تذكرني هذه الأيام بالأيام الأخيرة لسقوط القذافي ونظامه وانتصار الثورة الليبية , بما يجري على الأرض السورية , فقد كان الثوار الليبيون يتقدمون ودلائل النصر كلها أصبحت واضحة لكل المتابعين للثورة الليبية , وكانت تجري في السر والعلن المباحثات السياسية والمبادرات الدولية لحل الموضوع عن طريق السلم .
زيارة عنان لدمشق هذا اليوم
لاأعتقد لها علاقة ارتباط بخيط واحد لصالح الشعب السوري , وإنما هي محاولات اللحظة
الأخيرة لانقاذ مايمكن انقاذه لخادمهم المطيع بثار وزمرته , كرد على المعروف
المقدم من قبل هذا النظام المجرم لاسرائيل واعوانها .
وهنا على ثوارنا الأبطال أن يأخذوا
بالحسبان أمرين مهمين جداً وهما :
1- أن الحالة النفسية والمعنوية لأعداء الثورة قد أصبحت في
الحضيض , بسبب ضربات الثوار النوعية والكمية وأوصلوهم لحالة الانهيار والسقوط
الشامل كحال كل الأنظمة الشمولية يكون سقوطها مفاجيء , وإن مكن الله أبطال حمص هذه
الليلة من تحرير حمص من هؤلاء الخنازير , وعلى الأخص بابا عمرو , سيكون وقعها
عليهم كالصاعقة تهبط من السماء لاتبقي ولا تذر منهم أحداً , وهنا على كل المقاتلين
في سوريا من الثوار الأبطال أن يضربوا ويتحركوا في كل مكان , لاشعال سورية كلها
عليهم , فاضرب الحديد وهو حام , وهذا وقت الضرب المميت لهذه العصابات المجرمة.
2- يدور في الأفق حل سياسي , وقد يسبقه موافقة السلطة
وتنفيذ كامل لبنود الخطة الدولية ومنها وقف اطلاق النار الشامل , وهنا أمام الثورة
طريقين لاثالث لهما :
الأول : الموافقة على وقف اطلاق النار والهدنة , فإن حصل ذلك
فاعلم أخي الثائر أن الثورة قد انتهت وسرقت منك قبل أن تنتصر .
الثاني :
تحتاج أخي الثائر للمراوغة وأن تمكر فيهم كما مكروا من قبل , ومكرك أنت خير ومكرهم شر , ماعليك إلا أن تترك
الأمر غير واضح , أو أن تترك القول للبعض في الموافقة , ولكن هجومك يجب أن لايتوقف
على الاطلاق , وحول اتهامك دائماً لهم , بأنهم من يقومون بخرق الهدنة , وإن اتخذت
هذا الطريق , فإن كل المؤامرات التي تحاك للثورة ستسقط تحت قدميك أخي الثائر ,
والنصر قاب قوسين أو أدنى منك , بمشيئة الله تعالى شرط أن لا تتوقف , حتى تسقط
هؤلاء المجرمين .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق