اللهم أعـن الثورة السورية على تحمُل أعبائها،
ولملمةِ وتضميدِ جراحاتها، والردِ على مصادر النيران الموجهةِ إلى جميع أجزاء جسمها،
وقوها على عدوك وعدوها، فقد تكسَرت النصال على النصال.
اللهم خلِص الثورة السورية المجيدة من المسيئين
إليها والمتاجرين باسمها والمتربحين من ورائها والقافزين فوق جثث شهدائها.
اللهم نجِ الثورة السورية المباركة من الذين
قدموا أنفسهم كأصوات إعلامية ناطقة باسمها أو كنخب سياسية أوناشطين … أضروا بها وبمسيرتها،
وهم ليسوا في يوم من الأيام من شارك في إشعالها، ولا اغتسلوا بدمائها، ولم يشاركوا
في ميادينها، وهم حمل ثقيل عليها، وتنوء بحملهم، لأنهم ليسوا أبناءها.
اللهم نقِ ثورتنا السورية المجيدة من حفنة
الثورجية المُدَعين، الذين إذا سُمِع خطابهم أجادوا الكلام، وعند أزيز الرصاص وزغردة
القاذفات ونداء حي على الفلاح حي على الجهاد … خشب مسندة.. وليسوا سوى مرجفين ومخذلين
، لم يقدموا للثورة غير صناعة اليأس والتيئيس وحفر الحفر في طريقها لإيقاعها وحرفها
عن مسيرتها …
إيه ياثورتنا السورية المباركة …. ياجمل المحامل
… فمن أراد أن يكون جمَــالاً فليرفع سقف باب داره، فالشرف والاستقامة ونظافة اليد
والضمير والإشفاق على اليتيم والجائع وإغاثة الملهوف، والدفاع عن الديار والذمار ليس
ادعاءً، ولم ولن يعرف طعم ولون وعبق وشرف تلك الصفات النبيلة غير من خبروها يدًا بيدٍ وساعدًا بساعدٍ وتربوا
عليها …
إن من بدأوا يضايقون الثورة بمنِهم وعطائهِم
ويذرفون دموع التماسيح عليها، بعضهم يريد تدويلها، ولهم الحق في ذلك، طالما أن الدنيا
كلها وقفت مع النظام وجبروته وطغيانه، وتعطيه المهلة تلو المهلة لوأدها، والبعض يدعي
عدم رغبته بتدويلها لخيوط تربطه مع النظام،
غُزلت بإتقانٍ ودهاءٍ ومكرٍ وخديعةٍ، لم يكتشف لونها الأبيض من الأسود إلا من فجر الثورة
المجيدة و نور ضيائها وبهائها.
أيها المتباكون على الثورة، وهي منكم براء،
وتذرفون دموع التماسيح، وتظهرون بمظهر الناصح الناسك العابد المشفق المتبتل …أيجوز
لكم أن تقولوا لمن هُدم بيته فوق رأس أهله، أو قتِل جيرانه بدم بارد أمامه, أو انتهكت
أعراض الحرائر أمام ناظريه وهو مصفد بالقيود، أو أُجبر على مغادرة بلدته وحيه … لم
وقفت مع الثورة، وكان الأجدى بك لو فعلت كذا لكان أحسن، ولو أوقفت كذا لكان أفضل، ولو
أطعت كذا لكان أجمل…. أيجوز أن يقال لمن يغـرق ويطلب النجدة من منقذ ، يداك أوكتا وفوك
نفخ.؟؟؟‼
ثورتنا السورية عروس الثورات العربية، لم ولن
تشبه أخواتها في شيء سوى سعيها الحثيث في إزالة الطغيان المتمثل برأس النظام الغادر،
الذي كان ثمرة خمسين عام من قوانين الطوارئ وأعواد المشانق واغتيال الأحرار وهدم المدن
والبلدات فوق رؤوس ساكنيها وتهجير أهلها واعتقال شرفائها وهتك أعراض حرائرها وترويع أطفالها، وماهو إلا وارث لهذا الإرث العفن،
الذي تتنزه عن أفعاله المشينة الوحوش الكاسرة في الغاب…
أيها المتباكون على الثورة السورية المجيدة،
إن ثورتنا السورية المباركة ثورة ربانية، شعارها الأول ’’ مالنا غيرك ياألله، والموت
ولا المذلة، وإنا لله وإنا إليه راجعون’’ ذروها تمضي لأمر ربها، دعوها تأكل في أرض
الله ولاتمسوها بسوء، رضعتم من لبنها فلا تعـقروها ياغادرون. فمن سلطكم عليها؟؟‼
اللهم امين
ردحذفجزاك الله خيرا