الثورة بدأت تسير في الطريق الصحيح حين انتقل الناس من
مطالبة البشــر بالعون والنصرة إلى من يملك النصر سبحانه الله الواحد الماجد رب
البشر وهتفوا ( ما لنا غيرك يا الله ) صحح مسـار الثائرين .
فلو بدأت الثورة السـورية بهذا الإحساس الحقيقي والعظيم
وأيقنوا أن النصر من عند الله لتغيرت الأمور كثيرا ولكن بُعد الشـباب عن الدين
نتيجة ممارسـات بعض رجال الدين هي التي أبعدت هؤلاء الشـباب عن الطريق الصحيح حين
اتهموا بكثير من الاتهامات الفظيعة ببعدنا عنهم واليوم أدهشـونا بعكس ذلك وأثبتوا
بما قدموه على الأرض من تضحية تدل عن حس مسـئول حين عبروا عن وعيهم وشـجاعتهم وفعلوا
ما لم نسـتطيع نحن فعله بفهمنا الخاطئ للأمن والأمان وفقدان المحبة وتقلص الإحساس بالكرامة
والحب الذي يعتبر أرقى تعابير الإيمان في محبة للخالق لا خوفا من ناره ولا طمعا في
جنته وإنما لإدراك لعظمته حيث لا ترقى الكلمات عن وصف عظمته سبحانه وإنما للاعتراف
بربوبيته وعبوديتنا له لا إله إلا هو سـبحانه ولكي تنتظم الأمور بفهم العبادة من
حيث سـبب الخلق في عبادة الله وكيف نبرهن أننا عبيد لله وليس سواه نسـأل أنفسـنا
هل الله سـبحانه بحاجة إلى صلاتنا وصيامنا أو أي عبادة منا ؟ فالجواب لا فهو الغني
الحميد ولكن هذه الأعمال يوفيها لنا وهي البداية للاعتراف بربوبية الله وعبودية
المرء إلى الله هي العزة ومن اعتز بغير الله ذل ثم الانتقال للعبادة الحقيقية بفهم
ما كرمّنا الله به وجعلنا خليفته في الأرض لإقامة العدل وإخراج الناس من عبادة
الأوثان حجر كانوا أم بشـر إلى عبادة الله الواحد الأحد والعمل على تحرير الإنسـان
وتكريمه بعد أن كرمه الله بقوله سـبحانه ( وكرمنا بني آدم ).
فيأتي البعض وينتزعون هذا التكريم الممنوح من الله إلى
عباده البشر بصورة غير مباشـرة بإتباع طريق الشـيطان وما توسـوس به الأنفس من ظلم
الإنسـان لأخيه الإنسـان وإتاحة الفرصة للمدّعون لينادون بحقوق الإنسـان التي هي
منهج الإسـلام الصحيح والتي تضمن للإنسان حريته وكرامته في الاختيار إلى حد تصل
إلى حرية العبادة حيث علمنا سـبحانه أنه لا إكراه في الدين فمن يهتدي فلنفسه ومن
ضل فعليها فما أرحمك يا الله سبحانك كم نملك من الجهل ولا نعلم إلا النذر اليسـير من رحمتك وعطائك
ولكن ضللنا الطريق وسـاهمنا في إبعاد شـبابنا عن الطريق الصحيح بتعسـفنا وتعاملنا
مع الأشياء في منظور ضيق لمفهوم العبادة حتى انعكس هذا على حياتنا ومنها السـياسة حيث
بدأ البعض بقصد أو بغير قصد بنية حسـنة أو خبيثة في تهبيط همة الشـباب الثائر في
ترويج لمفهوم الاستقرار المقترن بالعبودية لغير الله وصدق الفاروق عمر بقوله ( متى
استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) لقد وصلت الرسـالة إلى الصحابة الكرام
رضوان الله عليهم التي لم نفهمها نحن وسـلكنا طريق الأمان المكذوب والاسـتقرار
الزائف وذهب المبطلون إلى أبعد من هذا لينصحوا بالتوسـل إلى روسـيا التي تسـاعد في
قتل الشـعب السـوري من اجل السـلام فأي سـلام ينشـده هؤلاء ؟ هل هو فعلا السـلام
أم الخنوع والاستسلام المرفوض من أي حر فما بالك بحر ومسـلم آمن برسـالة الله وأحس
بكرامته التي وهبها الله له وأنار قلبه بمشـعل النور والهداية وأصبح الطريق واضحا
أمامه وضوح الشـمس وأصبحنا متيقنين بأنه لا يفل الحديد إلا الحديد وما النصر إلا
من عند الله فهبوا إلى القتال في وجه أعداء الله من الروس والمجوس و أنصار
الاستسلام فهذا الطريق الوحيد لثورة الكرامة وللثائرين الحاملين أرواحهم على أكفهم
نسـأل الله النصر القريب فلا عنان ولا مجلس الأمن سينصرنا فتوكلوا على الله وهيا لحمل
السـلاح , نعم للشـهادة ولقاء الله ولكن بعقلانية وتبصر وليس بعشـوائية تجعل البعض
يتبع الهوى وإنما بشكل منظم وتحت قيادة الثورة ولواء الجيش الحر وحتى لا نتفرق وتذهب
ريحنا كما علمنا الله ورسـوله ولا نسـمح لمن يتبعون الهوى في خرق أخلاقيات هذه
الثورة وتحويلها إلى فرص للقتل والسرقة والسـلب من بعض المارقين وضعاف النفوس
والمتطفلين على الثورة والمدعومين من النظام المجرم بغية تشـويه الثورة النظيفة .
وقد لوحظ أن البعض بدأ يتململ من طول الفترة أقول لهم هذا
أمر الله والثورة السـورية بخير ومن قضى فهذا يومه وهذا ما وعده الله به نسـأل
الله أن يتقبلهم في صفوف الشـهداء وهذا هو جزء من النصر اللهم ارزقنا إحدى
الحسـنيين الشـهادة أو النصر أليس هذا ما علمنا إياه الله ورسـوله صلى الله عليه
وسـلم فالشـهادة هي الحياة والطريق الأقرب إلى الجنة وهذا بما ورد في آيات كثيرة
في كتاب الله عن تكريم للشـهادة والشـهداء كما ان اليأس قد يكون بداية النصر وهذا
ما نستدل عليه من الآية الكريمة (حَتَّى إِذَا
اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا
فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ
الْمُجْرِمِينَ" صدق الله العظيم )
فلا تقنطوا من رحمة الله وتمسـكوا بحبل الله جميعا ولا
تفرقوا واسألوا الله النصر القرب والفرج والمخرج وكونوا يد واحدة ولا تتمايزوا
بالأعراق أو الأديان والطوائف وكونوا شـعب واحد وارفع راسـك ولا تهن نفسـك
بانتمائك للقلة بل كن مع الجماعة وتحلى بروح المواطنة وارفع صوتك بقولك أنا سوري
أنا حر أنا مع الحق وهذا ينطبق على كل مكونات الشـعب السـوري بأعراقهم وطوائفهم
ودياناتهم الإسـلام مظلة الأحرار ومجتمع الحضارة فلماذا الخوف في الاسـلام لا وجود
للطائفية إلا لدى النظام وأنصاره والشعب السـوري محب ومضياف كريم ومتسـامح فتوحدوا
كما أثني هنا على الأخوة الموحدون من الطائفة الدرزية على قرارهم الحكيم في
الانضمام إلى الثورة فكلنا أخوة في الوطن ولا فرق بين عربي على أعجمي إلا بالتقوى
فاتقوا الله في أنفسـكم وإخوانكم وكونوا يد واحدة فيد الله مع الجماعة ولنسـطر
أروع الملاحم في المحبة والإخاء ونلقن الغرب والشـرق درسـا في المحبة والإخاء لكل من شـارك في هذه الثورة من
النسـيج الجميل من هذا الشـعب ولتبقى سـورية اللوحة الرائعة والمثل الأعلى في
المحبة بين جميع مكونات شـعبنا البطل المعطاء ليبزغ فجر الحرية ويزهر ربيع الكرامة
والله معنا الله أكبر هذا شـعارنا بالحب نبني الوطن وعلى المحبة نلتقي
مع المَحبة من – عزالدين
سالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق