بسم الله الرحمن الرحيم
سمعنا منذ ان وعينا وحفظنا منذ أن سمعنا.. الحديث الشريف
الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم تداعي الامم على المسلمين وذكر أن الأمم ستتداعى
علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها وعندما سُئل من صحابته الكرام :أو قلة نحن
يومئذ يا رسول الله قال لا كثير..كثير ولكن غثاء..غثاء كغثاء السيل أو كما قال
عليه الصلاة والسلام .
نعم سمعنا ووعينا وحفظنا ولكننا لم نتخيل أننا سنعيش هذا
اليوم ونراه انطباقا كاملا ولم نرجّح أنه سيكون فينا وأننا سنفهمه بدمائنا
وأعراضنا وفلذات أكبادنا.
كل الأمم علمت حجم الجريمة ونوعها ورغم البشاعة غير
المسبوقة على الاطلاق اكتفت أحسن المواقف بالشجب والاستنكار ووصل أسوؤها إلى
الرغبة في إبادة نصف الشعب السوري للإبقاء على بشار السفاح .
وعندما ادعت كثير من الأمم والهيئات صداقتها ومناصرتها
للشعب السوري المنتفض وعقدت مؤتمرين صفرين وصل مستوى الجريمة الأسدية الى مستوى
إزالة مدن وأحياء بأكملها .
وكلهم أجمعوا أن لا يمدوا المنتفضين بالسلاح وأن لا
يتدخلوا بأي تدخل عسكري أو حتى لوجستي بل عبروا عن قلقهم لدخول قطع سلاح مفردة
قليلة عبر جهود فردية شحيحة.
كل الأمم تعلم
أن لا حل ولا رادع لجرائم بشار المستمرة إلا بالقوة ومع ذلك يمهلون ويصيغون ويرسلون
ويصرحون ...جهود فارغة تستهلك الوقت وتعطي
الفرصة تلو الفرصة ليتم السفاح جريمته.
..على هذه الثورة اجتمعوا وعلى ثوارنا تآمروا ليبقى لهم
بعض السياسيين الانتهازيين المهيئين دائما لعقد الصفقات والتسويات .
لقد جعل بشار سورية قصعة ودعى اليها كل الأكلة الطامعين
فتداعوا جميعا اليها يسيل لعابهم وتقطر سمومهم.
..لقد عقد الصفقات من تحت الطاولة وباع للطامعين قواعد
عسكرية واقتصادية وباع ثروات طبيعية سورية وأعطى استثمارات مغرية ووافق من جديد
على مدافن للنفايات النووية وكثير كثير مما لا يخطر على بال الشياطين.
والخائن يقترض وبفوائد غير مسبوقة و يعرض الأصول البنكية
الاحتياطية ليحصل على المزيد والمزيد من القروض ليمول شبيحته وحربه القذرة ضد
الشعب والوطن ...لقد باع الخائن سيادة الوطن وأنجز اتفاقات سرية ستُعلم وتُفضح
مهما طال الوقت وسيعلم السوريون أي نظام كانوا عنه يسكتون .
....ويبقى سؤال لدى الكثيرين :
بعد أن اتضح التداعي الدولي الجماعي ..هل سيستمر الثوار
في ثورتهم ؟ وهل بقي أمل للثورة أن تنتصر ؟
وإليكم الجواب حاسما جازما مرتكزا على علم ويقين :
ستنتصر باذن الله هذه الثورة بلا أدنى ريب أو شك ولا
وجود لنسبة مئوية ضئيلة في رقم عشري ضئيل أن تهزم هذه الثورة وليحسب الحاسبون
حسابهم وليقيسوا مقدار صمودهذه الثورة الجبارة لأكثر من عام ولتكن وحدة قياسهم
ألتار الدم الذي أريق وعدد الذين أقسموا أن يخلصوا لحرمة هذا الدم .
ويجب أن تنتصر باذن الله هذه الثورة نصرا كاملا مؤزرا
ليكون من بعد ذلك فتح عظيم تنتقل فيه سورية بسرعة الى الاصلاح و الحضارة والرقي.
وسيكون للسوريين الثائرين الفخر العظيم أن أزالوا
السرطان والعفن بأيديهم بكل تصميم وعناد و من غير استجداء أو عون الا من مولاهم
الجليل عز شأنه .
وستكون آية من الله عظمى أن ينصر المستضعفين الذين تداعت
عليهم الأمم فقالوا مالنا غيرك يا الله .
ثورة يقيننا بانتصارها من يقيننا بربنا ثورة ليس كمثلها
ثورة منذ قرون سلام ألف سلام على ثوارها و شهدائها ....والله أكبر.
د.أسامة الملوحي 5-4-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق