الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-11

لا يقبِل يدي خائن – بقلم: د. محمد وليد حياني


استعصت مدينة على نابليون بونابرت، فلم يستطع دخولها إلا بواسطة جاسوس من تلك البلدة، وبينما كان يحتفل مزهوا بنصره في ساحة المدينة، اقترب منه ذلك الجاسوس ليقبل يده لعله يحظى بشيء منه كمنصب أو جاه، فعرفه نابليون مباشرة، فأخرج عدة أكياس من النقود ورماها له وقال له: لا يقبل يدي خائن…. خنت بلدك وستخونني في المستقبل ….انصرف!

ما أشبه اليوم بالبارحة لكن جزاء الخائن لأبناء جلدته اختلف في زمن الطاغية بشار وشبيحته، الذين لايرقبون إلاً ولا ذمة …دخل الجيش الأسدي البغيض أرضنا الحبيبة في شمالي حلب ودارت معارك طاحنة في عندان وحريتان وحيان وبيانون وديرالجمال وتل رفعت ومارع وحربل وارشاف وحوار النهر ودابق وغيرها من المدن والبلدات وقصف الطيران المروحي والحربي هاتيك المدن، ودخل شبيحة النطام وأزلامه الكثير من تلك البلدات، فانبرى العواينية والجواسيس يدلونهم على بيوت الأحرار الثوار، فما كان من أفراد الجيش والشبيحة إلا السلب والنهب ثم تهديم البيوت بالمتفجرات، ونال كلاب السلطة من أبناء البلد شيء حملوه معهم …..وعندما انتهت عمليات التمشيط والعسف والقتل والخراب استنقذ شبيحة النظام وأزلامه ماسرق الجواسيس وعلى أطراف المدن قاموا بقتلهم وحرق جثثهم، ولم ينالوا مانال جاسوس نابليون  …. اللهم لاشماتة … والله إن نابليون أكثر شرفا من بشار وزمرته …. فهل عرف الباقون إلى يومنا على عهدهم مع هذا النظام المارق الظالم الفاجر مصيرهم المحتوم على يد النظام نفسه ؟؟؟ …. وهل أدرك شذاذ الآفاق حجم الجرم الذي يرتكبون؟؟؟ وهل عرفوا خطر ومصير وفداحة عمل وجرم من يدل على عورات المؤمنين …لقد عجل الله عذابهم في الدنيا قبل الآخرة … وفي الآخرة سيكون العذاب أشد وأخزى … وياليت قومنا يعلمون.
د.محمد وليد حياني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق