الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-05-29

يا طوبى للشام – بقلم: د. حسان الحموي


بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نرى المجازر في بلاد الشام ترجع بنا الذاكرة إلى الوراء ، ونستقرئ التاريخ فنجد أن الأحداث بتفاصيلها تعاد اليوم ، لأننا ابتلينا منذ زمن بعيد بفئة عقدية ضالة ، كلما سنحت لها الفرصة؛ وتمكنت من أهل الشام ، عاثت بأهلها قتلا وتنكيلا ، القليل من الباحثين قرأ عن أحداث جبلة؛ قبل ثمانية قرون ، فما أشبه الأمس باليوم: لقد ذكر ابن كثير في كتاب البداية والنهاية: في أحداث سنة717هـ: أن النصيرية هجموا على مدينة جبلة، وقتلوا خلقا من أهلها، وخربوا المساجد واتخذوها خمارات، وكانوا يقولون لمن أسروه: قل: لا إله إلا علي، واسجد لإلهك المهدي.


وصاح أهلها: واإسلاماه، وجعلوا يتضرعون إلى الله، حتى جردت إليهما لعساكر، فهزموهم، وقتلوا منهم خلقا كثيرا، وجما غفيرا، وقتل المهدي الذي أضلهم في ذلك الزمان [البداية والنهاية]

اليوم يخرج علينا إلههم بشار؛ ويعودون لضلالتهم القديمة ، ليعيثوا فسادا في بلاد الشام من جديد ، لأنهم استطاعوا على غفلة؛ استلاب زمام السلطة فيها، وعندما استفاق الناس من غفلتهم ، انقلبوا عليهم ليمارسوا ابشع أنواع التنكيل والقتل ، لكن سنة الله تأبى إلا أن تنتصر لأهل الشام ، لأن الله وضع الخير كله في الشام. 

فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول:يا طوبى للشام! ياطوبى للشام ! ياطوبى للشام!.
قالوا: يارسول الله وبم ذلك؟ قال: "تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام".
وقال: "عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده" وقال: "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم : لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة"

لذلك نرى اليوم هذا الخذلان من قبل العالم كله؛ وهذا ليس غريبا على أهل الشام ، لأن هذا الأمر نبأنا به الرسول قبل أربعة عشر قرنا ، لكنه نبأنا أيضا بأننا منصورين ولا يضرنا من خذلنا حتى تقوم الساعة.

ولمن لم يتعرف على الخيرية في أهل الشام ، أرده إلى كلمة كتبها رجلمنالحولة؛قد فقط طفليه يقول فيها :
"بعد القبض على بشار الأسد واعدامه، أتمنى أن تعطوني أولاده، لأنني قد فقدت اثنين من أبنائي في مجزرة الحولة؛ وأريد أن آخذ أبناءه؛ كي أنتقم منه.....
سأعطيهم ألعاب أطفالي؛ واطعمهم بيدي؛ سأعلمهم المحبة؛ وامنحهم الأمان؛ سأزرع في قلوبهم حب الله والوطن؛ سأخبرهم بأنه لا يوجد سوري يحقد على سوري آخر بسبب عقيدته الا اذا كان قد فقد انسانيته؛ وضميره.
سأعلمهم المعنى الحقيقي للوطن والايمان ...، وأن الحرية هي عماد انسانيتنا !! ، سأحدثهم عن حزني على أبنائي؛ كي أغسل بالحب قلوبهم ..... هكذا سيكون انتقامي".
فهل علمتم الآن معنى الخيرية التي زرعها الله في أهل الشام؟ ، وهل ستقتنعون يأننا منصورين بعون الله وإذنه؟ .
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق