الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-21

جاء المهاجرون فأين الأنصار - بقلم: د. منير الغضبان


بسم الله الرحمن الرحيم
أهلي بني بلدي . يا أبناء التل . يا أبناء سوريا الحبيبة
آن الآوان لتجاهدوا بأموالكم كما جاهدتم بأنفسكم في سبيل الله
((إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير ( 72 ) والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ( 73 ) والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم))

لقد سمعت الدنيا وشهدت لسوريا بأن صبرها وجهادها لمقاومة الطاغوت المتكبر المتجبر
لا مثيل له في هذا العصر . واستطاع أولئك المجاهدون بأرواحهم وأموالهم , إن كانوا يملكون
أموالاً – أن يفضحوا نظام الأسد وخيانة الأسد وظلم وتجبر الأسد , ووقف العالم كله معهم
قبل أن يطلقوا رصاصة واحدة . ووقفت ثلاث عشرة دولة معهم من مجلس الأمن إلا اثنتين
شبيهتا النظام بظلمه وطغيانه . وأنتم يا من جاهدتم بصدوركم وأيديكم وأظافركم وحناجركم.


وأشهدتم الدول في الأمم المتحدة , لتقف معكم ضد الجبان بشار الذي يستقوي بغيره وهو أجبن من أن يخرج من بيته لحظة واحدة
وإذا ما خلا الجبان بأرض --- طلب الطعن وحده والنزالا
وعندما قررتم أن تدافعوا عن أنفسكم وأعراضكم ومقدساتكم وكرامتكم . تخاذل العالم عنكم. 

ورضيتم أن تهدوا وطنكم , وتراب أرضكم . تراب الشام المقدس الطهور أحد عشر ألف شهيد وعشرات الآلاف من المعتقلين
دون أن تساوموا على كرامتكم ,وحريتكم , وعزتكم , وإبائكم مقسمين
الشعب السوري ما بينذل
ولن نركع إلا لله
وقلتم للعالم كله حين تخاذل عن نصرتكم أن لكم ناصراً حقيقياً غيرهم وأعلنتم
يا الله ما لنا غيرك يا الله
يا أبناء بلدي وأمتي – بقلم: د. منير الغضبان
هؤلاء ذوو الشهداء الثكالى والأرامل والأطفال وأباؤهم وأبنائهم أتوا إليكم . لاجئين مهاجرين

فأنتم إخوتهم وأهلهم وإخوانهم فإلى من يلجؤون؟
لقد قاتلوا عنكم وقدموا أبنائهم وشبابهم وأموالهم . ودمرت بيوتهم بصواريخ البطل أسد وزبانيته الذي حرر ثلاثة أرباع

 سوريا وخاض جيشه الباسل المعركة المصيرية مع الشعب دفاعا عن اسرائيل , وحماية لها , وكرامة عيون اسرائيل

لقد تكفل بقتل شباب الوطن الأبطال الثائرين . وبتصفيتهم بين معتقل وشهيد ومسحول ومقتول ومهجر . فكوفئ مكافأة الأبطال من العالم كله . بأن لايتم تسليح الجيش الحر المكلف بالدفاع عن شعبه وأمته ووطنه

هؤلاء إخوانكم يا أهلي , يا أبناء بلدي , يا أبناء سوريا الحبيبة . اختاروكم لتكونوا عونا لهم بعد الله

لقد حققوا مجتمع الصحابة الأول وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أفلا تمثلون أنتم مجتمع الأنصار الذي استقبلهم بقلوبه وعيونه وبيوته

ماذا أذكرلكم يا أهلي عن هذا المجتمع الأنصاري الرباني الذي زكاه الله تعالى بقوله
( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ( 9 ) )

لقد وجد مجتمع المهاجرين , وهانحن ندعوا أولوا النخوة والثروة والشهامة أن يكونوا مجتمع الأنصار
نعلم أن كثيرين من شعبنا العظيم الطيب فعلوا ذلك.يحبون من هاجر إليهم
لقد حل الأنصار المشكلة الكبرى عندهم وهي ( من يأخذ الأنصاري ليضيفه عنده ) وينزله في بيته؟

وحتى لا يتقاتلوا اتفقوا على القرعة . فمن ظهرت له القرعة فهوا الفائز , وهو الآخذ والمضيف لأخيه الأنصاري

لا نريد عطاء المتفضلين . نريد عطاء الراجين رحمة الله بهذا الإيواء وهذه النصرة
نريد عطاء الحب لاعطاء الحياء , نريد عطاء الإيثار لاعطاء الإكراه والإجبار
يا أهلي يا أحبتي وكل أخ وأخت في قطرنا السوري العظيم
أخ أو أخت أو أب أو بنت لنا فكلنا جسد واحد. اقتسموا اللقمة معاً والبيت معاً , والجهاد معاً
هيأ الله لكم أن تجاهدوا بأموالكم لتحقيق نجاتكم من النار
فالذين تخلوا عن الجهاد بالنفس والجهاد بالروح سقطوا في ميزان الله
( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ( 38 ) إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير ( 39 )

والذين تخلوا عن الجهاد بالمال سقطوا في ميزان الله كذلك
(هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ).

فالنجاة من السقوط وغضب الله جهاد بالنفس أو جهاد بالمال
ياأهلي يا قرة عيني , يا بني بلدتي ياأهل التل , يا أهل الشام يا أهل سورية الحبيبة
لا تصدقوا من قال لكم أنكم مؤمنون حقاً إذا اكتفيتم بالنطق بالشهادتين وبصلاة الفريضة والحج
وتركتم الزكاة والصدقة , والجهاد بالمال
صدَقوا ربكم حين عملكم فريقين
الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله
والذين آووا ونصروا
هؤلاء الفريقان هم المؤمنون حقاً . ووراء ذلك فلا إيمان حقيقي ولم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
لجيل الصحابة أن يكتفوا بالكلام المعسول . عن الأخوة والتعاون . إنما كان تنفيذا عملياً نبوياً
(تآخوا في الله أخوين أخوين)
يا أهلي يا من أفاخر بكم الدنيا بجهادكم بفعلكم الخير والمعروف يا من أفخر بالانتساب إليكم فإني أناديكم
وأستصرخكم أن تكونوا مع إخوانكم المهاجرين لكم أخوين أخوين . إن شئتم أن لا تسقطوا في الإمتحان
وإن شئتم أن تكونوا من المؤمنين حقا
وأنتم يا حرائر التل:
ألجأ إليكن بعد الله أن تكن الهداة والقدوات في العمل لهذه الثورة المباركة العظيمة وأنا أشهد تضحياتكن
ومنافستكن لأحرار التل فأنتن المحضن العظيم للتربية , ولداً وأخاً وطفلاً . وتعرفون أهل التل حين يريدون
أن يثنوا على عظيم أو شهم أو كريم ماذا يقولون له
يرحم البطن الذي حمله
أثبتوا للعالم أن حرائر التل محاضن التربية لأحرارها ومن أجلكن نخوض معركة الكرامة وأنتن بجوارنا
في المظاهرات وفي الهتافات وفي التخطيط لتحطيم الظلم والظلمات
واذكرن فخر العربي السوري حين يقدم على الموت . ماذا يقول
وأنا أخو فطمة وأنا أخو سعدة
لقد قالها قبلهم سيد الخلق فافتخر بكن في معركة حنين وصرح
أنا ابن الفواطم والعواتك
وجعلنا في مسافة واحدة من الموت والهجرة والجهاد فقال
النساء شقائق الرجال
رحم الله شهداءنا الأبرار وعافى جرحانا ودمر أعداءنا أعداء الوطن والأمة والإنسانية
والله أكبر والنصر للمؤمنين الصادقين
وحقق لنا الحلم
( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم )
( وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )
والحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق