سُئل المفكر الكبير بهاء الدين الأميري سؤالاً
مُغرباً فأجاب مُشرقاً : إنت فين والحب فين
وسُئلت كثيراً عن سورية والسوريين إلى أين
فقلت الى النصر بإذن الله
ونظرت الى المعارضة كثيراً وتساءلت أين أنتم
؟ فجاءني الجواب من همس الأميري : أنتم فين والحب فين
مايدور على الأرض السورية لاشأن له بالمعارضة
المتعارضة الهزيلة التي لاتجتمع على توحيد الكلمة، وإنما همها الإستئثار بالمناصب والبحث
عن المكاسب، وقد استبعدت الناشطين الحركيين الثوريين دينمو الثورة، وأتت بالأباعد أصحاب
الولاءات وتكملة الأعداد، مما سبب اشكالاً كبيراً لانكاد ننتهي منه أبداً، وصارت متكئاً
ظالما يتحجج به الأباعد
وكُلنا يعلم من هم المعارضين الحقيقيين، ومن
قدموا أعمارهم رخيصة على مدار عقود، لاتلين لهم شوكة أمام الطغيان والإستبداد، ودفعوا
الأثمان غالية على مدار سنين طويلة، أبقوا شعلة الثورة وضاءة في قلوب الناس، ضد نظام
الإجرام الذي واجهوه طوال تلك الفترة، وناوروه حتى أقاموا عليه الحجّة، ليكون للثورة
مبرراتها في قلوب الأبطال صانعي النهار، ولكن هناك البعض من اُستجر للثورة استجراراً
فصار أباها وأُمّها، وراح يُفصل المقاسات، وهو ليس من المؤمنين بها أصلاً، فلا يُكلف
نفسه عناء التعب، أوالبحث عن حلول، او الإنخراط في أي تشكيل ميداني فاعل، سوى الظهور
الإعلامي على أنه قد اصبح قائداً وعلينا أن نُخلي الساحة له، وآخرون منخرطون باجتماعات
مكوكية لايرون إلا أنفسهم فيها، وأخرون يُقيمون التشكيلات الشللية الجانبية، ويدعي
أن المدد سيتنزل من عنده، ولا أحد غيره أباً للثورة، ربما خانته شيخوخته، وأخذته العزّة
بالإثم، وغيرهم يدعي المعارضة وهو ليس أكثر من صورة قاتمة تمثل النظام، صار وطنياً
فجأة، بعدما باع البلد سابقاً في سوق النخاسة، واليوم هو يُحاول العرقلة لمطامح الشعب
تحت بنود لاتنطلي على أحد، ووفق هذا التشتت جاءت الدعوة الى توحيد المعارضة من قبل
الجامعة العربية، التي ساهمت من قبل في تفتيت المعارضة تحت شعار التوحيد، واليوم تأتي
الدعوة تحت اطار " للحوار مع النظام " الذي لم يلتزم بأي بند من بنود قرارات
الجامعة العربية ومجلس الأمن تحت مُسمى مبادرة عنان، بينما كان على الجامعة العربية
أن تدعوا مجلس الأمن وتُشدد في دعوتها على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، لاتخاذ قرارات
قوية بقصد حماية الشعب السوري، والعمل الحثيث لإسقاط نظام الإجرام الأسدي اللعين، وتحميل
المجتمع الدولي مسؤولية استمرار سفك الدماء، قبل دعوة المعارضة التي لاتنتهي خلافاتها
ولا إشكالاتها، ولاتعقيداتها، إلا بعد إجراء انتخابات حرّة ونزيهة يقول الشعب رأيه
فيها بتمثيل حقيقي وليس جزافاً ممن يدعون التمثيل، ولايعرف عنهم الشعب شيئاً، لتكون
دعوة الجامعة العربية للمعارضة، كمن يُريد ان يدور في الدائرة المفرغة عن عمد، ويُلقي
بالشماعة على القشّة التي لاتُنقذ غريقاً، ولا تُفلح في عمل شيء، ونحن في الوقت ذاته
لانعول على المعارضة كثيراً، لأن من تصدرها على الغالب ليس كفؤاً لمخاطبة الآخرين باحتياجات
الثورة، واللغة الثورية المطلوبة، أو بمعنى آخر إيصال صوت الشعب لمن بلزم، بنفس الحرارة
والألم ومستوى الدماء والتضحية والمعاناة ونكبة البلد بمثل هكذا عصابة أسدية
فالمجلس الوطني العتيد الذي لازال يُراوح مكانه
في خطته بإعادة الهيكلة، وقد أخذ على عاتقه أنه لم يُدعى كمجلس بل كأفراد، وإذا كان
هو عاجزاً عن الإستنهاض بنفسه فكيف بإمكانه من أخذ المبادرة، وكأنّ المشكلة اليوم في
التمثيل، وليس الوصول الى صيغ تُرضي شعبنا العظيم، بينما أطراف أخرى بالمعارضة ممن
عملت على الثورة لم تُدعى ولم تُستشار، وفرقة أُخرى قالت أنها تنتمي الى المعارضة وهي
تسير وفق أجندة النظام، وتتماشا مع خطط داعمي النظام العصاباتي البغيض كالروس والصين
اللتان أمنّتا لأمثال هؤلاء الحضور والتمثيل إن ساروا وفق أجنتدتهما، وأقصد هنا ببعض
أعضاء هيئة التنسيق، التي يتزعمها الزنيم المتملق، الوصولي التفعي هيثم منّاع، هذا
الهيثم الذي سيُحاسبه الشعب يوماً على كل ماقترفته يداه الآثنتان، وكل من على شاكلته
إن لم يعودوا لرشدهم، فألاعيبهم لاتنطلي على أحد، وكل القصّة أنهم على استعداد للتضحية
بالشعب ومصالحه مقابل مصالحهم الخاصة، فهذه هي تركيبة المعارضة باختصار، بينما الذي
يصنع الحدث، ومصمم على دحر الطغيان، هو سواعد شعبنا العظيم بكل مكوناته للخلاص من هذا
الكابوس الأسدي اللعين، الذين فجروا الثورة، وصنعوا المجد، وهم غير عابئين بمن حولهم
ولا بالمعارضة، أو بمن صارت معارضة وهذا ما أقصده، لأن الشعب مع المعارضة الحقيقية
ملتحم، والشعب يعرف من يُضحي، ومن يتجول بين الفنادق لا الخنادق
لنتسائل إذا عن العمل المطلوب القيام به ؟
فأقول : بأنه ليس أمامنا إلا وضع المُسميات بأسمائها، وأن نُحدد أهدافنا ونجتمع عليها،
وأقترح بعمل ورقة تُلبي مطالب الشعب السوري، ونتنادى للتوقيع عليها، لتكون وثيقة لالبس
فيها، تقدم لمجلس الأمن والجامعة العربية بأسمائنا وصفاتنا، بان هذا ما اتفقنا عليه،
ومن يرفض التوقيع يتحمل المسؤولية كاملة امام الله والوطن والشعب، وربما أقوم على صياغة
هذه الورقة وعرضها للمناقشة والتصحيح، ثُمّ علينا ان نُحدد أعدائنا وأصدقائنا وحلفائنا
ومناصرينا بعد سنة وشهرين من عمر الثورة المجيدة، وعلى ضوء ذلك، نُشير بالأسماء لتلك
الدول لنجعلها جانباً من صراعنا، ونتخذها عدواً حقيقياً كما هي اسرائيل، لأنه لم يعد
هناك اللون الرمادي، فإما الأبيض أو الأسود، ونحن نستطيع أن نتكلم سياسة ولكن في زمن
ليست فيه الدماء تجري براكين وأنهاراً، فالروس والصين وإيران ومن والاها هم من ضمن
الأعداء الحقيقيين للشعب السوري، وليس علينا الإنتظار ليُغيروا مواقفهم، بل علينا أن
نستعد لشن الهجوم الإعلامي والسياسي الأعنف عليهم دون هوادة، ونستدعي كل المفردات الثورية
والإسلامية والعروبية لاستنهاض الهمم، ليكون هؤلاء بمرمى سهام الشعوب قاطبة، لا أن
ندع لهم الفرصة في التلذذ بقتال ومحاربة الشعب السوري، هذا الشعب الذي يُدافع عن حياض
الأمّة العربية والإسلامية في حاضرها ومستقبلها، وفي عملية إيقاف الأطماع الفارسية
والستالينية الكريهة
لأوجه التحية لأهل حلب الأبطال الطلبة منهم
على الخصوص في جمعتهم الميمونة، والحقيقة أن الجامعة تعني المثقفين والنخبة، وتعني
الوعي والمسؤولية، وتعني أنّ هذا النظام ليس معه إلا السقطة والسفلة من أبناء الوطن،
ممن باعوا ضمائرهم للرجس الأسدي البغيض بما يُطلق عليهم الشبيحة، وحلب وإن كانت مشاركتها
في السابق ليس كبقية المحافظات المشتعلة، لكنها مُصممة على التخلص من النظام، وكانت
الحاضن للمدد اللوجستي، وإيواء المنكوبين، وتقديم كل سُبل الدعم بما أمكن، وهي اليوم
تقول كلمتها عبر 55 نقطة وثمانين مظاهرة، وأهم تلك التظاهرات في حي صلاح الدين عشرة
ألالاف متظاهر تحت وقع اطلاق الرصاص والقتل، ومثلها في الشعار والسكري وسيف الدولة
وغيرهم، وفي الأيام القادمة ستكون كلمتها الفصل، لتعلن بإذن الله نهاية بقاء عصابات
آل الأسد فيها من هذه المدينة العريقة، وبالتالي من كل سورية بإذن الله، لنتسائل على
عمل المراقبين الدوليين، واي مهمة يقومون بها لحماية المتظاهرين الآمنين، فقط المحاولة
لخلق طرف ثالث ويقصدون به تنظيم القاعدة للفت الأنظار عما يجري من قصف ومذابح على يد
عصابات آل الأسد، ووهذا العنصر الثالث إن وجد فهو يعني انه النظام نفسه المتمرس في
الإجرام والتفجيرات، وخلق العصابات كما فعل في لبنان، الذي حوله الى بؤرة تفجير ونار
وجحيم، وهو اليوم يلعب نفس اللعبة القاتلة، ولكن على الأرض السورية، لنأسف لتصريح بان
كي مون الذي يعتقد وجود طرف ثالث بدون دليل، إذ ان المراقبين الدوليين ممنوعين من التحرك
الحر الى يومنا هذا، فكيف لهم ان يستكشففوا وجود طرف ثالث، لتتعاظم الدعوات الى الإستنجاد
بالعزوة الوثقى من أهلنا العرب والمسلمين لإعلان الإستنفار العام في نصرة الشعب السوري،
والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com، كاتب وباحث معارض سوري،
نائب رئيس الهيئة الإستشارية لتنسيقية الثورة السورية في مصر
مؤقتاً هاتف في اليمن 00967715040030 أو 00967777776420
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق