يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما: "إذا تبايعتم بالعِينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم
بالزرع، وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى
دينكم". حديث صحيح، رواه أبو داود وغيره.
ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "من مات ولم يغزُ ولم يحدّث
به نفسه، مات على شعبة من النفاق".. حديث صحيح، رواه مسلم.
ما أحوجنا إلى دراسة هذه الأحاديث وما في بابها، خصوصاً في هذه الفترة
الحرجة من عمر الأمة الإسلامية.. ما أحوجنا إلى دراسة فقه الجهاد وحب الاستشهاد في
سبيل الله.. ما أحوجنا إلى زرع هذا الفقه وهذا الحب في نفوس أبنائنا وبناتنا،
إرضاءً لله، وإعلاءً للواء التوحيد في الأرض..
إن الأمة تتعرض لمحن كثيرة، ولكن أشد هذه المحن هو التخلي عن تربية الجهاد
وحب الموت في سبيل الله، والرسول صلى الله عليه وسلم حذّرنا من الركون إلى الدنيا
وكراهية الموت.
إن الأمة، أفراداً وجماعات، يجب أن تراجع نفسها، وتضع الجهاد وفقه
الاستشهاد على رأس اهتماماتها، ولا بد من يقظة إيمانية، وفقه رشيد، للدفاع عن دين
هذه الأمة، وحماية أرضها وعرضها وثرواتها من الأعداء المغتصبين لها..
إن آيات الجهاد في القرآن الكريم كثيرة، وفي أحاديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم شرح وبيان وتفصيل لها. وأول مراحل الجهاد جهاد النفس وتدريبها على
الطاعة والالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه، وجهاد الشيطان والتضييق عليه
ومطاردته، ثم هناك جهاد المال بالإنفاق والتصدق وتجهيز المجاهدين، وهناك جهاد
الكلمة، والنصح والإرشاد، ثم هناك جهاد الأعداء بالنفس والنفيس وهو ذروة سنام
الإسلام.
فينبغي أن يتربى أبناؤنا على حب الجهاد والبذل والعطاء والتضحية من أجل رفع
لواء الإسلام من جديد. إنني أدعو إلى الجهاد الحق.. الجهاد المشروع وليس المزيّف.
ودورك يا ابنتي يكون في إيقاظ روح الجهاد وحب الشهادة في زوجك وأبنائك، وهذا هو
دورك الذي أرجوه منك، وتنتظره الأمة جمعاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق