وأخيراً تم رفع الغطاء عن العصابات المجرمة في سوريا وظهرت عوراته، ولن يجد من يسترها مرة أخرى إلا التراب، خمسة عشر شهراً والدول الغربية والعالم ينادون على استحياء بوقف الاجرام، وفي نفس الوقت يشدون الغطاء، ولكن الآن اختلف الوضع، ولم يعد ممكناً بعد الآن ابقاء الغطاء على بثار المجرم وأعوانه، وليس السبب كما يقولون صحوة ضمير، أو ظهور العواطف الانسانية بعد الجريمة التي ارتكبتها هذه العصابات ضد أهلنا في مدينة الحولة.
يقال دائماً عن وقوع أية كارثة
لها أسباب مباشرة وغير مباشرة، وكانت
مجزرة الحولة هي الحجة الدامغة لكل من توارى ويتوارى تحت غطاء الكلمات المنمقة وعن
الحل السلمي، والخوف من الحرب الأهلية، مع أنه قد سبقها مجازر كثيرة أكبر منها،
ولم يتحرك ضمير العالم لها، ولكن هذه المجزرة كان لها وقع كبير، على المستوى
الداخلي والخارجي، والسبب المباشر لذلك هو ضربات مقاتلينا وثوارنا الأبطال في
ساحات المعارك، وفي كل المناطق السورية، فضربات ثوارنا تقوى ساعة بعد ساعة وبناؤهم
يزداد ارتفاعاً وشموخاً، وبناء العصابات بدأ يتهدم ويسقط حجراً وراء حجر، فالناس
في طبعها تتبع القوة، وأخذت الحسابات الدولية والمصالح الخاصة فيها تتغير في أفقها،
بحيث وجدت قوة نامية متطورة على الأرض، يقابلها قوة متهالكة تتآكل في كل ساعة،
وكان لابد من سبب لتغيير المواقف، فجاء حقد هذه العصابات الطائفية البغيضة المجرمة
بها ..إلى السقوط في حفرة هي صنعتها، وكانت في الدماء البريئة التي سفكت في الحولة
.
هنا إخواني الثوار أصبح من الواضح
في الأفق طريقان يؤديان لنتيجة واحدة وهما:
الطريق الأول : أن يوفقكم الله في صبركم وسعيكم وجهادكم وعزيمتكم
وقوة سواعدكم بالنصر على هؤلاء المجرمين، حتى لايكون لأحد منة علينا، إلا الذين
قدموا لنا المعروف فلن ننساه لهم أبداً، وإن لم نستطع تعويضه فعلى الأقل نقدم لهم
الشكر والمودة والأخوة الصادقة، وأرجو أن يكون سلوك هذا الطريق سهلاً والوصول
لنهايته في أقرب وقت .
أما الطريق الثاني : فهو التدخل الخارجي للمساعدة على اسقاط هذه العصابات
المجرمة، والدلائل أصبحت واضحة، بعد أن شعروا بقوة وعمق الثورة السورية، وكم
يسعدنا أن يوفقنا الله وينصرنا قبل هذا التدخل، مع أنني لست ضده، ولكن هي أمنيات
راجياً من الله تحقيقها .
والمختصر المفيد بعد النصر إن شاء
الله تعالى, تحاشوا الظلم وابتعدوا عنه دائماً، فثورتكم قامت ضد الظلم فلا تقعوا
في حفرة الظالمين، كما وقع السابقون فيها, نريد من ثورتنا أن تبدأ بالعدل والرحمة
والأمان، فالعدل يجلب الخير، والظلم لايجلب إلا الشر، والذي تعرض للظلم لايمكن أن
يظلم أحداً .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق