المتتبع لحركة الثورة السورية ومنذ بدايتها وتصدي عصابات الأسد لها بكل قوة وشراسة وتدمير , ومنذ ذلك الوقت وعدو الثورة ومن يناصره بذلوا كل امكانياتهم وإجرامهم وكذبهم في الاعلام وعلى ألسن جميع من يؤيد هؤلاء القتلة والمجرمين في أنهم يتصدون لمجموعات مسلحة (سلفية تكفيرية إخوان مسلمين )
ولم يقنعوا أحداً بهذه الادعاءات
إلا بعد أن أثبت لهم الثوار حقائق ادعاءاتهم فكانت التفجيرات والتي ألصقت بالجيش
الحر أو الذي يطلق عليه المعارضة خارجياً , أو القاعدة .
يتساءل أحد الناشطين على الفيس بوك
, لماذا لم تصدق كذبة القاعدة في الدول العربية التي قامت فيها الثورات , بينما
صدقها العالم في سوريا .
وكان آخرها تصريح بان كي مون
سكرتير الأمم المتحدة , وتصريح رئيس البعثة الدولية للمفتشين في سوريا من أنه يوجد
طرف ثالث , لم يحدده ولكن حتماً المقصود فيه هو القاعدة.
والسؤال لماذا لم يصدق العالم هذه
الافتراءات في السابق وصدقها الآن ؟
فلن يحتاج منك أخي الثائر أو
المؤيد للثورة السورية الكثير من العناء حتى تعرف ذلك , ماعليك سوى أن ترى الفيديوهات
التي نشرت في الفترة الأخيرة وخصوصاً بعد تفجيرات القزاز , تجد فيها الجواب اليقين.
الأفلام التي تعرض عن عمليات الجيش
الحر أو الكتائب المسلحة المستقلة عنه تقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأولى : تعطيك مدلولاً واحداً فقط أن هذا الفيلم هو بيان
لعملية عسكرية , ولا يمكنك أن تحكم عليه على أنه تابع لغير ذلك , ولكنها أصبحت
نادرة بعد التفجيرات .
الثانية : شعار الاخوان المسلمين موجوداً عليها , والكتيبة التي
تم الاعلان عن تشكيلها اليوم في ريف دمشق والتي أطلق عليها اسم كتيبة الامام
الحسين رضي الله عنه , جعلت شعارها شعار الاخوان المسلمين .
الثالثة : وهي الغالبية العظمى من العمليات التي يتم نشرها على
اليوتوب , هي نفس نمط وعرض وكلام وأناشيد بيانات القاعدة , بالاضافة إلى راية
القاعدة المعتمدة .
نستطيع بسهولة وعن طريق مقارنة
طريقة نشر هذه العمليات على اليوتوب معرفة الجهة التي أصدرتها , وبسهولة نستطيع
القول أن الكتائب المسلحة المساندة للثورة تقسم لثلاث أقسام :
1-
كتائب الجيش الحر
2-
كتائب الاخوان المسلمين
3-
كتائب القاعدة
4-
وبالتالي
لايحق لأي منا عندما يكون صادقاً مع نفسه وصادقاً مع الغير أن ينتقد أو أن يلوم أي
جهة كانت تتخوف من التطرف الاسلامي في الثورة السورية .
لكن
عندما نكذب على أنفسنا ونحن نقوم بنفس الفعل ونكذب الآخرين على أننا لم نقم فيه ,
فهذا يعني أننا نكيل بعدة مكاييل في آن واحد , ولعل هذا ينطبق على قول المسيح عليه
السلام (لاتنظر إلى القذى التي في عين أخيك ولكن انظر إلى الخشبة التي في عينك ) .
فالكل
يعلم القاصي منهم والداني المثقف والعادي والأمي , أن ملايين المسلمين أبيدت وشردت
وقتلت بحجة وجود القاعدة ودمرت بلاد بأسرها كالجزائر والصومال وافغانستان والعراق
واليمن وباكستان وفي آسيا الصغرى , وهي الشماعة المصطنعة من قبل الدول الغربية
للوصول لأهدافهم وتحطيم المسلمين .
من
المستفيد من ذلك ؟
إن
المستفيد الوحيد من ذلك هو العصابات المجرمة الحاكمة في سوريا ومن والاها ,
والخاسر الوحيد هو الشعب السوري والثورة السورية , فبهذه الوسائل الاعلامية تقدم
أكبر دعم للمجرم ومن والاه وفي نفس الوقت , يتخلى عنك من كان على الحياد أو يدعمك
مادياً أو معنوياً .
غالبيتنا
من المسلمين , ولا يوجد حاجة ماسة أو ضرورية لتستجلب العداء ضد ثورتك مع مزيد من
الدماء الهادرة البريئة , والدمار والتشرد والجوع والحرمان .
فالقاعدة
الذهبية في الحرب (جنب قدر المستطاع الأعداء المفترضين , فاما أن تكسبهم لجانبك ,
أو تجعلهم على الحياد , واعمل بقدر المستطاع أن تكسب أصدقاءاً جدداً كانوا في صف
عدوك الحقيقي ..إن أردت أن تنتصر )
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق