بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و
بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
و بعد ..
في الواقع .. نرى بعيوننا البشرية القاصرة
كثيرا من المثبطات و بواعث القنوط و اليأس ... خاصة في هذه المرحلة الحاسمة من الثورة
السورية العظيمة .
و لان الله تعالى قد علمنا أن القرآن الكريم
شفاء للمؤمنين و تثبيت لعباد الله الصابرين ... أحببت أن أذكر نفسي و إخواني ببعض الآيات
الكريمات و بيان بعض ما فيها من عبر تنطبق على ثورتنا المباركة بإذن الله تعالى .
في ديننا في عقيدتنا في كتاب الله، و في سنة
رسوله صلى الله عليه و سلم ... لا اعتراف باليأس ولا القنوط ...
قال تعالى ((وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ
اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ))
قال رسوله صلى الله عليه و سلم ((استعن
بالله ولا تعجز))
1- ((و
لتصنع على عيني ))
الدارس لثورتنا يخلص إلى اليقين بأنها ليست
من صنع البشر، ولا من صنع الخلائق،، كلا،، إنما هي قدر مقدور من أقدار الله جل و علا،،
و لا أظنها إلا كذلك ..
لقد أخرجها الله تعالى و خلقها من حيث لا نحتسب
و لم يدر الشعب السوري و لم يحس بنفسه إلا وهو يخوض غمارها
لقد بدأت الثورة على يد الأطفال، لم توعز لهم
أميركا و لا إسرائيل، و لم يأخذوا إذن الحريري ولا بندر و لم يدفعهم حمد بن جاسم ولا
غيره كما أنهم لم يخزنوا السلاح و لا الذخيرة و لم يكونوا يعلمون بأن شخبطاتهم هذه
ربما تكون فتيل ثورة و ربما حرب إقليمية أو عالمية لقد كتبوا و انتهى الأمر و خطوا بإذن الله القدير
وحده بأيديهم البريئة بداية النهاية لأحقر و أعتى أنظمة العالم .
هنا نورد حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(( إن الله تكفل لي بالشام و أهله ))
فأين كنت أيها اليائس القنوط يوم بدأت الثورة،،
أين كنت أنا و أنت و أين كان أصحاب القرار.
إن الثورة تكبر و تترعرع و تتنامى يوما بعد
يوم بتدبير الله تعالى لها و بتوفيقه و رحمته .. دون أن يتعهدها من العبيد أحد.
كما تركت أم موسى ابنها في التابوت و قذفته
في اليم لا تملك له ضراً ولا نفعاً .
أيها اليائس يا من جئت الآن تيأس ... كان حرياً
بك أن تيأس يوم حوصرت درعا و اهرقت ماء خزانات بيوتها و حرم أهلها قطرة الماء ... قل
لي بربك، ألم تستمر الثورة، ألم تكبر و تتعاظم،؟؟ أبتدبيري و تدبيرك ؟؟ أم بتدبير أحسن
الخالقين ؟؟
سبحانك يا الله .
2- ((
و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين ))
لا تعيرونا بقلة أعدادنا .. مع التركيز على
أنها أصلا ليست قليلة،، لكن لو سلمنا بأنها قليلة .. فماذا يعني ذلك ؟
أيها الكافرون و المنافقون و الظالمون ...
لا تعيرونا بالقلة المزعومة ... فلم يكن يوما على هذه الأرض الحق أكثرية ..
قال تعالى (( و قليل من عبادي الشكور ))، (( و ما
آمن معه إلا قليل ))
إن الحق دوماً أقلية، أقلية منصورة .... تعرف
طريقها و تمشي على بصيرة من ربها ... يحيط بها
محيط كبير من الناس هم كالأنعام لا يهتدون السبيل ولا يعرفون معروفا، ولا منكرا
هم ينكرون
أيها اليائس القنوط .. ألم يكن حريا بك أن
تيأس يوم خرج مئة أو مئتين من شباب سوريا في مظاهرة الحميدية .. خائفين يترقبون
...؟؟
قلي بربك : ألم يخرج الناس بالآلف المؤلفة
بعد ذلك ؟ ألم يجاهر الناس بالتظاهر ؟ ألم يفخروا بذلك ؟
ألم تصبح المظاهرات شيئا أساسيا في حياة شعبنا
؟ ألم يألفها و يعشقها ؟
3- ((
و يتخذ منكم شهداء ))
ينتابنا الحزن الشديد و القلق العميق، لكثرة
الشهداء و نزف الدماء ..
إخواني، لن تموت نفس إلا بموعدها، لقد ضحى
شعبنا بعشرة آلاف شهيد في غضون سنة تقريبا، رقم هائل ... صحيح .. لكن في زلزال واحد
في باكستان مات مرة سبعون ألفاً، في تسونامي مئات الآلاف ماتوا، أخبروني كم يموت في
حوادث السير في الدول العربية و كم يموت من الناس في الأمراض، و كم يموت من الناس في
المجاعات و الكوارث ؟
كم يموت من الناس نتيجة للسمنة و الترف ؟
أفلا يرضيكم أن الله جل و علا، أحبكم و أحب
سبحانه أن يختاركم لجواره شهداء، أحياء لا تنقطع حياتكم قط.
هل تعرفون جدكم خالد بن الوليد، كم طلب الشهادة
رضي الله عنه، لم يرزقه الله تلك الأمنية، و رزقكم إياها، يموت خالد بن الوليد و هو
يندب حظه أن لم يقضي نحبه شهيداً،، و هاأنتم تقضون نحبكم شهداء .. فهنيئاً لكم .
(( و لا تحسبن الذين قتلوا في
سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله و يستبشرون
بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم و لا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله
و فضل و أن الله لا يضيع أجر المؤمنين ))
أما من ضن بنفسه عن الشهادة و عن الثورة خشية
الموت أقول له .. اقرأ قوله تعالى: ((قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ
الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلا قَلِيلا))
أفنيأس يا إخواني .. لان الله تعالى يتخذ منا
الشهداء .؟؟ أليس الأحرى بنا أن نتسابق على هذا الشرف ؟؟
الموتى الذين يسقطون كل يوم .. لم يكونوا قرعة
ولا حظاً ... لا .. إنه اتخاذ من الله تعالى لبعض منا لهذا الشرف العظيم
4- ((
لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة و فيكم سماعون
لهم و الله عليم بالظالمين))
لا تيأسوا و لا تنزعجوا لعدم تأييد ثورتنا
من بعض السوريين و من العرب و المسلمين و من
العالم كله ..
لا تيأسوا و لا تقلقوا .. فما ضاعت فلسطين
بعد انتصارات المجاهدين في عام 47 .. إلا بعد أن تدخل العالم، و تكرم علينا مجلس الأمن
بقرار الهدنة ..
ما ضاعت فلسطين إلا حين سلمت عقالها للقادة
العرب تظن فيهم الخير و تطمئن إلى نواياهم..
دعونا لوحدنا نواجه قدرنا .. هؤلاء لن يزيدونا
و الله إلا خبالاً و سيوقعون بيننا الفتنة فهذا الطرف يدعمنا لشيء في نفسه لا يوافق
شيئاً في نفس الداعم الثاني و هكذا ...
لاحظوا كل تدخلات المجتمع الدولي على الإطلاق
كانت لصالح بشار الأسد و زمرته النصيرية الطاغية .. تقرير الدابي و وساطة عنان و مهل
الجامعة العربية و ووو إلخ .
اتركونا و شأننا،، فالله ناصرنا و معيننا وحده
.
5- ((وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ
كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ))
لا تحزنوا لتخليهم عنا ... لا يضركم تقاعسهم،
و لا يسوئنكم شي من ذلك .
وفروا جهدكم و لا تخدشوا حناجركم تستنجدون
بغرب ولا شرق ... إنهم لو أردوا الخروج لأعدوا له ... و لا أظن إلا أن الله تعالى قد
سبق كتابه عليهم و ثبطهم عن نصرتكم .. لا يريد الله تعالى لهم أن يشاركوكم لذة نصركم
ولا قطف ثماره .
هذا ما قاله رسولنا صلى الله عليه و سلم
... فهنيئا لكم.
(( لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ
أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ
أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ ))
6- ((
لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا
أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور))
ستعمل الآلة الإعلامية للنظام تؤازرها أبواق
الكفر العالمي هنا و هناك،، ستعمل بجد لتحط من هممكم و تنال من إرادتكم ... فلا تلتفتوا
إليها و اعلموا أنما الحكم لله و أن القرار الأول و الأخير هو له وحده لا شريك له
.. و ليس أفضل من الصبر الجميل و من التقوى و خوف الجليل من علاج لهذا الخطب
رأينا كيف صنعوا من دخول بابا عمرو - المحاصرة
لثمانية و عشرين يوما و التي لم تحوي سوى بضع رجال من الجيش الحر و كل ما فيها عداهم
عبارة عن عوائل فيها الطفل و الرضيع و فيها الكهول و العجائز – نصراً يضاهي دخول برلين
بعد الحرب العالمية الثانية !!!! .
و كذا مع دخولهم إدلب و سراقب و الزبداني.
7- ((
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله و تلك الأيام نداولها بين الناس))
لقد مستنا القروح الشديدة العظيمة و نزف الدم
و انتهك العرض و طارت الأرواح إلى بارئها تاركة جثثا هامدة ورائها،، هذا كله صحيح .. لكن لسنا فقط يا قومي
من مسه القرح .. النظام السوري يئن و يتوجع و ينفق منه العشرات و أحيانا المئات يوميا
.. بشار الذي كان لا يذكر إلا بالتمجيد و التعظيم صار يسب هو و أبوه و قومه و طائفته
على كل لسان و في كل حال و مكان.
أسطورة المقاومة و الممانعة انكشفت و تعرى
وجه الخنزير تماما و بانت حقائق دينهم الشيعي اللعين كما لم كن بادية من قبل قط .
(( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون
كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون))
فجرنا مدرعاتهم و رصاصاتنا طالت ألوية و عمداء
و عقداء و جنود و شبيحة و ناقلات الجثث تعود إلى حسن نصر اللات و العزى مليئة بقذارات
عبيده وكذا مع مقتدى العهر ... فلم اليأس يا عباد الله ؟؟
ألم يكن اليأس اجدر حين بدأت الثورة، حين كان
يقتل منا ولا يقتل منهم ؟؟
أفنيأس الآن و نحن على وشك صنع حالة توازن
الرعب ؟؟
في النهاية هم يألمون مثلنا و أشد، و نحن نرجو
إحدى الحسنيين النصر و التمكين أو الشهادة و جنات النعيم،، أما هم فلا نتربص بهم إلا
العذاب بأيدينا أو في الآخرة و الله حسبنا و هو على كل شيء قدير
((قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين
ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون))
8-
((قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم
في الأرض فينظر كيف تعملون))
يقول البعض،، مالنا و للثورة ؟؟ ألم نكن هانئين
؟ ننام شابعين دافئين ؟ نذهب للنزهة و نشم الهواء العليل؟
آذتنا هذه الثورة، سلبتنا أحبتنا ؟ و أعضائنا
و أملاكنا و خلفت لنا المعاقين و الأيتام و الأرامل و الفقراء و المهجرين ما لنا و
للثورة ؟؟
انتبهوا يا إخوتي هذا ليس قول أصحاب محمد صلى
الله عليه و سلم،، هذا قول بني إسرائيل لموسى عليه السلام يتذمرون من الأذى قبل أن
يأتيهم و بعد أن أتاهم بالبينات
و ما أجمله من رد، رده عليه السلام، بثقته
بربه جل و علا متفائلاً بالنصر والتمكين القريب و لنا في ذلك عبرة و ليختر كل منا أي
القولين يريد؟
أقول رسول الله موسى عليه السلام ؟، أم قول
أعداء الله اليهود؟
لقد أوذينا قبل هذه الثورة في ديننا و في أعراضنا
و في دمائنا و في كرامتنا المهدورة
و الثمن الذي سندفعه في الحرية لن يكون أكبر
من الثمن الذي كنا ندفعه قبل أن طالبنا بها
نسي بنو إسرائيل أنهم و على الرغم من عذابهم
قد نالوا شرف اتباع الحق و دين الحق .. و ساووا بين فتنة الناس و بين عذاب الله العظيم.
((ومن الناس من يقول آمنا بالله
فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم
أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين ( 10 ) وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين))
9- ((
وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما
استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا
في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين))
الطريق إلى النصر،,, ليست طريقا إلى نزهة يا
أيها الناس ... طريق طويلة شاقة .. يجتبي الله تعالى سالكيها و يختارهم لشرفها .. فإذا
ما سلكوها اتخذ منهم الشهيد و هيأ منهم القائد الرشيد
في الطريق إلى النصر ستعاني من الهزيمة تارة
ومن القرح تارة ومن المصيبة تارة ومن التآمر تارة و من الخذلان تارة ... إلا أن عباد
الله الرجال ما وهنوا ولا استكانوا وما هبطت هممهم ولا انكسرت شكيمتهم،، كل ما مر بهم
من صعوبات كانت دافعاً لهم لتقوية صلتهم بالله الكريم و زيادة لهم في تجردهم من الإعتماد
على الخلق كلية إلى الإعتماد على الخالق كلية.
10-
((أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ
قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ
هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا
لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ وَاللَّهُ
عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ))
سيتقهقر البعض ممن كنا نراهم متحمسين، متفائلين،
متشجعين، لا تيأس .. لا تظن أنها النهاية .. كلا .. إنما هي البداية ..البداية للنصر
إن شاء الله تعالى .
فبعد تولي كثير من بني إسرائيل عن طالوت و
من معه من الجنود المؤمنين،، تولوا بعد أن كانوا هم المطالبين بالقتال للذب عن أنفسهم
و أعراضهم .. لكنهم في النهاية تولوا .
إنطلق مع طالوت جزء من بني إسرائيل ... ممن
عبروا الإمتحان الأول بنجاح .. لم يكن آخر امتحان لهم ... كلا ... لقد وفدوا على أحب
شيء إلى قلب الإنسان و في أحلك ظرف .. الماء البارد النقي .. على العطش .
لكن ما لم يكن في صالح القوم أن هذا الماء
كان بلاءً، شرط النجاح فيه أن لا يشرب منه أحد على رغم العطش المريع.
(( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ
قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي
وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا
مِنْهُ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ
قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ
اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ))
من تلك الجماعة الطيبة .. لم يتبق إلا صفوة
قليلة ... ( كما أشرت من بداية الموضوع القلة فيها النصرة و ليست الكثرة )
هذه الصفوة هي التي أحب الله تعالى أن يمتن
بالنصر العظيم عليها،،
(( وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ
وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا
عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ
جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا
دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ
ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ))
11- ((حتى
إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء و لا يرد بأسنا عن
القوم المجرمين))
إنها لحظات ما قبل النصر، حين يبدأ اليأس في
الدخول حتى إلى قلوب المؤمنين،,, ليس اليأس من وعد الله .. حاشا و كلا .. بل اليأس
من القريب و من البعيد و من الحبيب و من الصديق الحميم .. اليأس من كل المخلوقات و
الاتكال و الإلتجاء فقط إلى الخالق العظيم
((وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى
إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه
ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم))
لم يعد يملك رسول الله صلى الله عليه و سلم
للمخلفين الثلاثة شيئاً .. قاطعهم كل شيء حتى نساؤهم و أبناؤهم ... قاطعهم حتى زرع
المدينة و شجرها و أرضها و ثمرها .. و حينها اتجهوا إلى من لا ملجأ منه إلا إليه
..
(( ففروا إلى الله إني لكم منه
نذير مبين، و لا تجعلوا مع الله إلهاً آخر إني لكم منه نذير مبين))
هيا بنا جميعا نفر إلى أرحم الراحمين، نشكو
إليه و نتضرع بين يديه، هو وحده القادر على نصرنا، و هو سميع الدعاء و مجيبه و هو على
كل شيء قدير
12- ((
والله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون))
إن أكرمنا الله تعالى و جعل حدسي صادقاً
... بأن هذه الثورة هي من صنعه وحده دون أن يوكل إلى أحد من خلقه شأن تدبيرها و المكر لها ... إذًاً أكون قد حصلت على أكبر ضمان، أبشر به نفسي و إخواني في
الإسلام في أنحاء المعمورة ..
كما و عد الله سبحانه و تعالى عبده يوسف عليه
السلام في أشد اللحظات صعوبة في قعر البئر ... و عده بالتمكين و النصرة حتى يستقر به
الأمر لينبئ إخوته الذين ظلموه بصنيعهم الإجرامي الشنيع ... في لحظة عزٍ لا مثيل لها.
إذاً فثورتنا منصورة و ستأتي لحظة تمكينها
و تولد هذه اللحظة في أشد لحظات ثورتنا صعوبة و في أفظع فترة من عمرها المبارك .
فهي أمر الله، و الله غالب على أمره .. سبحانك
يا الله
عبد الله الفقير : كليم دندوش 1-4- 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق