قبل الخوض في مبادرة عنان، لابد من التطرق
إلى تصريح بان كي مون الظالم عندما ساوى بين القاتل والمقتول، ولم تترك المعارضة السورية،
ولم يترك الشعب السوري وسيلة للتعبير بقبوله الالتزام الكامل بخطة عنان إلا وأعرب عنها
بكل الطرق، سواءً بالمظاهرات أو التصريحات، أو عبر البيانات الرسمية عن جميع الطيف
الشعبي السوري، كما ودعت المعارضة بكل أطيافها الممثلة عن الشعب وباسم الشعب الى إلزامية
السماح لوسائل الإعلام، وإدخال عدد كبير من المراقبين العرب والدوليين، وفتح سورية
على مصراعيها لمراقبة من يقوم بأعمال القتل ؟ ومن هي العصابات المسلحة الحقيقية التي
يتزعمها مجرم الحرب السفاح بشار ابن السفاح حافظ، سليل عائلة العهر والإجرام، التي
لم تُنجب إلا السفلة أعداء الله والإنسانية جمعاء، ليقول هذا البان كي مون، بأن على
النظام السوري ضبط النفس إلى أقصى درجة، موحياً تصريحه بأن هناك نوعا ما من توخي الحذر
عند هؤلاء القتلة عصابات آل الأسد، التي تقتل بلا رحمة مما لم يفعله الاستعمار ولا
ألد الأعداء في خصومه، في نفس الوقت الذي يُطالب به المعارضة إلى التعاون الكامل، وكأنه
يُطالب شعبنا بالاستسلام والخنوع، وإنهاء الاحتجاجات، وهو يُدرك تماماً مدى تعاون شعبنا
مع مبادرة عنان، هذا العنان الذي ظنناه بالمخلص، لكونه كان على رأس المنظمة الدولية
للأمم المتحدة، وأنه سيأخذ الأمور بجدية كبيرة، وحسابات دقيقة دون أن تنطلي عليه ألاعيب
عصابات يتزعمها المجرم بشار، آملين أن تأخذنا مبادرته إلى طريق السلام، وحرية الشعب
في التعبير، وأهمها وقف حمامات الدم، ليقول السوريين كلمتهم بهذا بهذا النظام المافوي
القاتل، وإذا به لم يكن بأكثر من الطبل الأجوف، لتذكرنا مبادرته وزياراته، ورحلاته
المكوكية التي ختمها إلى طهران عدوة الشعب السوري، وهو يستجديها المساعدة، بدلاً من
أن يُطالبها بكف اليد، تماما كما فعلت الجامعة العربية التي استنجدت زلمة إيران المالكي،
واستقبل أمينها العام في دمشق آنذاك بالمزيد من حمامات الدم، كما استقبل فريق مفتشيه
بتصاعد أعداد الشهداء من شعبنا السوري، وتدمير المباني والمدن والبلدات، فكيف هو الحال
مع عنان ؟
لم يكن الحال مع عنان بأفضل من سابقيه المفاوضين
الأتراك والأوربيين والعرب، فقد كان استقباله خلال اليومين اللذين مكثهما في دمشق بمئات
القتلى والجرحى وتدمير المدن فوق ساكنيها، وقصف لاينتهي، وتصعيد متزايد عن كل أيام
الشهور الماضية، لترتفع وتيرة المذابح والقتل والإعتقالات والتدمير والقصف فيما بعد
رحيله إلى درجة أكبر، ويزداد عدد القتلى بما يتجاوز المائة والخمسون يومياً في بعض
الأحيان، ومجازر على طول البلاد وعرضها، وإعدامات لعسكريين منشقيين، ومدنيين عزل، وتكثيف
للتواجد الحربي ضد الشعب السوري، بالمزيد من الآليات الثقيلة، وقصف الطيران المُكثف،
بما يُعتبر خرقاً فاضحاً لخطة عنان، ومُهيناً للمنظمة الدولية، التي تنص أولى بنودها
سحب الأليات والمظاهر العسكرية ووقف القتل، وإذا بكيمو بعد هذا كله، يُساوي بين القاتل
والمقتول، ليُطالب شعبنا المذبوح من الوريد الى الوريد بالتعاون الكامل، وبعدما سمع
الرد ألأسدي الصريح، بأنه ليس على استعداد لحماية مراقبيه إلا إذا ساروا وفق مايريدون،
ولم نسمع من هذا البان كي مو أي ردّ على هذا التحدّي، أو أن يسلك على أقل تقدير خطى
الضابط الدنماركي روبرت مور، الذي عاد لتوه بعد أولى مفاوضاته من حيث أتى، بعدما أدرك
بأنه وفريقه لن يكونوا سوى مطية ومظلة النظام لارتكاب جرائمه، تماما كما في فريق التفتيش
العربي، أو أن يكون لكوكو رداً رادعاً على علاكات السافلة بثينة شعبان، الناطقة باسم
رئيس العصابة بشار، بأننا كأمم متحدة ومجلس أمن مسؤولين عن السلم والأمان الدوليين،
نستطيع أن نحمي أنفسنا، وأن نعزلكم كنظام عصاباتي تحت إطار البند السابع، ونستطيع أن
نتجول في كل الأجواء السورية عبر الطائرات والأقمار الصناعية رغم أنوفكم، ولكن ماجاء
في الرد كان مُعيباً ومُخجلاً ومتواطئاً، وهو مايدعو شعبنا العظيم لأخذ المبادرة، والتفكير
بما يجب عليه القيام به، ولو الدعوة إلى الإعلان عن النفير العام والجهاد المقدس لحماية
الشعب السوري
نعم النفير العام والجهاد العالمي المقدس،
ولم نكن نود أن نصل بدعوتنا الى هذا الحد أبداً، ولم نكن نتمنى على شعبنا أن يحمل أي
قطعة سلاح فيما لو سُمح لهذ الشعب بالتعبير عن آرائه سلمياً، هذا الشعب الذي صبر قرابة
السنة على القتل والتعذيب والاعتقالات والإهانات والإمتهانات في أسوأ صورها، حتى دُفع
البعض منه لحمل السلاح الخفيف لحماية المتظاهرين والمدنيين من عصابات آل الأسد، وكانت
فكرة الانشقاقات من الجيش وليدة الأشهر الأخيرة من عمر الثورة، التي ابتدأت بالقائد
الرمز البطل حسين هرموش، وهي اليوم على أعتاب المائة ألف مابين ضابط ومُجند، والأيام
القادمة تُبشرنا بالمزيد من تلك الانشقاقات الكبرى، وخطط انتحارية ستجري داخل المعسكرات،
لتصفية رؤوس الإجرام ممن يعطون أوامر القتل، والمشاركين في قتل شعبنا السوري، وما إن
يبدأ تنفيذ هذه الخطة كما أخبرني بعض أفراد ألوية المتحمسين من داخل الجيش، فإنه سيكون
الإنهيار الأكبر، وهروب تلك الحثالات عن مواقعها، لتبحث عن مكان آمن، لاتأمن عواقب
مايُحاق بها، من رصاصات مُحددة قد تخترق أجسادها النجسة، وهي أكثر ماتكون حريصة على
الحياة، بعدما جمعت من المال الحرام، مايكفيها ان تكون بمنأى عن متابعة أسيادها، ناهيك
عن فكرة إعلان الجهاد العام التي يتم تدارسها في الأروقة الخفية، مالم يتعاون مع شعبنا
العالم بما يجب من فرض الحماية للشعب، ومساعدته عسكرياً لتكون للجهة الداعمة اليد البيضاء،
بدلاً من اللجوء مضطرين الى استصراخ ضمائر مسلمي وأحرار العالم للنجدة، بكل ماتجول
به قدراتهم من الدعم المالي والتسليحي والقتالي، ولازلنا نُريد تحاشي ذلك، مما سيُسبب
ذلك من القلق للعالم أجمع، وحينها عندما نبدأ نقول : وقد أعذر من أُنذر
وأخيراً نقول لحسن نصر الله : أين كنت طوال
سنين استبداد آل الأسد حتى نعتمدك كوسيط، ولم نسمع لك صوتاً تنصح فيه حليفك الأسدي
اللعين لإعطاء بعض الحريات في البلد الجار، ليرتفع صوتك عند مشارف سقوط هذا الحليف،
وماذا فعلت وحزبك بمجزرة العصر في حماه على يد سفاح القرن الماضي، وأي حوار تريده ياعدو
الله مع جزار أثيم عتُل زنيم، بعدما أوغل بدماء الشعب السوري العظيم، وجعل من دماءه
خمراً يسكر على نزيفه ليل نهار، وأي إصلاحات جذرية وعدك بها هذا المأفون بشار جزار
القرن الواحد والعشرين، فهل تقصد المزيد من تدمير المدن، أليس هو القائل في خطابه الثاني
: وإن أرادوها حرباً فهي الحرب، ويقصد شعبنا الأعزل، بينما على بني صهيون الذين أغاروا
على البلاد، وهتكوا قداسة الأرض الطاهرة، قال حينها : بأنه سيرد في الزمان والمكان
المناسبين، ولم نراه إلى يومنا هذا، إلا على حمص ودرعا وادلب وحلب ودمشق واللاذقية
ودير الزور والحسكة ومناطق الأكراد، وعلى مساحة الوطن السوري، لأقول لك ولمن وراءك
: إن أردتموها الحرب فهي الحرب، وإن أردتموها السلم فتخلوا عن هذا الحمار الخاسر، لنعقد
الاتفاقات السلمية معكم، على ألا ضرر ولاضرار، بل جيران لهم حق حسن الجوار والإخوة
إن أرنموها كذلك، وهذا ماتقررونه أنتم الآن وليس بعد الانتصار القريب بإذن الله، وسيعلم
الذين ظلموا "حينها" أي منقلب ينقلبون، وأي مكاسب ستغتنموها إن جنحتم الى
السلم، ووقفتم الى جانب الشعب، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
" شعبنا السوري يُقتل بالسلاح والذخيرة
الروسية، والقناصة الصينية، بأيدي البرابرة أعداء الإنسانية من عصابات آل الأسد بقيادة
المجرم المطلوب دولياً بشار، وميليشات حزب الله والدعوة والمهدي والحرس الثوري الإيراني
أدوات إيران الصفوية الممولة لكل مشاريع القتل والفتك بشعبنا السوري، والجامعة العربية
متواطئة مع نظام الإجرام والعمالة الأسدي وهي تمنحه الفرص لذبح شعبنا السوري الحبيب،
فأملنا بكم كبير ياقادة الخليج العربي وبمن وراءكم من غالبية الدول العربية للنصرة،
ونطلب منكم النجدة والإنقاذ بما منحكم الله من المشاعر الصادقة والقدرة والوزن الدولي
والثقل، فكونوا على الدوام مع أهلكم السوريين، واحملوا راية شعبنا وشعبكم، وفقكم الله
لما يُحب ويرضى لنصرة شعبنا المذبوح من الوريد للوريد
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com، كاتب وباحث معارض سوري،
نائب رئيس الهيئة الاستشارية لتنسيقية الثورة السورية في مصر
وهاتف مؤقت في اليمن الى حين العودة لمصر 00967777776420 أو
00967715040030
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق