الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-12

الثورة السورية وخطة عنان – بقلم: د. عبد الغني حمدو


بعد ساعات قليلة يطل نهار جديد، ويعلن المجرمون من عصابات الحكم في سوريا وقفاً لإطلاق النار، ووقفاً لقصف المدن، والكل يعلم أن هذه العصابات كاذبة ولا تلتزم بعهد، ولا تتمتع بأدنى مستوى من المصداقية، فليس من المعقول أن يكون بشار صادقاً في وعده وهو الذي ورث الحكم عن أب عاش على الكذب وخرق العهود والمواثيق، وورث الحكم على نفس النمط ونفس اسلوب الحكم في الاجرام والتغذي على لحوم البشر من الشعب السوري وشرب الدماء. فآكل لحوم البشر لايمكن أن يكف عن غذائه الذي اعتاد عليه إلا بالموت.

فلو تطرقنا لوقف اطلاق النار المرتبط بنقاط عنان، وليس مشروع متكامل يسعى لحلحلة الازمة السورية، فعندما نعود بالذاكرة إلى جرائم الأب ووريثه، نجد أن جرائم الاثنين ضد الشعب السوري السني  لم تلق أي استنكار من قبل حكومات العالم أجمع،لافي الماضي ولا في الحاضر، حتى جرائم اسرائيل تجد لها مستنكر، وعندنا على العكس فالاستنكار يكون دائماً مغلفاً بالرياء والنفاق، والقول يتعارض مع الفعل، وأصبحت الحالة معكوسة تماماً، عند مقارنة محور الممانعة الكاذب في التصدي لاسرائيل، ولا يخرج ذلك عن الكلام والتهديد والوعيد والحقيقة هي : قول يصاحبه فعل عكس المعنى تماماً، كالشيطان الأكبر المتمثل بأمريكا من قبل اللفظ الايراني، ليكون الفعل في مقابل ذلك احتلال افغانستان والعراق وتسليمها لايران وكذلك سوريا ولبنان.

يمكننا القول الآن أن هذه الهدنة وإن صدق فيها الكاذب وهو كذوب حتماً، هو لاراحة ضمير العالم نوعاً ما، ووضع الجرائم السابقة والحالية طي النسيان لبعض الوقت، وتمييع المسئولية عن مرتكبيها لتضيع بين الاتهامات المتبادلة، حتى يلتقط المجرم أنفاسه ويعيد ترتيب قواته ليكون هناك في الأفق القريب هجوماً كاسحاً بعد أن يمتص جذوة الثورة المتقدة عند الشعب السوري الثائر.

قد تتشابه نقاط عنان، مع الهدنة التي منحت للعصابات الصهيونية في الثلاثينات من القرن الماضي عندما وجدت نفسها ضعيفة أمام ثوار الشعب الفلسطيني، وفرضت على الثوار الهدنة، وكان نتيجتها خرق الهدنة بعد أن أعادت العصابات الصهيونية ترتيب وتجميع قواتها، وتحولت الهزيمة المؤكدة لنصر تلك العصابات،لتكون سبباً مباشراً بعدها في ولادة الدولة الصهيونية.

يوجد وجهتان اثنتان لاثالث لهما :
الأولى: هو تنفيذ خطة عنان من قبل النظام المجرم، يعقبها مفاوضات وحوار بين النظام والمعارضة وتحت ظل نظام الحكم المجرم، بحيث تخرج عن ذلك حكومة ائتلافية ضعيفة هزيلة مسيطر عليها من قبل أجهزة النظام الحالية، شكلها يختلف عن المضمون وفعلها قاصر لن يرتق لظاهرها أبداً.

الثانية : عدم الالتزام بخطة عنان من قبل النظام المجرم واستمرار القتل والتدمير، وفي هذه الحالة قد تخرج مبادرات أخرى لإعطاء المزيد من المهل لعل المجرم يخمد الثورة.

والسؤال هنا:
هل وضع الثوار تصوراً كاملاً لمواجهة النظام الحاكم واسقاطه من خلال التصورات أعلاه ؟
فالثوة بدأت ضد نظام حكم طائفي مستبد، وتحولت بعدها لصراع بين الثوار ومجموعة من الدول ذات الطابع الطائفي والستراتيجي المتمثلة في ايران وأعوانها، وفي روسيا والصين.

وخلاصة الأمر أنه لايوجد أمام الثوار إلا اعتماد حرب العصابات، لقوة وكثرة العدو المضاد، وعن طريق هذه الحرب من الصعب اخماد الثورة، وبالتالي التهيؤ لها في حال إذا فشل اسقاط النظام عن طريق المظاهرات السلمية .
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق