامي السوري : نعمان قواف في قبرص واقتيد إلى دمشق ( في شباط 1982)، وتعرض مبنى مجلة الوطن العربي للتفجير في
باريس في شهر نيسان 1982، كما اغتالت يد
الغدر الأسدية الصحفي : ميشيل النمري في أثينا في أيلول 1985، ومفتي لبنان الشيخ حسن خالد عام 1989 .
وكل تاريخه مليء بالشرور والمصائب، وورث كل ذلك لمن بعده .
أما بشار اليوم فقد اقتدى بأبيه وظلم وأجرم، وزاد
في الطين بلة، حيث بدأ مؤخرا في اجتياح مدن جديدة غير التي دمَرها، واستمرَ في قصف
وتهجير الريف الشمالي في حلب و إدلب ودمشق ودرعا وحماة ودير الزور، وعاود ضرب
القرى المحيطة بحمص، ثم بدأ بتصدير فرق الشبيحة إلى الخارج حيث يوجد النشطاء المناهضين
لسياساته وقمعه واستبداده، الذين يتظاهرون أمام السفارات السورية احتجاجا على
الجرائم التي يرتكبها النظام ضد المدن والبلدات عسفاً وقتلاً وتهجيراً واعتقالاً, فقام
شبيحته بطعن مواطنين أحدهما من حلب والآخر من يبرود في السفارة السورية بقطر …كما اختطف الدبلوماسيون الشبيحة ابن الشيخ
سعد العثمان في القاهرة بعد تخديره
وحاولوا تهريبه عبر ميناء نويبع، لكن الأمن المصري الساهر كان لهم بالمرصاد، ولاحق
الجناة، واستطاع تخليص المختطف من بين براثنهم، كما استمر النظام في ارسال الشبيحة إلى أرض
الكنانة لاغتيال رئيس المجلس الوطني د.برهان غليون و المحامي هيثم المالح ووليد
البني وأحبطت المخابرات المصرية تلك العملية، ولم ترد تداول الخبر، نظرا للظروف
التي تمر بها مصر نتيجة السباق الانتخابي هذه الأيام، أما في لبنان فيحاول النظام
تصدير أعماله القذرة إليه كعادته، من تسليم للأحرار الذين يفرون إلى أراضيه بتواطؤ
مقيت من حزب اللات وأعوانه في طرابلس في منطقة جبل محسن، كما تجددت دعوات شبّيح
جبل محسن رفعت عيد لعودة جيش الأسد إلى
الشمال اللبناني، كما لم تسلم المستشفيات اللبنانية من مناوشات وعراك لاختطاف
الجرحى السوريين الذين يعالجون هناك.
أيها الأحرار أيها الثوار افتحوا أعينكم وراقبوا
عملاء السفارات وشبيحة النظام، فاليوم يومكم، فقد ضاق الخناق على رقبة النظام، فجددوا
مطالبكم المشروعة بطرد السفراء السوريين
أينما وجدوا، لتخليص الناس كل الناس من شرورهم وغدرهم .وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب
ينقلبون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق