الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-10

بروتوكول مراقبة الموت (2) - بقلم: د. حسان الحموي


يقال أنه بعد أن فشلت مهمة الدابي في مراقبة الموت في سورية، اجتمع مجلس الأمن وتشاوروا مع بعضهم البعض وقررا أن يرسلوا شخصا ليطلق لبشار من جديد العنان
فخرج عنان من مجلس الأمن ومعه دابي جديد يحمل عليه تقاريره وهو يردد ما حجبه الله عن هذا البلد كان اعظم!!.
*~*~*~*~*~*~*~*
وبينما هما يسيران في طريقهما إلى سوريا ؛ قُصِفَت حمص ، فقال  الدابي لعنان ألم تسمع بقصف حمص؟ ، فرد عليه عنان قائلا: ما حجبه الله عن هذا البلد كان اعظم!!
*~*~*~*~*~*~*~*
وكتب تقريره و وضعه على ظهر الدابي، وتابعا مسيرهما، وبعد قليل قصفت ادلب ونكل بأهلها ، فما عاد السوريون في ادلب يستطيعون العيش من شدة القتل ، وهاجر كل أهلها ، فسأل الدابي عنان ألم ترى ما فُعِلَ بإدلب؟ ، فقال عنان: ما حجبه الله عن هذا البلد كان اعظم!!..


وتابع عنان كتابة تقريره ووضعه على ظهر الدابي، وكان تقرير عنان كبيرا وثقيلا ، فاصبح الدابي يسير منهكا من ثقل التقرير، وانطلقا يكملان مسيرهما نحو سوريا، وفي الطريق قصفت ريف حماه  وريف حلب ، وذبح أهلها وهجروا في البراري، فتألم عليهم الدابي وكان قلبه رقيقا، وقال لعنان: ألم تعلم ما حصل بريف حماة وحلب؟، فأطرق عنان رأسه برهة وأجاب: ما حجبه الله عن هذه البلد كان أعظم!!
*~*~*~*~*~*~*~*
وهنا غضب الدابي وقال لعنان: أهناك ما هو أعظم مما أصاب سوريا وأهلها؟؟.
*~*~*~*~*~*~*~*
فتوقف عنان مصدوما و لم يرد ، وعندما شفي من صدمته، أكملا سيرهما ووصلا إلى سوريا، فإذا بها قد أزيلت عن الخارطة ، ولم يتبقى منها سوى الأطلال ، فقد جاءها بشار  و أبادها بمن فيها.
*~*~*~*~*~*~*~*
فنظر عنان للدابي وقال له: انظر يا دابي، لو لم تصبنا الصدمة ونتأخر عن سوريا ، لوجدت أوربا قد مسحت عن الخريطة.
 و لكان وليد المعلم نفذ تهديده وأصابنا بما هو أعظم، وكنا مع الهالكين من السوريين..
*~*~*~*~*~*~*~*
*~*~*~*~*~*~*~*
عندها سأل الدابي عنان قائلا: وما العمل الآن!.
فقال عنان عد بنا يا دابي الى مجلس الأمن ، كي نستطيع إصدار قرار قبل أن تنتقل اليهم عدوى الصدمة ...
لأنهم إن صدموا فربما ؛ عندما يستفيقون من صدمتهم؛ لن يجدوا أحدا على هذه الأرض ، فبشار قرر القضاء على العصابات المسلحة قبل أن ينقرض كما انقرض سابقيه!! .
لذلك فأنا لا استطيع دعم حرية الشعب السوري ! ....
لأنني أعيش في زمن سيئ تتحكم فيه المصالح الفاسدة بمقدرات الشعوب ،
وتسود قوى الشر في هذا العالم.
عد بنا يا دابي إلى الأمم المتحدة لنعلن للعالم أنه قد فات الأوان ولم يعد بالإمكان فعل شيء لمراقبة الموت في سورية لأنه لم يبق شعب.
عندها أدرك الدابي أن عنان رجع إلى رشده ، فقال حسبنا الله ولا حول ولا قوة الا به...الحمد لله على ما قضى لنا به.
الدكتور حسان الحموي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق