منذ اندلاع الثورة عمد رئيس الحرس الجمهوري ماهر الأسد بإعداد مجموعات مسلحة في المناطق التابعة لنفوذه، انتشرت في أماكن الإحتجاجات، وأطلقت النار على قوات الأمن والجيش، كما قامت بعمليات اغتيال ، لإيهام الرأي العام بوجود عصابات مسلحة.
وهذه الاغتيالات في البداية كانت موجهة للناشطين و عناصر قوات
الأمن الذين يرفضون تنفيذ أوامر إطلاق النار.
بعد ذلك تطور الاجرام لدى كتائب الأسد واصبح سياسة لردع
الجمهور الثائر في المناطق التي رفضت الخضوع ، ( درعا – حمص – حماة – ادلب – دوما
)، وأخذت الاغتيالات صفة جرائم شنيعة ، القصد منها تخويف الناس و احداث ما يسمى بصدمة
الرعب عند الناس؛ من المصير الغريب الذي آل إليه بعض عامة الناس من المتظاهرين
وحتى غير المتظاهرين ، كما شاهدناه في حمزة الخطيب ، و زينب الحصني وغيرها كثير .
وبعد تطور الثورة وتصاعد عملية انشقاقات عناصر الجيش والأمن
عن كتائب الأسد، وتأسيس الجيش السوري الحر؛ بدأت عمليات استهداف متبادلة ، لكن
التأثير الأكبر كان لصالح كتائب الأسد ، كونهم الجهة الأقوى والأكثر تحكما على
الأرض ، مستغلين تأخر الشعب في اتخاذ قرار التسلح .
في الأشهر الأخيرة إشتد ساعد الجيس السوري الحر؛ وبدأ
بتشكيل كتائب المهام الخاصة، وأخذ على عاتقه تنفيذ عمليات خاصة و نوعية على أعلى
مستوى، وهنا بدأت كفة الرعب تميل لصالح هذه الكتائب، وكانت نتيجة ذلك العملية الأمنية
التي نفذت بما يسمى خلية إدارة الأزمة، والتي كانت محصلة تتبع و مراقبة و جمع معلومات
دام شهرين حيث تم استهداف ثمانية من أعلى كوادر الاجرام الأسدي (حسن تركماني - هشام
بختيار - آصف شوكت - داوود راجحة - محمد سعيد بخيتان - محمد الشعار – علي مملوك – صلاح
النعيمي )، من خلال انتهاج خطة شاملة على عدة مراحل تشمل العاصمة دمشق تبدأ بتصفية رؤوس النظام المذكورين
و تنتهي بإسقاط النظام بإذن الله .
و تعتبر هذه العملية بمثابة البدء بتنفيذ المرحلة الأولى
لما تتسم به من صعوبة و تعقيد أمني ، وبغض النظر الى النتائج المباشرة لها ، سواء مات
من الخلية أحد أو بقي حيا ، فإن هذه العملية تعتبر مزلزلة لقيادات كتائب الأسد.
وسوف تترافق هذه العمليات بعمليات مقابلة من كتائب الأسد ،
و ما عملية اغتيال نائب رئيس المجلس
العسكري في دمشق وريفها العقيد بسام
السنبكي و خطف جثمانه إلا واحدة منها.
ان سياسة الاغتيالات والاغتيالات المضادة سوف تستمر طالما
أن المجتمع الدولي لم يتخذ قراره بحسم المسألة السورية عسكريا أو سياسيا ، و لأن
من مصلحته الابقاء على الواقع السوري المترنح مابين الفريقين بهدف اضعاف مقومات
الدولة السورية ، و فرض حل هش في نهاية المطاف على الجميع ، بغية ابعاد خطر الثورة
عن التاثير الخارجي، وخاصة اسرائيل.
لكنهم لم يدركوا أن الثورة التي تخرج من رحم المعانات تكون
اقوى ، وأن ارادة الله في تمحيص المؤمنين تليها مباشرة ، ارادة النصر ومحق
الكافرين . وأن الغاية من تأخير النصر هي ترسيخ الايمان في نفوس الشعب السوري
الثائر بعد مسهم بالقرح ، واتخاذ الشهداء.
]وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين
وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين[ . (آل عمران:141)
و بالتالي فإن ارادة النصر ، وعزيمة
الثوار في الاستمرار بسياسة الاغتيالات سوف تقترب من راس العصابة ، بعد إكتساب
الخبرة والدراية والاحترافية ؛ و ستجعل العصابة بأكملها تتزعزع، و تنشغل بالقادم من
الثوار ، وهذه هي الخطوة الأهم؛ لترك العصابة تلعق جراحها.
لذلك على الشعب السوري الاستمرار
في الاغتيالات
بكل ما فيها من أثمان باهظة،وهذا ليس مبدأ ولكن رد على سياسة انتهجها أزلام النظام
مع المؤيدين قبل المعارضين ، وإن لم يتخلص الشعب من هذه الحثالة فلن يستطيع تحقيق
أي انجاز على الأرض ، أيضا انتظار ما تجود به الأمم المتحدة ومجلس الأمن من قرارات
ومبادرات لا طعم ولا رائحة فيها ، لن يوصل الثوار إلى ما يصبون إليه ، وبالتالي
يجب عليهم الأخذ بزمام المبادرة واقتلاع الاشواك بأيديهم ، فبيدنا لا بيد عمر .
الدكتور
حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق