المدير : أراك ياصديقي الرئيس سارحاً مع خيالك، وحتى أنني منذ مدة أكلمك ولكنني أشعر أنك لاتسمعني، أو أنك تتجاهل كلامي ولم تعد تعجبك أفكاري ... !!
لعلك نسيت حديثك عن التواضع، أو
أنك وجدت نفسك رئيساً بالفعل، وهذا يقودك كالسابقين من الحكام، في أنك لاتسمع إلا
صوتك .
سأقول لك ياصديقي المدير ماهو
الشيء الذي كان يشغل تفكيري ؟
تخيلت نفسي رئيساً ديكتاتورياً
ومستبداً، كما الحكام والرؤساء عندنا ... ومن ثم جلت بخاطري بأدق تفاصيل الحياة
الشخصية للرئيس أو الملك او الأمير, المهم أن يكون الحاكم هو أنا في هذا الموقف،
ولكن أضحكني منظراً شاهدته بأم عيني .
شاهدت نفسي في غرفة النوم مع
الزوجة، وكانت نفسي محتاجة للدفيء العاطفي، ولكن باب الغرفة مفتوح، وعند رأسي يقف
مرافقي الشخصي وبيده المسدس، وعند الباب ...أسمع
اللغط واللمز بين بقية الحراس، وهنا شعرت بأن الحاجة للدفيء العاطفي وحرارته قد
خمدت، عندها صرخت بداخلي ...فالتذهب الرئاسة إلى الجحيم، وصوتك قطع علي خيالي وعدت
.
وكما قلت لك لاأريد حرس رئاسي ....
ضحك المدير وقال بالفعل هؤلاء
الرؤساء ..حتى أنهم في بيت الخلاء يضعون فيه حارساً مخصصاً للخروج والنزول ...
فقلت له : الحياة ياصديقي زهرة جمالها في نهاية يوم عمل، قد
يكون شاقاً أو مابين وبين، أن تعود لبيتك بحضن دافئ تلقاه وكلمات طيبة متبادلة بين
الشريكين والحبيبين مع خلوة رومانسية، وليس الحياة أينما كنت رتب وقبعات وعيون
تراقبك وتراقب ماحولك وتشعرك بالرعب في كل وقت، فابسِط في حياتك تعش ملكاً .....
ولو كنت ملكاً ظالماً فحياتك حياة العبيد .. ومن حولك هم الملوك وفي نفس الوقت هم
العبيد .
لذلك ياصديقي سنركز في الحملة على
أمور تبدو بسيطة في مظهرها ولكن إن طبقت لها أثر كبير في المستقبل، وتكون سبباً من
أسباب عدم الحاجة للحرس الجمهوري .
المدير : هل لك أيها الرئيس أن تذكرها لي بالتفصيل ؟
سوف أسألك عدة أسئلة، ولكن لاتجيب
عن أي منها حتى النهاية
المدير تفضل واسأل :
معك في جيبك بعض الدراهم، وكنت
تسير في الشارع، وفي نفسك أن تأكل صحناً من الكنافة عند بائع الحلويات، وعندما
هممت بالدخول استوقفتك وسلمت عليك، وأنت تعلم أنه لايوجد معي مال، ومغرم بالكنافة،
وعندما سألتك إلى أين انت ذاهب ؟
فأمامك جوابين لاثالث لهما
الأول : أن تكون صادقاً وتقول : أريد ان آكل كنافة من هذا
المحل، وأنت كريم بطبعك، فمن الصعب عليك أن تقول الصدق هنا، ولكنك لن تكذب، فسوف
تختار في هذه الحالة العدول عن الطعام وتأجيله لوقت آخر مع أن شهوة الطعام في
داخلك وصلت لأقصى درجاتها، وسترضي نفسك بكلمات، لم يمض وقت طويل على آخر مرة أكلت
فيها الكنافة، فتخرج في هذه الحالة من الاحراج وتخرج صديقك أيضاً .
الجواب الثاني : أنك ستكذب وتخترع حجة ما، وتقول لي : كنت أنتظرك هنا،
فقد شعرت بداخلي أنك ستاتي على سبيل المثال، ومن ثم تضحك مع ابتسامة صفراء لحرمانك
من الحلوى، وفي نفس الوقت ستجد راحتك في داخلك، تُشعر فيه نفسك في أنك احتلت وكذبت
على صديقك، وبعدها ستجد أن الكذب يرضي النفس في كثير من الأمور، فيصبح عندك مبدأ
وليس من السهل عليك التخلص منه، وقد يتجاوز الكذب حتى على الأمة كلها .
هل تعلم لماذا ياصديقي أو بالأحرى لماذا اخترت حالتين هنا ولهما
الأهمية الكبرى في حياتنا ؟
يحاول المدير الاجابة ولكن أشرت عليه بالسكوت وقلت له، لاتعجل
يامديرنا الغالي وتابعت
مجتمعنا ياصديقي مبتلى بعاهتين
كبيرتين، فلو استطعنا علاج هاتين العاهتين، لسهلت معظم الأمور بعدها وهاتين
العاعتين هما :
الفقر ....والكذب
فالقفر أساس الشرور كلها ... ولذلك
يتبعه الكذب،,, وأكمل تعريف للكذب هو :
هو من اختراع الانسان للتغطية على
عيوبه ... وكم يجد الفقير نفسه محرجاً في
مواقف كثيرة ؟ولا يجد إلا الكذب مخرجاً له، ليخرجه من هذه المواقف الصعبة .
المدير ولكن ؟؟؟
يتبع في..... ج3
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق