الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-15

مبادرة هزيلة لكنها أول الغيث .... بقلم: محمد صالح عويد


مبادرة عنان على رغم هزالتها وضحالة ما تقدمه للسوريين المحاصرين بين مطرقة النظام وسندان الدعم العالمي له، والسكوت الفاضح على جرائمه..

ولكنها رغم ذلك تسحب من يد النظام ورقة هو يلوح بها ويهدد منذ ما قبل بدء الثورة المباركة ...لقد كان يبتز العالم وشعبه بورقة قذرة وهي الحرب الإقليمية التي يناصره عليها أطراف موتورة وغادرة للقيم الإنسانية فقط لأجل برنامجها النووي مرة ولسيطرتها على المنطقة وابتلاعها لتحقيق حلم فارسي بائس ،مفلس ،خارج عن سياق منطق التاريخ، مرات ...


أعلنت القوى الكبرى الموغلة بعهر المصالح والمخططات الوخيمة النتائج ، على المنطقة برمتها، أعلنت أنها ترفض الحرب الإقليمية لمعرفتها بنتائجها المدمرة على مصالحها هي وليس في حسابها المنطقة وأهلها ، وإلا كانوا تدخلوا من الضحية الألف ، أو العشرة آلاف ، التي سقطت في أرض سوريا ، ولكنها إدعاءات الإنسانية والديمقراطية التي تتبجح بها فقط للتسويق وخداع مغفلينا من الحالمين بفردوس الغرب الوهمي الذي ينضح وحشية وانتهازية وفجور وجحود للقيم، ولكن ذلك مغلف بقفاز حريري زاهي اللون وناعماً كديبلوماسيتهم....؟

أوجه النداء للفاعلين والمؤججين للثورة والمظاهرات في شوارع سورية وقراها بدون استثناء فهذا القرار مهماً جداً ويجب استثماره سريعاً من قبل قوى الثورة على الأرض. فهو :

يسحب الرهان على السلاح ويواري البندقية العمياء إلى مثواها الأخير, حيث من الواضح أن المجتمع الدولي يريد حلاً سلمياً ،لأنه يعلم جيداً ان نتائج تلك الحرب سيدخلهم كما سيدخلنا في نفق قذر ،فهم غارقون في أزمات ديمقراطيتهم واقتصادهم الذي يتأرجح كالبندول بين الانهيار ،والانكماش ،والبطالة ورغم تجاربهم التاريخية بأن الحروب تحل كل الأزمات ،وتصدرها ،ولكنهم يبدو أنهم تعقلوا وأعادوا حساباتهم بهدوء أكثر ، هل تعلمون لماذا ؟؟؟؟؟؟

السبب الوحيد أنهم صفعوا ، وانصدموا بإصرار شعبنا وبطولته الملحمية الفائقة لحدود تصورهم وأفقهم القاصر عن استيعاب هذه اليقظة فهم جربوا السلمية ومظاهرات اهلنا السلمية وتفوقهم على وحشية النظام بمواجهته بصدورهم العارية دون خوف من ارتياد الطريق الى جنان السماء الإلهي بابتسامات تخلب الألباب لبهائها ورضاها ،كما جربوا ثباتكم في ساحات الوغى ،ويعلمون انكم بصمودكم سوف تنتصرون رغم انف الطغاة لذلك من الأفضل لهم ان ينهوا الأزمة وهم قريبون منكم ، خيرا لهم من قطع شعرة معاوية مع شعبنا...؟؟؟
المبادرة تدين العنف المسلح من كل الأطراف, ويطالب بوقفه فوراً.

ومن ناحية أخرى القرار يعترف بحق التظاهر السلمي.
بين هذين الحدين تستعيد الثورة السورية المبادرة...وتكمل طريقها بسلمية نحو الأهداف المقررة.

لانهم علموا تماماً أن سلوككم مزيجا غريبا من الكبرياء ،والعذوبة والوداعة ،وكل شيء بكم يشير إلى كائنات تم اصطفائها وانتم أشبه بهؤلاء الذين يعبرون فيجذبون أعين الذين يرونهم ويملؤون ذاكرتهم ...!!!

كأن السماء منحتكم مزاجاً حيوياً شديداً لهؤلاء الذين تريد أن تأخذ منهم الأشياء الكبيرة،كما تمنح الحيوية الهائلة للأشجار التي قدر لها أن ترمز للخلود، والحداد ...والألم، والعطاء الأبدي بلا مقابل ....
محمد صالح عويد .......الرياض 14 - 4 - 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق