الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-04-18

غربتنا والجلاء الثاني ..وأنا تعبت... بقلم: محمد صالح عويد


تعبت من التسكع على أرصفة الغربة
تعبت من استعراض نهايات الفصول المثقلة بالبهاء المسُكر، والساعات الدافئة، الرطبة الضبابية حيث الريح الجنوبية التي ترخي الاعصاب، من استنزاف الليل حتى آخر نفس يلقيه على أكتاف الكون،وحيث تمتلئ العيون بدمع لا يأتي من القلب، من مفاتيح الذاكرة التي أحملها في حقيبتي الصغيرة لألقي عليها السلام في كل وقت,,ولأكذب علي قائلة: بالتأكيد لازالت بخير، تعبت من التهاويل التي تفتح الطريق أولاً للشك، ثم لا تلبث أن تصير مقنعة،مليئة بالبراهين، العبث الذي يسكن في البصيرة ويحكمها وفق منطق رهيب...


تعبت من اللاشيء, لاشيء مطلقا، تعبت من التهيج الحنيني لارضي، الذي يغتصب الإرادة ويذللها، والتناقض القائم بين الإرادة والفكر، والحنين، يحيلني إلى إنسان متصدع إلى درجة التعبير عن الألم بالضحك ...!!؟

وكانهم رموني ...كما يقول أمل دنقل :
أنا تركت طفلي يجوس في شوراع المدينة ..
يسألكم أن تبتسموا مجرد ابتسام ...
لكنكم ...رددتم دونه نوافذ البيوت ..
...خرجت بحياتي الشبيهة بالعاصفة التي لم تهدأ،شعرنا جميعا بالغبن يطوي أحلامنا وإنسانيتنا...
ولكنهم وضعو عربتي على السكة الصحيحة ..القاسية ..الموجعة
تعلمت حينها انني يجب ان أتكئ على كبدي وقلبي فقط
وارسلت لي السماء من ساندني باعجاز
تعودنا سوية ان لا يمضي يوم يحسب من عمرنا اذا لم ننجز شيئا ...ونقلة خطوة الى الامام
كل يوم احاسب نفسي حين اضع راسي على وسادتي الحزينة :
واحاسب نفسي ...ماذا قدمت اليوم ..ماذا انجزت لغيري ...لنفسي،أصبح إدماناً أبدياً لأستطيع الإفلات منه أو التنصل،هل تعلمين صرت منذ زمن بعيد اتضايق من ايام الاعياد ...والعطل،تمر ثقيلة على نفسي، احيانا اشتاق ....تخيلي:
اشتاق ان يكون لي مثل الاخرين أباً يسال عن اخباري ودراسة أحفاده، وأين ملامحهم، هل تلوح منهم بقايا ملامح لأهله ومع من امشي ..واين اقضي اوقاتي
اشتاق لام ...تغص لي بلقمة ...تتذكر انني اين وهل انام بفراش دافئ
ام ان ثلج الحياة وزمهريرها يحاصر اطرافي وعقلي،احن لاخت تتوجع لغيابي... وتشتاق لعودة غائب اكلت ايام عمره الغربة بينهم ...قبل ان تاكلها في المنافي....الحنين
افتقد أخا يسأل امتداد دمه، وابناء عمومة أولاده
ويتفقدهم... يستطلع حاجاتهم... ليعلم باي مدرسة يدرسون..
وهل سيلبسون ثياب العيد في الصباح
هل خبأوا أحذيتهم الجديدة تحت وسائدهم ..
بانتظار صباح العيد ...
اشتاق لمن يعارضني ...يخالفني الراي ..ينهرني، يمنعني
رغم اني لم اخطئ بحق احد او بحق نفسي
ولم اسئ بتصرف اخلاقي لنفسي او لاحد يعنيه امري، لماذا ؟؟؟؟؟
مرميا في غياهب الغياب ...وبين براثن البرد الغريب،تتاكل روحي في غربة ابدية
دموعي...لاتعني اني أنهزمت ذات يوم وانكسرت ذات لحظه، او انجرحت ذات ليله
بل دليل على أنني تحملت من هذه الدنياأكثر مما استحق ان أتحملها...الصمت عنواناًلكل ملامحي،التي لم يعد يقرأ منها شيئاً فما عاد الزمان زماني اليوم تاتيني رسائل الغزل من بقايا وطن أثكلوا أهله،وجاسوا خلال الديار بوحشية وخسة.... كل يوم وتتهافت علي من كل حدب وصوب،هذه الشمس التي كانت حبيسةً بزنزانة إنفرادية، تحررت لتصعق الأشياء كلها بنورها الأبيض المستقيم، وستغمر بعد قليل الأفق كله بألوان من كل نوع، حتى لا يفقد الشعراء وحيهم وتتهافت عليهم شياطين الشعر والملاحم من وادي عبقر !!

تعبت من نشرات الأخبار التي أراني في تفاصيلها, حتى لكأني لم أعد أنتظرها...
من الضحكات والدمعات والوجوه التي أرغمني على إعادة حفظها مع كل يوم جديد معاندة لعنة النسيان,,رغما عن الزمن..

تعبت من مقارنة المنفى بالوطن, من التذمر من شكل الصباح وطرقات أخاف أن أتقنها وتحفظ خطوي لكثرة مانزف فيها مستجديا الوقت الذي لايمضي كي يمضي...

من محاولة اصطياد الأمل بشباك الصبر في بحر ميت....
وأنا تعبت..
أحسست حين خروج شعبي من زنازين القهر، بشعور غريب يشبه الرعب، وأقبلوا برؤوسهم الشامخة والعيون ملئى بالنور، رغم البرودة كانت تتململ تحتها نيران التمرد الآسر والخروج إلى فيافي الأنعتاق، والمجد وأنا تعبت بأنتظار الإياب...

لكنني سأعود ..فقد حل أوان الجلاء ثانيةً....وأنتم من ستنهزمون عن ميسلون...

أعلم أيها الطاغية أنني راجع إلى أرضي ....وأنت إلى منبت السوء راحلاً غير مأسوفاً عليك...
وستستجدي من يرثي لك ....دون جدوى
الري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق