شل اللسان، وتبعثرت اللغات،
وصمتت الاقلام، أمام هذه المجزرة، فمعذرة إن تعثر القلم أو ارتبكت الجمل، فليس
المجال مجال تنميق الكلام بل المجال مجال العمل .. مجال الحسم فيا دمشق إن موعدنا
لقريب، وقريب جدا ..
لقد حدثت المجزرة
وليست هي أول المجازر، وليست دماؤها اول الدماء، وليست جرحاها اول الجرحى، ولكنها
شاهدة على دفن كل مبادرات العالم في ايجاد حلول او انصاف حلول لهذه الثورة العظيمة
..
حدثت المجزرة لتكشف
الدجل والمهاترات السياسية والنفاق والكذب لدى دول العالم لأن الضحية طفل مسلم سني
... والضحية امرأة في ريعان الشباب مسلمة
سنية ..
حدثت المجزرة تحت سمع
ومشاهدة كل الاطراف الدولية والإقليمية والعربية التي تهرول لإيجاد مخرج للطاغية،
ولا تهرول لإنقاذ طفل برئ يمارس حريته في اللعب بالشارع، او اسرة يلفها بيتها فإذا
البيت يقع عليها لأنها تقول الله ربي، ومحمد نبي، والإسلام ديني، والقاتل بشار
عدوي .
حدثت المجزرة وصمت
العالم، ولم يتكلم الشيطان الاكبر بان كي مون الذي يروج بكل وقاحة عن طرف ثالث،
فهل القاعدة يا بان كي مون هي التي ارتكبت المجزرة ؟ ما بال لسانك صامت، أأصابه
الخرس أم أكله النظام ؟
حدثت المجزرة وشلت
أرجل المراقبين فأين هم ؟ وماذا يراقبون ؟ يراقبون وقوع المجازر، وذبح الاطفال بالسكاكين،
وبقر النساء وطعنهن وذبحهن .
حدثت المجزرة فعكست
الخلفية الهمجية للنظام السوري وشبيحته ومن ورائهم حسن اللات وزمرته الفاشية،
وأظهرت للعالم تخبط النظام الفاشي وضعفه رغم الدعم اللامحدود من القوى الدولية بلا
استثناء .
حدثت المجزرة لتكون
صرخة مدوية في كيفية صناعة المستقبل للثورة السورية، {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى
الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى}(
البقرة : 178)
وقال تعالى:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 179)
فليس هناك انتقام،
وقتل عشوائي، وليس إرواء الحقد والكراهية وإنما من أجل الحياة، والحياة بكرامة ..
وعزة .. فالذين ارتكبوا هذه المجزرة لا بد لهم من قصاص عاجل، وعاجل جدا، وعلى
الجيش الحر أن يعلنها مدوية على المدن والقرى تسليم الوحوش الشيطانية وإلا اعتبرت
المدينة أو القرية بأكملها مشاركة في المجزرة .. وعليها تحمل تبعات ذلك ..
حدثت المجزرة فيا حولة
انطقي لن تكون هناك أنصاف حلول، ولن تكون هناك أي هدنة مع النظام .. رغم انف الغرب
والشرق .. وعلى العلماء الذين هم قادة الامة رفع اللواء لتسير الشعوب من ورائهم ..
فكفى ضحكا، وكفى مسرحيات هزلية، فالشعب السوري شعب واعي وفاهم بحقيقة المعركة التي
يقودها النظام ومن خلفه العالم كله .
حدثت المجزرة وسوف
نسمع شجب وتنديد من هنا وهناك، وجلسات لمجلس الامن والأمم المتحدة ليعطوا للشعب
السوري مشطا يمشط به شعره المنكوش من أثر المجزرة، فالشعب السوري لم يعد يسمع
الكلمات الرنانة والطنانة من هنا وهناك ثم مكانك سر .. " أسمع جعجعة ولا أرى
طحنا "
حدثت المجزرة وانتقلت
الى قعر جهنم مبادرة عنان، فالنظام لا يفهم سوى لغة القوة، والجيش الحر جدير بهذه
اللغة، وجدير بالثأر بالقصاص العادل للشهداء والجرحى ..
حدثت المجزرة ولتذهب
اسرائيل ومصالح الغرب الى جهنم وبئس المصير، فكما هم يحافظون على مصالحهم والشيطان
معهم، لنا مصالح نحافظ عليها والله معنا،
فلا للتقاعس بعد اليوم وعلى المجلس الوطني أن يأخذ بزمام المبادرات فيسير العالم
خلفه، ولا يسير خلف العالم، مثل ثورة شعبه العظيم التي تقود العالم ولا تنقاد .
حدثت المجزرة والشعب
السوري صامد في وجه النظام الوحشي، والإيراني واللاتي والغربي، صامد ومدرك لمكانة
المكان والزمان .. صامد يحفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفظ الله
لبلاد الشام وتكفله سبحانه وتعالى بها .. صامد يعيش ويموت بجوار الصحابة رضوان
الله عليهم الذين اختاروا بلاد الشام موطنا لهم ..
حدثت المجزرة وهيهات
هيهات ان تتحقق دولة المسخ العلوية التي تحاول انشائها امريكا واوربا وروسيا
والصين واسرائيل .. فكل قطرة دم ستكون نارا على المجتمع الدولي ..
حدثت المجزرة وعلى
حراس المسؤولين القابعين في بروج مشيدة، ان يتحرروا ..
وعلى كل موظف ـ الحارس
والطباخ والمرافق وغيرهم ـ لدى المسئولين
القاتلين ان يتحركوا فيتحرروا.. وان يستثمروا وجودهم ومكانهم للقضاء على المسئولين
فلا يعرفون طعم الراحة، أو النوم أو الاكل أو الملبس أو الركوب .. فأنتم جنود
الثورة الاخفياء .. فيا أيها المسئول القاتل السفاك أين المفر ؟ والى متى ستفر ؟
فالموت حولك وهو قادم اليك لا محالة لتموت أسوء موته .. لتحتفل مع ابليس وشبيحتك
في لظى او جهنم او الهاوية ..
حدثت المجزرة ودقت
ساعة الحسم، فلا يهم الثورة اجتماعات مجلس الامن او الجامعة العربية، فالثورة
موجودة في كل شبر من أرض سوريا الحبيبة .. وها هي الدبابات تجول في شوارع حلب ..
والحراك الثوري ولله الحمد في تصاعد ..
والجيش الحر يسير تحت
راية الله اكبر، رضي من رضي وغضب من غضب
حدثت المجزرة والطريق واضح للثوار، طريق
الحرية والكرامة والعزة والنصر والشهادة، كما هو طريق واضح للنظام الفاشي، طريق
العبودية والهوان والذل والهزيمة والخسران، والحرب ضد الشعب الاعزل لم تنته، والشعب يتوقع
المزيد من المجازر، ولكنه مؤمن بالله الكبير
.. مؤمن بالنصر والتمكين بعد الابتلاء والتمحيص .. مؤمن بأن الطغيان الى
زوال وفناء والى مزبلة التاريخ مهما طالت أعمارهم .. ومؤمن بأن النصر مع الصبر،
وان مع العسر يسرا ..
حدثت المجزرة والحولة
قالت كلمتها :
لا، لن تخضع الثورة
السورية لانصاف الحلول ..
لا، لن ستخلى الثوار
عن حياتهم وعن واجبهم بهذه السهولة ..
لا، لأي مبادرات او
مهل للنظام ـ وكل من يعطي النظام مهلة فهو شريك مثله تماما ..
لا، لن تقف الثوار
مكتوفي الايدي امام اي قوة تحاول ان تطعنهم من الخلف ..
لا، لن يلقي الجيش
الحر اسلحته، بل سوف يطورها، ويطورها، فمعركتها الحقيقية ليست مع النظام فقط بل مع
العالم الذي يحمي النظام الفاشي الهتلري من اجل عيون المسخ المحتل لفلسطين ...
لا . للوراء امضوا
ايها الثوار في واجبكم المقدس تطهرون سوريا من قراصنة النظام وشبيحته والله معكم..
{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء
عند ربهم يرزقون } (آل عمران : 169)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق