الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-05-22

جرائم النظام السوري تمتد إلى جواره – بقلم: فاروق مشوح

بسم الله الرحمن الرحيم
مخططات النظام السوري الإجرامية تسير في طريقها المرسومة، ورياحها الصفراء تخترق الحدود، لتصل إلى ما حولها، وسمومها الناقعة تسري ضمن الامتداد الطائفي؛ خبثها ينتشر كما ينتشر الداء الوبيل في خلايا لا مقاومة لها ..

       منذ الأيام الأولى لثورة الشعب السوري استيقظت هذه المخططات التخريبية الخبيثة، فأعلنت أبواق النظام بأن هذه الثورة _كما تراها_ تنذر بالفتن الطائفية والتخريب المنتشر في المنطقة؛ وهم يعلمون حق العلم بأنها ثورة شعب يطالب بالحرية والكرامة، وهي لكل الشعب السوري فهو واحد بلا تمييز أو تفريق .. لقد تابع رئيس النظام مثل هذه الدعاوى بأن هذه الثورة سوف تبعث حريقًا في المنطقة بكاملها،وتشعل نارًا بين أهلها على اختلافهم .. هذه الفتنة هي التي أيقظها النظام السوري وذيوله المنتشرة في لبنان والعراق وإيران منذ الأيام الأولى لهذه الثورة .. ولعل كلمة مندوب النظام السوري الإيراني بشار الجعفري في الأمم المتحدة قبل أيام أحد هذه الإعلانات المكشوفة والنذر المعلنة، لقد اعتبر المندوب المذكور بأن طرابلس وعكار وهي من معاقل السنة في لبنان هي التي تبعث إليه بالرجال الذين يقومون بأعمال التخريب على حد زعمهم وبالسلاح، وهو يرى أن هذه المناطق المحاذية لسورية تعمل على مواجهته لأنها تتعاطف مع ثورة الشعب السوري و تستنكر مخططات هذا النظام وذيوله في دول الجوار، ويرى المذكور أعلاه أنها تشكل أذرع الفتنة في سورية، وكان عليه أن يعترف أن أنصاره في هذه الدولة هم الذين يقومون بهذه الفتن، وينفذون مخططات النظام الذي يقتل الشعب السوري ..


       لقد ظهرت هذه الأمور جليًّا في الآونة الأخيرة، فقد أطلت رؤوس الفتنة في الحادث المؤلم الذي أودى بشيخين جليلين من أهل عكار هما الشيخ أحمد عبد الواحد، ورفيقه الشيخ المرعب وكان حادثًا مدبرًا واضح الإصرار والسبق .. حيث اعترضهما حاجز عسكري للجيش اللبناني، تصدى لسيارة الشيخين، وتجرأ عليهما ضابط من هذا الجيش الذي ينحشر فيه الكثير من عناصر لفئاتوطوائف تعمل لصالح النظام السوري، وهي مستعدة لإشعال أخس الفتن وأحقدها من أجل مصالحها الفئوية الطائفية السوداء ..

       وهذا ما جرى قبل يومين، حيث اشتعلت المنطقة بين أهل لبنان من السنة الذين يريدون مصلحة بلدهم وخيره،والنأي عن النظام السوري وجرائمه، وبين عملاء هذا النظام الذين لا يضمرون لهذه الأمة إلا الفتنة والشر والدمار ..

       إنما يحدث في لبنان يعالجه أهله، لكن ما يهمنا هو الفتنة التي لا يتورع النظام عن إحداثها من أجل بقائه وديمومة حكمه .. على حساب الأمة وسلامها واستقرارها؛ حيث وصلت أصابع هذا النظام إلى الجيش اللبناني الذي يفترض فيه أن يكون الحامي المحايد للأمن في لبنان ..

       هذه حادثة تدل على خطورة نظام الغدر والخيانة على الأمن والاستقرار في كل المنطقة.. من هنا تبرز الضرورة التي دعت كل المراقبين للشأن السوري، وأبناءه المخلصين بضرورة حد لهذا النظام، ومنذ شهور خلت حتى لا تنتشر جرائم هذا النظام في كل مكان .. لقد طالبت تلك الأطراف بحماية دولية، وتسليح عسكري، أو ممرات آمنة، تؤدي كلها إلى كفكفة شر هذا النظام وبلائه.. إن تقاعس المجتمع الدولي، والدول الصديقة للشعب السوري عن واجبها بحجج واهية وخطوات هزيلة من مبادرات ومهل وتصريحات فارغة جوفاء، وتهديدات لا تسمن ولا تغني .. كل ذلك أعطى النظام روحًا من الشر والتطاول لا نعرف حتى الآن إلى أين سوف تصل، ولا في أي جهة سوف تمتد .. حتى سقطت قضية الشعب السوري في مثل هذا المربع الوخيم من الفتن، وتمادت مخططات النظام التي لم يبق في مواجهتها إلا صمود الشعب السوري وعنفوان ثورته .. "وإن يريدوا خيانتك فإن حسبك الله، هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين.." ...

29/جمادى الثانية/1433هـ
21/5/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق